من جانبها بدأت حشود التيارات الإسلامية، من كافة أطيافها، فى التوافد إلى ساحة مسجد القائد إبراهيم استعداداً للمشاركة فى المليونية، حيث قامت عدة لجان تنظيمية من أفراد المنتمين إلى التيارات الإسلامية لتشكيل لجان تنظيمية على مسافات متكررة فى الشوارع المؤدية لمسجد القائد إبراهيم، بجانب تنظيم لجان تفتيش للوافدين لداخل ساحة المسجد.
ومع هطول الأمطار الغزيرة لمدة عشر دقائق متواصلة، قام شباب التيارات الإسلامية المتظاهرين أمام مسجد القائد إبراهيم، بالهتاف "الله أكبر"، فى نوة الفيضة الكبرى بمحافظة الإسكندرية، واعتبروا أن السماء تستجيب لمطالبهم.
وقامت قوات الأمن المركزى المحتشدة بساحة مسجد القائد إبراهيم بتشكيل حائط بشرى للفصل بين المؤيدين للرئيس والمعارضين حرصا على سلمية المظاهرات، حيث احتشد المؤيدون داخل ساحة المسجد استعدادا لاعتلاء الشيخ أحمد المحلاوى منبر المسجد لإلقاء خطبة الجمعة، فى حين احتشدت أعداد من القوى المدنية، وبعض من شباب الثورة أمام ساحة المسجد من جهة محطة الرمل.
وعقب انتهاء الشيخ أحمد المحلاوى من كلمته، اقتحم مجهولون ساحة القائد إبراهيم بالإسكندرية من أمام المسجد، وألقوا الحجارة على المتواجدين فى ساحة القائد إبراهيم، فيما قامت قوات الأمن بإطلاق العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع على ساحة القائد إبراهيم لمنع أى اشتباكات بين أنصار التيار الإسلامى والقوى المدنية.
وهاجمت منصة الإسلاميين التى تم تشييدها أمام مسجد القائد إبراهيم قوات الأمن المحيطة بالمسجد قائلة، إنها لو قامت بدورها الجمعة الماضية، ومنعت محاصرة المسجد 15 ساعة، ورددت هتافات ما حضرنا اليوم "هى لله هى لله، ربى نصيرنا إن شاء الله" و"يا رب العالمين مش للمنصب ولا للجاه" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام" و"يا محلاوى يا حبيب".
وقال الشيخ أحمد المحلاوى، فى كلمته على المنصة، إنكم تفتدون دينكم بأرواحكم ولا تفتدون شيخا قارب على الرحيل، مضيفا، أن جميع إخواننا فى كل مكان عرضوا على الحضور للمشاركة فى المؤتمر اليوم، ولكنى رجوتهم ألا يحضروا.
واعتذر المحلاوى عن عدم حضور الشيخ حازم أبو إسماعيل قائلا، إننى رجوته ألا يحضر حتى أحافظ على دمائكم، ولو كان الثمن استشهادى فى سبيل الله، راجياً من المتظاهرين أن يحسنوا الانصراف.
فى نفس الوقت، شهد محيط المسجد تأمينات مشددة بسبب الإجراءات الأمنية التى اتخذتها مديرية أمن الإسكندرية، والتى استعانت بعدد كبير من قوات الأمن المركزى التى تراصت حول محيط المسجد وشوارعه، وقامت بوضع حواجز مرورية لمنع دخول السيارات.
وقام الإسلاميون بتفتيش كل من يحاول الدخول أمام ساحة المسجد، وإثبات هويته، كما قاموا بمنع دخول أحد إلى حديقة الخالدين المواجهة للمسجد، والتى عادة تبدأ الاشتباكات منها، كما ارتفعت الأعلام البيضاء عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"إلا العلماء والمساجد".
وبمجرد اشتعال فتيل الاشتباكات فى ساحة المسجد بين عدد من المتظاهرين الإسلاميين والمعارضين لهم، شهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم حالة من الكر والفر، بعد أن قام المتظاهرون المعارضون للدستور بإلقاء الحجارة والطوب على المؤيدين للدستور، الأمر الذى قاموا على إثره بالرد عليهم بإخراج أجولة مدفونة تحت أرضية حديقة الخالدين، بها عدد من المواسير الحديدية والعصى والأحجار، وامتدت حالة الكر والفر إلى شوارع المسجد الجانبية وحديقة الخالدين، حيث تبادل الطرفان التراشق بالحجارة، وسمع دوى طلقات خرطوش، حيث أسفرت الاشتباكات عن إصابة العديدين وقامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين لتلقى العلاج اللازم.
ونتيجة لاضطرار قوات الأمن إلى إطلاق قنابل الغاز للتفرقة بين الطرفين أصيب عدد من جنود الأمن المركزى المكلفين بتأمين ساحة القائد إبراهيم بالإسكندرية، بحالات اختناق، بينما أصيب آخرون بتراشق الحجارة.
كما شهد طريق الكورنيش، خلف ساحة مسجد القائد إبراهيم، اشتباكات عنيفة بين الإسلاميين والمتظاهرين، حيث تراشق كل من الطرفين الحجارة، وسمع دوى طلقات رصاص حى وخرطوش، وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن عدد من الإصابات، قامت سيارة الإسعاف بنقل عدد منهم لتلقى العلاج اللازم.
كان المتظاهرون قد سمعوا صوت طلقات رصاص وخرطوش من طريق كورنيش الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم، وأسرع المتظاهرون إلى مكان سماع طلقات الرصاص، وأصيب أحد المتظاهرين من التيارات المدنية، وقامت سيارة الإسعاف بنقل 3 حالات أخرى.
من جانبه، أكد الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب مسجد القائد إبراهيم، فى اتصال هاتفى بـ"اليوم السابع"، أنه الآن فى حالة جيدة، وأنه بأمان الآن بمنزله، بعد أن توجه إليه عقب انتهائه من خطبة الجمعة بالمسجد، حيث قام مؤيدوه بنقله بعيداً عن محيط المسجد.



















