د. كمال تمام يكتب: لو كانوا منصفين

الجمعة، 21 ديسمبر 2012 02:17 م
د. كمال تمام يكتب: لو كانوا منصفين الدستور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يهتم كثير من الناس بقراءة الدستور وتأمل مواده ومناقشة المختصين فى بنوده وإنما بنوا موقفهم واتخذوا قرارهم "لا" بسبب التأثير القوى للبرامج الفضائية التى لا تكل ولا تمل من مهاجمة الدستور بطريقة فجة لا تتحلى بأدب خلاف ولا بأسلوب حوار متحضر ولا نقاش موضوعى يبين ما له وما عليه.

ولم يقل تأثير الصحف عن الفضائيات فقد أفسحت مجالها للهجوم بلا هوادة على دستور مصر والنيل منه ومن لجنته التأسيسية التى قامت على صياغته.

فقد تبارت الأقلام لإخفاء الحقائق وتحريف النصوص وطمس المعلومات وتشويه التصورات والتدليس على المصريين بالكذب والبهتان دون الاكتراث بعقلية القارئ واحترام فكره وبلا مبالاة بأصول المهنة وآدابها.

لقد تعرض مشروع الدستور لهجمة شرسة منظمة معدا لها مسبقا لوأده والخلاص منه بأسرع وسيلة ممكنة دون مراعاة لعرف أو احترام لقوانين أو التزام بمبادئ وأسس أو الحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها.

لقد نحى الرافضون للدستور المبادئ والأخلاق والقيم جانبا وتخلقوا بعدم الإنصاف ونشر الأباطيل وترويج الإشاعات المغرضة للحجر على آراء الشعب وتحويل الدفة لصالحهم وحشد الأكثرية للتصويت بلا.

ولو كان هناك شى من الإنصاف لتركوا الشعب يحدد مصيره ويختار كلمته دون أى تأثير من وسائل الإعلام المختلفة التى سخرت كل الإمكانيات لشحن الناس وتشكيل آرائهم.

لو كانوا منصفين ما سولت لهم أنفسهم التلاعب بعقول الشعب والعبث بقدراتهم والزج بنسخ مزورة ــ لا تمت لدستور مصر بصلة ــ بين أيديهم لخلط الأمور وتلبس الحقائق.
لو كانوا منصفين لتحدثوا عن إيجابيات الدستور كما تحدثوا عن سلبياته وأوجه القصور فيه.
لو كانوا منصفين لأظهروا محاسنه كما أبرزوا المساوئ والعيوب.
لو كانوا منصفين لبرروا بأسلوب علمى وبراهين يقينية لماذا يقولون لا.
لو كانوا منصفين لاستمعوا للرأى الآخر وحججه وأدلته بلا حجر على أحد وفى نقاش موضوعى على مسمع ومرأى من الشعب كله.
لو كانوا منصفين لعادوا إلى الصواب والرشد وما تشبثوا بالخطأ وأصروا عليه.
لو كانوا منصفين لأفسحوا المجال للرأى الآخر يعرض رأيه ويقدم للمجتمع وجهة نظره فى القول بنعم.
يا سادة مشكلتنا أننا فى صراعاتنا دائما نتناسى أصول وآداب المهنة التى قطعنا على أنفسنا الالتزام بها.
فلا يهم أن نكون صادقين بقدر ما يهمنا أن يحسم الصراع لأنفسنا ولا يعنينا أن نكون منصفين فى نظرتنا للآخر بقدر ما يعنينا أن يندثر الرأى الآخر من الوجود كله.
ويظهر رأينا ولو على حساب المبادئ.
ويعلو صوتنا ولو على حساب القيم.
ويقهر منافسنا ولو على حساب العدل والإنصاف.
يا سادة للخلاف آداب وضوابط تحكمه وتحدد مساره وإلا فستحكمنا شريعة الغاب وتعم الفوضى أرجاء البلاد وتسلب منا نعمة الأمن ونعيش فى ضنك من العيش.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة