إذا نظرت إلى جبل شاهق الارتفاع من بعيد فإنك ستراه كومة من التراب يسهل عليك اجتيازه والوقوف على أعلى نقطة فيه.
فما إن تقترب منه حتى تدرك أنه درجات من الصلد العنيد،
وما إن تبدأ فى صعود أولى درجاته حتى تدرك مدى المشقة والألم والكفاح والجهد الذى ينتظرك مع كل وطأة قدم ومع كل خطوة للأمام!.
كذا هى الحياة، عندما تنظر إلى نقطة بعيدة أو هدف غال،
قد يبدو لك سهل المنال ولكنك ما إن تبدأ سعيك ومحاولاتك حتى تقفز فى طريقك العثرة تلو العثرة والعقبة تلو العقبة، فلابد أن تكون متسلحا بالإيمان ومتذرعا بصبر وعزم وتصميم على أن تصل لهدفك، اقو وامض من كل العثرات والعقبات والظروف.
اعلم أن ذلك صعب، ولكن ذلك هو طريقك وتلك هى حياتك والكفاح هو سنة الحياة.
فإن لم يكن الأمل بداخلك أقوى من كل الصدمات والمفاجآت التى ستواجهها، فإن اليأس سيقتل حلمك بكل تأكيد ولن يسمح لك أن تنال أمنيتك، فقد ينال منك فى أول الطريق، وقد يقضى عليك ويهزم حلمك وليس بينك وبين نقطة النهاية سوى لحظات معدودة، وقد يكسرك وليس هناك سوى القليل حتى تمسك يداك بحلمك وتحتضنه بين ذراعيك.
فلماذا اليأس حتى ولو لم يتحقق الحلم؟
لماذا الضعف ولو لم تصل لما تريد؟
إن الحلم فى حد ذاته شىء جميل، والكفاح فى سبيل تحقيقه شىء عظيم يملأ النفس ثقة واحتراماً واعتزازاً.
فحتى إن لم تنجح المحاولة فيكفيك شرف المحاولة، فذلك نجاح فى حد ذاته، ونجاح الإنسان لا يقاس بما وصل إليه، ولكن بما حاول وبذل فى سبيل الوصول لما يصبو ويتمنى.
وفرصته فى النجاح تزيد ولا شك إذا استعد لكل الاحتمالات وهيأ نفسه لأصعب وأحلك الظروف، وإذا توقع ممن يقفون فى طريقه أسوأ ما يستطيعون وأدرج فى حساباته كل المخاطر والتحديات والأشواك التى تقفز من بين الرمال لتنغرس بلا رحمةٍ فى جلده وتدمى جسده بلا هوادة فينزف دمه قطرة بعد قطرة.
لا بد للمرء أن يتوخى الحذر، وأن يتهيأ نفسيا لكل ذلك لأنه حينئذ سيفحص الطريق، ويتجاوز الأشواك وحتى إن أصابته فسيتجلد، ويحتمل الألم ويتحامل على نفسه حتى تطيب جراحه وتندمل بدلا من أن ينوح وينتحب إذا هاجمته الأشواك فجأة وداهمته صعاب الطريق فأجهزت على ما بقى من قوته، فالهدف أمام الإنسان شىء كبير عظيم الأثر فى حياته.
ولكن التخطيط والاستعداد لنيل الهدف، يصيغان بلا شك مجده ونصره ويقودانه إلى النجاح، وتحقيق ذاك الهدف، وحتى إن فشل التخطيط فأمامه أن يبحث عن غيره وغيره، ويحاول ويحاول وفى كل مرة يستفيد من عثراته وفشله فى التجربة السابقة حتى يصل فى النهاية إلى النجاح الذى يريده ويتمناه ويتوقعه.
المهم أن يتأكد أن ما يريده صواب وليس على حساب سعادة أحد وقبل ذلك أن يتأكد أنه حقيقة وليس وهما أو سرابا، فقبل أن نبحث عن الطريق لا بد أن نعرف الحقيقة ونحدد الطريقة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
همس القلوب
صعب
صعب الانسان يفضل يكافح طول عمره عشان يحقق اى حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
شيماء
التفاؤل حلو
فعلا التفاؤل والامل يعطى الانسان طاقة
عدد الردود 0
بواسطة:
لوجى
الامل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحكيم
موافق