الشارع يغلى والقرارات تجرى وتنفجر على رءوس الشعب، وعندما ينسى السياسيون مصلحة الوطن والمواطنون فإنهم يتناسون مبادئ الثورة ويكون السجال حول المصالح الفردية، ويتشدق كل أولئك بالألفاظ العصية على فهم المواطن العادى الذى هو محور النظم السياسية وهو الهدف من وراء مبادئها وأشكالها المختلفة وكأنهم فى كوكب ثالث ونحن فى كوكب أول، فأصبح المشهد خليطا من العبثية واللامنطقيه.
ومصر الوطن الخاسر الأول بعد أن أصبحت كالكرة بين مؤيد ومعارض نقاتل بعضنا فتدفقت الدماء وأريقت، ومن جديد تُزهَق أرواح المصريين بلا ثمن ولا محاسبة وبلا محاولة لحقنها واتخاذ إجراءات لوأدها، والشباب بل والأطفال يدفعون ثمن الفرقة والانقسام بالشهداء والمصابين.
إخوانى وأخواتى من المصريين يا سادة يحتاجون منا إلى صراحة وشفافية فلا نعطيهم أمل أكبر مما نستطيع أن نفعله، نحن كمصريين أو أغلبنا ساهم فيما يحدث من اعتداء جائر على وطننا، للأسف ساهمنا فى زيادة فقر فقرائنا ومرضانا، فإذا لم نستطع مساعدتهم علينا ألا نؤذيهم بصراعاتنا السياسية، يوميا الفقراء يأكلون من الزبالة وينامون فى الشوارع ماذا قدمنا لهم، سوى وضع لا يقبله أى إنسان مصرى أو غير مصرى.
لا أتحدث عما يجرى الآن بقدر ما أتحدث عن أن جميع الأوطان يجمعها دم الأخوة والمواطنة لكن الصراعات السياسية والكراسى قطعت حبل الوصال بيننا ففرقتنا وفتتنا إلى ثوار وإخوان وسلفيين وجهاديين وفلول، وسنت قانون يقول: صلة الرحم ودم القرابة التواصل والتسامح والإخوة جريمة يعاقب عليها.
أعرف أن هناك صحوة مصرية ووضع يتغير، ولكنى أعتقد أننا نحتاج إلى سياسة واضحة ومنهجية واضحة فى التعامل مع هذه الاوضاع التى يمكن أن تهدم وطننا وتشق صفوفنا، فلا سياسة حكومة واضحة ولا معارضة تعطيها الفرصة، نحن نحتاج إلى إعادة نظر كاملة وعملية إذا إعادة نظر بعيدة عن الدعاية أمام الشعب الفقير الذى استمع إلينا كثيرا ولم ننفذ شيئا مما وعدناه.
يوميا أحضر مؤتمرات نستمع فيها إلى بعضنا وتصدر توصيات أو بيان، لكن ماذا تعنى التوصيات والبيان لا شىء لأن الأمر واضح وواضح كيف ستتم الأمور؟ .
نحن نحتاج إلى شىء عملى لمساعدة أبناء وطننا من الناحية الانسانية والأخلاقية على الأقل، وهنا أقصد الوقوف مع الشعب المصرى وليس مع ساسته ونخبه الذين تركوه فى الوضع المأساوى بإعادة نظر شاملة ووقفة واضحة, لا ندع أحد يتحدث باسم الشعب ويستغل الشعب مثلما أراد ويتركه وقتما أراد، يجب ألا يستغلنا أحد لا ساسة ولا نخب ومن يخرج عن ذلك يجب أن يعرف أنه ليس له مكان بيننا.
البريطانيون أسقطوا تشرشل بطل الحرب العالمية الثانية لأنهم أرادوا البناء، وإثبات أنهم مصدر السلطات، كما انتخب الأمريكيون بيل كلينتون المغمور، وأسقطوا جورج بوش الأب الذى كسب حرب تحرير الكويت، لأن القضية المحورية لهم كانت الاقتصاد.
أدعو الرئيس مرسى إلى تقويم مساره ولا أدعو لإفشاله، لأننا جميعاً أصحاب المصلحة الحقيقية فى نجاحه، والقائد هو من يخرج وطنه من الفتنة والفوضى لا من يجرّه إليهما.
د عبد القادر الهوارى يكتب: القائد من يخرج وطنه من الفتنة والفوضى
الجمعة، 21 ديسمبر 2012 11:26 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة