نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا عن الرئيس محمد مرسى بعد أن اختارته واحدا من أهم شخصيات عام 2012، وقالت تحت عنوان "محمد مرسى.. صاحب السلطة"، إننا لو كنا فى حاجة لإثبات أن الربيع العربى قد قلب الشرق الأوسط رأسا على عقب، فلنفكر للحظة فى مفارقة أن "مرسى"، الرئيس الإسلامى لمصر، قد تمكن من تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، حتى ولو كان قد ملأ الكثير من مواطنى بلده بالرهبة.
وأضافت المجلة أن "مرسى"، الذى أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى مصر فى 30 يونيو الماضى، أشرك أعضاء غير إسلاميين فى حكومته، وتجاهل دعوات المتشددين لمزيد من القيود على الحريات العلمانية، وكبح جماح سلطة الجيش، وامتنع عن اتباع السياسات الاقتصادية الشعبوية، حتى أنه تخلى عن عضويته فى جماعة الإخوان المسلمين لتعزيز ما يقوله بأنه رئيس لكل المصريين.
وخارجيا، تتابع المجلة، حافظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، وحاول إقناع الطاغية السورى بشار الأسد بالتنحى، وفى نوفمبر الماضى استخدم نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على "حماس" للتوسط لاتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل حظى بسببه بإشادة دولية واسعة، حتى جاء إصداره للإعلان الدستورى فى 22 نوفمبر الذى أثار أزمة داخلية.
وترى "تايم" أن "مرسى" رغم كل مشكلاته فى الداخل يظل الأكثر تأثيراً فى الشرق الأوسط، فهو وحده يمتلك النفوذ على "حماس" للإبقاء على الهدنة. وأمامه الآن مسئولية ضمان أن تمتنع الحركة عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، ومصر ومعها تركيا، تمثلان عناصر ضغط لوقف المذابح فى سوريا، وستلعب مصر دوراً مهماً فى تشكيل أية مرحلة انتقالية بعد الأسد، كما أن مصر يمكن أن تكون قوة موازنة لطموحات إيران فى المنطقة.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن تعامل "مرسى" مع الأزمة الدستورية فى الداخل سيقدم مؤشرات لكل دول الربيع العربى الأخرى، وتلك الطامحة للانضمام إليها، بشأن الآفاق الحقيقية للديمقراطية الإسلامية، على حد وصف المجلة.
وأكدت "تايم" أن المهمة الأصعب التى تواجه مصر هى تحديد طبيعة القوانين والدولة الديمقراطية الحديثة، ولا تزال مصر حتى الآن تمثل حكاية تحذيرية، ودراسة فى كيفية عدم كتابة دستور جديد. ولا يُستثنى معارضو "مرسى" العلمانيون من تحمل المسئولية، فقد كانوا متعنتين وأصابتهم الهيستريا أحيانا فى معارضتهم لأى تعبير عن الهوية الإسلامية للبلاد، إلا أن الإسلاميين من أنصار الرئيس أيضا، والذين يسيطرون على الجمعية التأسيسية للدستور، فشلوا فى تهدئة مخاوف الليبراليين والأقليات الذين يخشون الاضطهاد المقنن.
ويمضى محرر المجلة بوبى جوش قائلا إن الأزمة السياسية المتعلقة بالدستور لم تنجم فقط بسبب ما فعله "مرسى"، ولكن أيضا بسبب ما لم يفعله. فقد فشل فى توقع القلق الذى سيشعر به غير الإسلاميين بشأن المرسوم الطارئ الذى أصدره، وأهمل التواصل قبل إصدار القرار للتأكيد على أن هدفه منع القضاء من تجميد الدستور، وهو مصدر قلق مبرر.
وخلصت المجلة فى النهاية إلى القول بأن الاستفتاء على الدستور، وأيا كانت نتيجته، سيضع "مرسى" أمام التحدى الصعب المقبل. فلو تمت الموافقة عليه بالأغلبية البسيطة التى يحتاجها، فيجب عليه إقناع الليبراليين بالخروج من التحرير، لذلك سيتعين عليه أن يكون سمحا فى النصر. أما لو لم يحصل على الموافقة على الدستور، فعليه أن يشكل تأسيسية جديدة يعمل فيها الإسلاميون والعلمانيون معا، على أمل أن تكون "الثالثة ثابتة". وبما أن الرئيس غير مسموح له بالتدخل فى مداولات الجمعية التأسيسة، إلا أنه يمكنه أن يصلى من أجلهم مثلما فعل من قبل.
"تايم": مرسى صاحب السلطة يبرهن على انقلاب الشرق الأوسط رأسا على عقب بسبب الربيع العربى.. الرئيس المصرى يظل أكثر الشخصيات تأثيرا بالمنطقة رغم كل مشكلاته فى الداخل.. وتحديه الصعب يبدأ مع نتيجة الاستفتاء
الخميس، 20 ديسمبر 2012 10:58 ص
صورة الرئيس مرسى فى مجلة التايم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
emad
ديمو قراطيه امريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
لعنة اللة على التايم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عز الدين
ليت الحاقدون يفهمون
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat
الفرق
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل ذكى ابو الحمد امبابه جيزه
حقا لن تجدو افضل منهم للخراب والدمار
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عبدالله
تحليل دقيق
عدد الردود 0
بواسطة:
حكيم
يتحرق المصريين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صفوت
ربنا مع مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
matrix
والله المرسي محنرم وراجل بس يبعد عن الاخوان
لانه بقى رئيس لمصر كلها
عدد الردود 0
بواسطة:
أمين حلوة
عيب