يعتمد اقتصاد كل أمة على ما تنتجه وتصدره فكلما كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك كان الاقتصاد أقوى وأكثر استقرارا، وتكمن قوة كل أمة بطاقات شبابها، فكلما كان الشباب أكثر إبداعا وإنتاجا كان التقدم أقوى وأسرع ولهذا يركز أعداء كل أمة على شبابها فمتى استطاع الأعداء صرف الشباب عن دورهم فى تقدم الأمة وازدهارها كان لهم ما أرادوا وفرضوا هيمنتهم على تلك الأمة واحتلوها اقتصاديا وإن لم يحتلوها عسكريا لأنهم جعلوا هذه الأمة تستهلك أكثر مما تنتج وعليه ستعتمد هذه الأمة، وما تحتاج إليه لتسيير حياتها على ما ينتجه أعداءها، حينها سيفرض الأعداء عليها ما يريدونه لتبقى هذه الأمة جاهلة متخلفة مع شدة حاجتها إلى أعداءها، وهنا يكمن سر تقدم الأعداء علينا وفرض سيطرتهم علينا، إذ هم اعملوا عقولهم ففكروا وتدبروا فأبدعوا وأنتجوا، وبهذا الذكاء المتوقد والعمل الدءوب تجنبوا الخوض المباشر فى صراعاتهم السابقة وحققوا لأنفسهم وأمتهم ما يطمحون ويريدون، وهنا يظهر لنا خطأ وخطر منع الشباب من أخذ دورهم فى بناء المجتمع وتقدمه، لأن الشباب يملكون طاقة فإذا لم تستغل طاقاتهم فيما ينفع صرفوها فيما لا ينفع وربما استغلها أعداؤنا بما يضرنا، فالأعداء علموا هذه الحقيقة وحرصوا كل الحرص على أن يخفوها عنا، ونشروا ثقافتهم المليئة بالشبهات والشهوات ليبعدوا شبابنا عن ثقافتنا وعاداتنا المستمدة من ديننا الحنيف، ولكنا أدركنا هذه الحقيقة وأدركنا معها وللأسف بعد فوات الأوان أن احتلال بلد ما اقتصاديا معناه فى الحقيقة احتلاله اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا وعسكريا، لأن البلد الذى يستجدى لقمة عيشه من أعدائه يعيش حالة من الضعف والضنك وعليه سينقاد لأقل شىء يسد حاجته ويقوى ضعفه ويفرج ضنكه، فلسان حال أعدائنا يقول لنا أنتجوا أنتم وسنقدم لكم كل ما تحتاجون إليه، فجعلونا أمة منتجة ولكننا ننتج ما لم تصنع أيدينا وما لم تبدع عقولنا، فنحن ننتج أغلى وأثمن شىء، والذى لا تستغنى عنه كل أمة لبناء مجدها وحضارتها، فنحن ننتج النفط والنفط فقط، وهو أشد ما يحتاج إليه أعداؤنا فمتى سنستغل حاجتهم ونخضعهم لنا باحتلالهم اقتصاديا كما استغلوا حاجتنا واحتلونا ثقافيا واقتصاديا وعسكريا.
عقيل حامد يكتب: نفطنا لهم ويحتلونا ثقافيا واقتصاديا!
الجمعة، 21 ديسمبر 2012 07:53 م
حقول نفط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة