منزعجين..مهمومين..صامتين وربما تائهين.. نعم بالفعل هذا هو حال فقراء مصر وبسطائها اليوم فى وسط هذا الجدل الخائب والفوضى السياسية العارمة، وأحوال قد تصل بنا فى النهاية إلى حرب أهلية على كافة المستويات والأصعدة.
تصدعت جذور مصر وانهارت بنايات الحب والأمل والعفوية بها.. انقسمنا منذ البداية ومازلنا منقسمين أصبحنا نخبا سياسية.. وأحزاب أصولية.. وقيادية.. والأخرى هلامية وفوضوية لا أساس لها.. وأخيرا أصبحنا مسلمون وكفار!!
أين يوجد موقع فقراء مصر فى وسط هذه النكتة السخيفة من أحداث جارية متتالية ومعقدة مجبر فيها كل منا على التدخل وإبداء رأيه السياسى حتى وإن لم يكن يعى ويتقن هذه الأمور ويفهمها وعادة ما يواجه ذلك رفضا وتعنتا شديدا من قبل النخب والمهمومين سياسيا من ذلك حيث إن معظمهم يجد أنه لا داع لوجود مثل هذه الكائنات الفقيرة والبسيطة فى استفتاء للدستور وهم على يقين من عدم معرفة أغلب هؤلاء الفقراء معنى كلمة "دستور مصر" !!
توقفت كثيرا فى تعجب شديد وتغييب مبهم وغير مسبوق لأضع هؤلاء الفقراء والبسطاء من شعب مصر على الخريطة الآن، فما وجدت لهم إلا أنهم ازدادوا عناء وفقرا وتأخرا من تلك الأحداث وتلك المليونيات العقيمة وهذا الجدل السياسى الفارغ وحتى إن كان رأى البعض أن هذه فترة انتقالية تمر بها البلاد وعادة ما تمر بها كل الدول جراء الثورات والانقلابات العسكرية والتغيرات الجذرية فإن كل هذا جعلهم فى توقف عن الحياة وممارستها بشكل آدمى كما يعيشها السياسيون وقيادات الأحزاب فى منازلهم وقصورهم دون عناء وهم ليسوا حاملين على عاتقهم ما يعانونه هؤلاء البش، وبالرغم من كل هذا التبلد الحسى من قبل هؤلاء المستفزون والمستأثرون بآرائهم.. يأتى مجموعة من النخب والألسنة الزائفة للتحدث بهراء عن عدم أحقية مثل هؤلاء الفقراء بأن يدلوا بأصواتهم وأن نتيجة الانتخابات والاستفتاءات خائبة بسبب الجهل والأمية لكثير منهم وأنهم يبيعون أصواتهم مقابل "زجاجة زيت وكيلو سكر".
فأنا هنا أتوجه بالاعتذار للفقراء بلسان جميع المصريين العاشقون لتراب مصر وأهلها الفقراء والبسطاء الذين سلب منهم أبسط حقوقهم فى نوم دافئ.. ومنزل له سقف.. وماء نظيف.. وطعام متوافر لأطفالهم الضعفاء.. وعلاج مجانى لمرضاهم.. أنها أبسط حقوقهم المشروعة فى الحياة وليست رفاهيات سيقدمها لهم من يعتلى الحكم ويصيب به هدفا نحو السلطة والمال!!
استنزاف دامى لأحلام بسطاءك يا أم الدنيا.. وتهور غير محسوب من المجادلين والذين لم يسبق لهم أن يروا فقراءا إلا فى الأفلام والروايات وهم غير مصدقين لوجودهم فى الحقيقة..
أما عن الحقيقة المؤسفة فهى وجود مؤلم لهؤلاء الفقراء.. وازدياد جوعهم جوعا ومرضهم مرضا وانتشار فوضى عارمة بينهم تزيد من ضياعهم الأمنى والأخلاقى فى تعثر على أيدى من لا يعرف إقامة دولة ببنيان سليم وتحت شعارات فعلية من عدالة اجتماعية وحقوق مشروعة لفقراء مصر وبسطاءها وأخيرا "مليونيات فارغة.. دستور عقيم .. حكم واهى وفارغ.. دولة منهارة".
أقولها الآن بقلبى وعقلى معا .... "عذرا للفقراء".
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بلد الاحساس
غقدة الاغنياء
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح فوزي
تحيتي للكاتبة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهيمن
غلط
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشار أحمد حنفى احمد
الفقير دائمآ يدفع الثمن