تحدثت صحيفة الفايننشيال تايمز، عن العلاقة بين القاهرة وواشنطن بعد الثورة التى أطاحت بمبارك، وقالت، إن الولايات المتحدة باتت أمام اختيارات قليلة، وتأثير محدود، فى سياستها تجاه مصر، فبعد انتخاب محمد مرسى رئيسا للبلاد، لم يكن أمام واشنطن سوى الانخراط بشكل كامل مع القادة الإسلاميين الجدد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المسئولين الأمريكيين كانوا مقتنعين بضرورة إقامة علاقة عمل قوية مع الرئيس الجديد لتشجيع الإخوان المسلمين، على أن تكون جماعة أكثر اعتدالا ودعما لمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد شهر محموم لعب فيه مرسى دورا بارزا لحل أزمة غزة، ثم إصداره إعلانًا دستوريًا استولى بموجبه على سلطات واسعة، وجد البيت الأبيض نفسه فى موضع محرج، فلم يكن متأكدا من نوايا "مرسى" لكنه يقف أمام خيارات ونفوذ محدودة.
وبرغم أزمة الاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة، تقول الصحيفة، حيث لم يبد "مرسى" رد فعل سريعًا، ووصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقتها مصر بأنها "دولة ليست حليفة أو صديقة"، كانت أول علامة على أن الرئيسين قد يحققا علاقات قوية خلال أزمة غزة فى نوفمبر الماضى، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن "مرسى" و"أوباما" أجريا 6 اتصالات هاتفية فى أسبوع واحد.
وبعد أن استطاع "مرسى" بالفعل عقد اتفاق هدنة بين إسرائيل و"حماس"، أثنى مسئولو الإدارة الأمريكية على دوره، ورغم أنهم ليسوا متفائلين بشأن متانة وقف إطلاق النار فى غزة، فقد أعرب المسئولون عن إعجابهم بقدرة "مرسى" على حل المشكلة، لذا فإنه من السهل أن نرى سبب تحمس واشنطن لاحتمال وجود زعيم إسلامى معتدل فى القاهرة يمكن من خلاله رعاية مصالحها، ورعاية معاهدة السلام، ما يجعل مصر تستعيد مركزها فى العالم العربى، بما يساعد على كبح جماح النفوذ الإيرانى.
ومع ذلك، تؤكد "الفايننشيال تايمز"، فإن هذا التفاؤل لم يتجاوز بضعة أيام، حيث أصدر "مرسى" الإعلان الدستورى ليثير الغضب الشعبى، وهذا السلوك الخاطى للاستيلاء على السلطة أحيا الخوف الحاضر دائما لدى الولايات المتحدة من انزلاق مصر ببطء إلى ديكتاتورية إسلامية.
ومنذ ذلك الحين فإن إدارة "أوباما" تمارس ضبط النفس فى انتقادها لـ"مرسى"، ووفقا لفيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فإن هيلارى كلينتون قالت لـ"مرسى": "نريد أن نرى العملية الدستورية تمضى إلى الأمام بطريقة لا تركز السلطة أكثر من اللازم فى يد مجموعة واحدة".
وفى مواجهة مثل هذا الوضع السريع المعقد فى مصر، فإن بعض المحللين يعتقدون أن الولايات المتحدة لديها قدرة محدودة للتأثير على الأحداث، وقالت مارينا أوتاواى، خبيرة الشئون المصرية بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى: "لا أعتقد أنه يمكن القيام بأى شئ".
وتواجه إدارة "أوباما" ضعوطا من المنتقدين، على كافة الجوانب، ممن يرون أنها لم تفعل الكثير للمساعدة فى التوصل إلى انتقال سلسل منذ سقوط "مبارك"، ويصف بعض جمهوريين الإدارة الأمريكية بأنها ساذجة فى تعاملها مع الحكومة المصرية الجديدة، ويطالبون البيت الأبيض بإلغاء بيع طائرات مقاتلة لمصر.
وترى الصحيفة أن خطاب الجمهوريين حول حكومة "مرسى" كان يبدو فى البداية أنه قاسٍ جدًا، وأوائل ديسمبر الحالى قالت فيرن بوكانا، عضو الكونجرس عن فلوريدا: "إن دولارات الضرائب الأمريكية لا يجب أن تستخدم لدعم أى نظام ديكتاتورى".
وبينما تمنح الإدارة الأمريكية مصر ما يقرب من 2 مليار دولار مساعدات سنوية، فإن نفوذها الحقيقى يتعلق بقرض صندوق النقد الدولى الذى جرى تعليقه بالفعل، نتيجة الاضطرابات السياسية الواسعة فى البلاد.
وفى النهاية أشارت الصحيفة، إلى أن الأداة الحقيقية التى يمكن للمجتمع الدولى التأثير من خلالها على الأحداث فى مصر، هو اقتصادها المحفوف بالمخاطر، وحاجتها الماسة للتمويل الخارجى.
"الفايننشيال تايمز": المجتمع الدولى يمكنه استغلال الاقتصاد المصرى المنهار للضغط على "مرسى".. الإعلان الدستورى أحيا مخاوف واشنطن من انزلاق مصر نحو ديكتاتورية دينية.. والجمهوريون: إدارة "أوباما" ساذجة
الجمعة، 21 ديسمبر 2012 10:18 ص
مرسى وأوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
rop
وانتم
عدد الردود 0
بواسطة:
rop
ولى
عدد الردود 0
بواسطة:
ali
ذات مومينت
عدد الردود 0
بواسطة:
روان
فشلتنا الله يفشلك يا مرسي وضحكت علينا الاجانب بمخك الخربان بص للبلد وسيبك من جماعتك شويه ا
عدد الردود 0
بواسطة:
جرير عبدالله فيصل مصري\عمان-الاردن
فألتذهبوا أنتم وأموالكم الي الجحيم
عدد الردود 0
بواسطة:
أي حاجة
رقم 4