د.عبدالجواد حجاب يكتب: يامحنى ذيل العصفورة

الخميس، 20 ديسمبر 2012 10:51 ص
 د.عبدالجواد حجاب يكتب: يامحنى ذيل العصفورة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغنية جميلة تعلمناها وغنيناها ونحن أطفال فى المرحلة الابتدائية، كنا ننشدها ونقول "يامحنى ذيل العصفورة مصر دائما منصورة".

اليوم نحمد الله على انتصار ثورتنا المباركة ثورة 25 يناير التى بها انتزع الشعب حريته، وبدأ يمارس ديمقراطيته، ونحمد الله لأن الشعب قرر ألا يعود إلى الوراء مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

جميع القوى السياسية وجميع الائتلاقات الثورية، وجميع الأحزاب والجمعيات والتجمعات والنقابات هدفهم واحد، وواضح "عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

وحدة الهدف هى مربط الفرس وهو حجر الزاوية، أما كيفية الوصول إلى هذا الهدف، فكل فصيل له برنامجه وسياساته، وجميع البرامج متوافقة على أن يكون الحراك السياسى فى إطار سلمية الثورة اللاعنفية، وفى إطار الديمقراطية بطرق حضارية.

كلنا متفقون أن الشعب المصرى الأبى تحمل مالا يطيقه أى شعب فى العالم فتحمل فوق طاقته، ولكننا جميعا نقول لأنفسنا يا جبل ما يهدك ريح، رياح التغيير عاتية لايستطيع أى فصيل أن يتحملها وحده، وغيوم الردة إلى الوراء كثيرة تحتاج منا جميعا بذل مجهودات جبارة لمقاومتها.

كل المصريين عرفوا الطريق الصحيح لممارسة الديمقراطية، كل المصريين يؤمنون بالحرية، كلنا مقتنعون أن الحرية والديمقراطية هما السبيل الوحيد لإدارة خلافاتنا السياسية، وخاصة فى مجتمعنا المتنوع والثرى بتنوعه من الريف إلى الحضر من النخب إلى القواعد الشعبية، والتنوع الدينى والتنوع العرقى والتنوع الثقافى.

كل المصريين مقتنعين بضرورة الحشد لحوارات وطنية مستمرة تتناسب مع سرعة التطورات على الساحة المصرية والدولية، كلنا مؤمنون بضرورة ممارسة حقوقنا فى الحشد السلمى للحراك فى الشوارع والميادين للحفاظ على الزخم اللازم لاستمرار ثورتنا.

كل الشعب مؤمن بضرورة الحشد للذهاب إلى صناديق الديمقراطية الشفافة، للتعرف على إرادة الشعب وبضرورة احترامها مهما خالفت ما نعتقده صحيحا.

كلنا مؤمنون بوجوب المساواة التى هى أساس العدل والمواطنة، العدل والمواطنة هى أسس الحكم الديمقراطى السليم، الشعب يرفض أى بديل للمساواة الكاملة، وير فض التمييز لأى فرد أو فئة فى جميع المجالات سواء كان تمييزا إيجابيا أو سلبيا.

كلنا مؤمنون أن الإرادة الشعبية تعلو وتسمو فوق أى إرادة مهما كانت هذه الإرادة، ورفض الإرادة الشعبية خيانة ورفض أحكام القضاء العادل المستقل إهانة كبيرة للمصريين، الشعب فوق الجميع وفوق الرئيس وفوق القضاء وفوق الأحزاب وفوق المؤسسات والحكومات وفوق الجيش والشرطة، كل ذلك ببساطة ملك لهذا الشعب، حماية الإرادة الشعبية هى مهمة الشعب ومؤسساته المستقلة والمحايدة والبعيدة عن العمل بالسياسة.

اليوم دستورنا معروض على الإرادة الشعبية ولا مجال أمامنا إلا احترام هذه الإرادة التى لا يمكن الالتفاف عليها أو تغييرها، إلا من خلال الإرادة الشعبية. لايمكننا أن نكون كاهل أورشليم كلما جاءهم تبى رموه بحجر.
الديمقراطية ببساطة أن نوجه النقد لكل شىء ولقرارات أى مسئول بدون عنف لفظى، أو مادى وعلى المسئول أن يتصرف فى إطار احترام إرادة الشعب.

الرئيس المنتخب لا يمكنه إلا أن يكون رئيسا لكل المصريين يعمل فى إطار ما كلفه به الشعب، ويبنى قراراته على ما أمامه من معلومات من مؤسسات الشعب المستقلة والمحايدة سواء كانت أمنية أو عسكرية أو استخباراتية، أو مؤسسات دعم واتخاذ القرار، والتى لا يمكن أن تخضع لهوى فئة معينة من الشعب على حساب فئة أخرى، ويصدر قراراته التى يجب أن تتحلى بالاحترام الكامل للقانون والدستور. قرارات الرئيس التى تحترم مصلحة البلاد العليا لايمكن أن يوافق عليها الجميع، ولكن لابد لها من مؤيدين ومعارضين، ولكن كلنا بها ملتزمين مع الاحتفاظ بحق النقد البناء.

كل دساتير العالم التى حازت على تأييد الإرادة الشعبية لم يتوافق حولها كل الشعب، ولم تحظ بالإجماع الشعبى، وفى كل الحالات الحصول على موافقة الأغلبية يكفى تماما لاحترامها والعمل بها، الدستور ليس قرانا أو إنجيلا بل هو صناعة بشرية لاتحمل ختم الكمال، ويمكن فى أى وقت تغيير بعض مواده بالآليات الديمقراطية.

الرجوع إلى الماضى ومحاولة إعادة إنتاج النظام المخلوع أمر مرفوض من الأغلبية الشعبية، ومن دماء شهداء ثورتنا الذكية، وليس ذلك فقط بل أيضا المحاسبة لكل الفاسدين والقصاص من كل القتلة مطالب ثورية لايمكن تخطيها.

علينا جميعا السعى لبناء توافق بين القوى السياسية المختلفة، وخاصة حول القضايا المصيرية لا بد من محاربة ممارسة أى نوع من أنواع العنف قبل الاستفتاء وبعده، وأثناء الاستفتاء الرئيس المنتخب ديمقراطيا يتحمل المسئولية الكاملة عن مستقبل مصر أمام الشعب، الحكومة مسئولة عن توفير كل مايلزم لإتمام الاستفتاء فى بيئة أمنة وحرة وشفافة، الاستفتاء فرصة للمصريين لممارسة حقوقهم الديمقراطية لتصنع المستقبل لمصر والمصريين وبمعايير تعارف عليها العالم.

مع كل هذه المقومات والمبادىء كلنا مدعوون للانطلاق إلى صناديق الانتخابات للتصويت على الدستور بكامل حريتنا، وتحت إشراف القضاء، وتحت حماية الجيش والشرطة لنقول نعم أو لا ليس مهما، لأن نعم لها خارطة طريق متفق عليها، وكذلك لا لها خارطة طريق متفق عليها.

وفى جميع الأحوال أعتقد أننا سنغنى وننشد قائلين، يا محنى ذيل العصفورة مصر فى كل الأحوال منصورة، لأن النصر قادم لامحالة مع انبلاج فجر ثورة الحرية والديمقراطية، عاشت بلادى حرة وديمقراطية، ودائما على طريق النصر والعزة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عاطف

مقال أكثر من رائع

كلام نابع من نبض الشعب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة