قال عمرو على، محلل سياسى متخصص فى شئون الشرق الأوسط، يدرس- يستعد للحصول على درجة الدكتوراة فى قسم علوم السياسة والعلاقات الدولية، فى جامعة سيدنى- فى مقال له بالموقع الإسبانى "كاوس إن لا ريد" إن الرئيس المصرى محمد مرسى على الرغم من تعرضه لانتقادات قوية من المعارضة لا يزال يسير على نفس خطى الرئيس السابق حسنى مبارك من تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا "من الصعب التكهن بمستقبل مصر والطريق الذى ستسلكه فى الفترة المقبلة، فهناك مزيج بين خطوات إيجابية نحو التحول الديمقراطى وبين مؤشرات لدولة سلطوية".
وأشار إلى أنه فى عام 2007 انتقد محمد مرسى عندما كان مجرد عضو بجماعة الإخوان المسلمين بعدم قدرة واشنطن على تنفيذ خطاباتها حول تعزيز الديمقراطية فى مصر كما قال إن إسرائيل ليس من مصلحتها تعزيز الديمقراطية فى مصر ولذلك فإنه كان دائما يدعم الفلسطينيين أما الآن بعد أن تفاوض من أجل وقف إطلاق النار فى غزة فقد ظهرت سياسة مرسى بأنها أكثر من الخيال مقارنة بالتى كان يتبعها مبارك، وبدعم الولايات المتحدة الأمريكية يحاول تعزيز الديمقراطية فى شوارع مصر، مشيرا إلى أن مرسى تراجع جزئيا عن غير قصد فى موقف مصر من العلاقات الثلاثية، فى اتفاقية كامب ديفيد التى عقدت فى عام 1979، مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار المحلل إلى أن الخبير الأمريكى والمحلل السياسى بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ستفين كوك دافع فى كتابه "الكفاح من أجل مصر.. من ناصر إلى ميدان التحرير" عن العلاقات الاستراتيجة الغامضة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إن واشنطن دائما ترى القاهرة من خلال المنظور الإسرائيلى"، مضيفا أن الولايات المتحدة "كان لها دور فى الإجابة عن السؤال الذى يشغل المصريين عن ماهية البلاد، مشيرا إلى أن القاهرة كانت ولعقود تعتمد على المساعدات الخارجية، مستعرضا تاريخ المساعدات التى قدمتها واشنطن للقاهرة منذ عام 1952، سواء كانت اقتصادية أو غذائية أو عسكرية، وصولا إلى عام 1979 عندما تم الاتفاق على أن تمنح واشنطن مصر معونات اقتصادية وعسكرية سنوية.
ويستعرض الكتاب ظهور جماعة الإخوان المسلمين والدور الذى لعبته بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، مشيرا إلى أنها كانت الحركة "الأهم" فى مصر خلال تلك الفترة ويوضح الكاتب الأسباب التى أدت إلى حظر الجماعة ويقول "الإخوان المسلمين والوفد لعبا دورا مهما فى عدم استقرار البلاد"، مشيرا إلى سلسلة الاغتيالات السياسية فى تلك الفترة.
وأشار على إلى أن مرسى لديه ميل قوى لتشجيع السياسات المحلية السلطوية بالإشارة إلى شعور الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولى بأن إلغاء الإخوان المسلمين قدرة السلطة القضائية بحماية الجمعية التأسيسية خطرا على السلطة القضائية ذاتها.
وأشار إلى أن هذا الوضع لا يختلف كثيرا عن الوضع فى عهد مبارك الذى كان على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان إلا أن العلاقات مع إسرائيل كانت تجرى بشكل طبيعى للتأثير على البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى وذلك من أجل المساعدات التى تبلغ 1.3 مليار دولار والتى واصلت التدفق فضلا عن الدعم الأوروبى والدعم الدبلوماسى والمالى للنظام.
وأوضح أن هذا الوضع هو الذى سماه خالد فهمى أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بأنها "تهويد السياسة الخارجية المصرية" وهذا ما ساعد على حرمان القضية الفلسطينية من الحل وحق العودة والحصار على قطاع غزة واحتلال الأرض
وأوضح أن واحدة من المفارقات بكامب ديفيد هو وجود السلام البارد بين مصر وإسرائيل فى الوقت الذى تتفاقم التوترات فى المنطقة ووجود أكبر تهديد إستراتيجى لإسرائيل التى أدت إلى اجتياح لبنان (1982 و2006) والهجمات على العراق وسوريا، وتعزيز السيطرة على مرتفعات الجولان، وتزايد باطراد النشاط الاستيطانى فى الأراضى المحتلة، والقدس عاصمة "أبدية موحدة" لإسرائيل، وأخيرا وليس آخرا، قتل وسجن الفلسطينيين وخلال هذا الوقت لم تلعب مصر أى دور كبير لمواجهة أو تغيير قواعد اللعبة وإيجاد إطار الاستقرار السلمى فى المنطقة. على النقيض من ذلك، كان محددا لمصر مشاهدة الأحداث من هامش غير المرغوب فيه والتحدث ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
محلل سياسى: مرسى لديه ميل قوى لتشجيع السياسات المحلية السلطوية.. وكان ينتقد النظام السابق ويسير على خطاه الآن.. ويعزز العلاقات مع إسرائيل للحصول على المساعدات الأمريكية وصندوق النقد الدولى
الخميس، 20 ديسمبر 2012 11:33 م