أكدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا على الإسهام التاريخى الفريد للغة العربية فى الحضارة العالمية. وصرحت فى هذا الشأن قائلةً: "إن المؤلفين الذين كانوا يكتبون باللغة العربية هم الذين أتاحوا نقل المعارف الإغريقية إلى اللغة اللاتينية التى كانت مستخدمة فى الغرب خلال القرون الوسطى، وأقاموا بذلك صلات دائمة لا يمكن قطعها بين الثقافات عبر الزمان، لافتة إلى أن مؤلفات ابن رشد وابن خلدون ونجيب محفوظ تندرج فى تعداد أعمق مؤلفات العقل البشرى، وهى لا تعبر عن كامل قوتها إلا باللغة العربية".
جاء ذلك خلال افتتاحها الاحتفالات الخاصة باليوم العالمى للغة العربية التى أُقيمت فى اليونسكو، بحضور العديد من الشخصيات منهم زهور العلوى، رئيسة المجموعة العربية وسفيرة المملكة المغربية لدى اليونسكو، زياد الدريس، سفير المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، والسيد بطرس بطرس غالى، أمين عام الأمم المتحدة الأسبق، والسيد محمد العزيز بن عاشور، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
كما أكدت المديرة العامة على أن اللغات لا تمثل أدوات للاتصال فحسب، وإنما تنقل أيضاً القيم والدلالات، وتعبّر عن الهويات فى جميع جوانب تنوعها وثرائها، فضلاً عن أنها تتضمن رؤى للعالم، وأشارت إلى إسهام اللغة العربية فى الثقافة العالمية بفضل الشعراء والمؤلفين الذين استخدموها فى مؤلفاتهم.
وشدد المشاركون فى هذا الحدث على أهمية اللغات فى تحقيق التنمية وبناء السلام على نحو مستدام، وذلك بالاستناد إلى روابط التفاهم المتبادل فيما بين الشعوب.
من جانبه، أشار السيد بطرس بطرس غالى إلى أن: "العولمة تعنى أن ثمة روابط تجمع بيننا جميعا: فانفتاح اللغة العربية على العالم إنما هو السبيل الوحيد للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز استخدامها عبر العالم"، مؤكدا على أن التنوع اللغوى يمثل وسيلة من الوسائل المفضلة لبناء الديمقراطية.
وأكد سفير المملكة العربية السعودية على أهمية الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، وصرح قائلاً: "إن الأمر لا يتعلق بالاحتفال فحسب، بل ينبغى أيضاً الإسهام على نحو فعال فى إتاحة التفاهم فيما بين الشعوب والثقافات"، داعياً الدول الأعضاء فى المجموعة العربية إلى استلهام النموذج الخاص بالفرنكوفونية من أجل تعزيز اللغة العربية عبر العالم.
وبناءً على مبادرة اتخذتها المملكة العربية السعودية، تم تنظيم قرعة للالتحاق بدورات دراسية لتعليم مبادئ اللغة العربية، وسوف يتميز الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية فى السنوات المقبلة بتحديد موضوع لكل احتفال سنوى يتصل بمهمة اليونسكو فى مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال.
وتواصلت فعاليات اليوم العالمى للغة العربية فتم تنظيم احتفال بمناسبة تعيين السيد متين أرديتى سفيراً للنوايا الحسنة لليونسكو، وذلك تقديراً لمساندته لموسيقيين إسرائيليين وفلسطينيين من خلال مؤسسة "آلات من أجل السلام" التى أنشأها.
واُختتم الاحتفال الأول باليوم العالمى للغة العربية بحفل موسيقى أحياه الفائزون الشبان فى "مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى" التى ينظمها معهد إدوارد سعيد الوطنى للموسيقى.