من الخطأ أن يتصور مرسى والإخوان أن الموافقة على الدستور تقدم لهم تفويض لقيادة مصر فى اتجاه إسلامى.. وعلى المعارضة الاعتماد أكثر على التفاوض بدلا من الاحتجاجات
حذرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين من الاعتقاد بأن الموافقة على الدستور بعد إجراء المرحلة الثانية منه يوم السبت المقبل، وهو أمر يبدو شبه مؤكد، بأنهم بذلك مفوضين لتوجيه مصر فى اتجاه إسلامى بعيدا عن السبل الأكثر انفتاحا وتسامحا.
وأكدت المجلة فى افتتاحية عددها الأخير أنه سيكون من الخطأ فعل ذلك، مشيرة إلى أن هذا النمط من التفكير يهدد بانزلاق مصر نحو فترة طويلة من عدم الاستقرار المفقر، الذى سيضر فى النهاية بالإسلاميين مثل الآخرين. وقالت إنه كلما كان الإسلاميون أكثر براجماتية، وربما من بينهم الرئيس مرسى، كلما استطاعوا تغيير المسار ولا يزال لديهم وقت.
وترى الصحيفة أنه حتى لو حظى الدستور بموافقة شعبية، فإنه لن يكون له دعم مدوى، لأن أقل من ثلث الناخبين المؤهلين هم من شاركوا فى المرحلة الأولى وكانت الموافقة بأكثرية بسيطة. فالأقباط غير راضين عن الصبغة الإسلامية للدستور، وكذلك الكثير من العلمانيين واللبراليين. وبالرغم من احتمالات الموافقة القوية على الدستور، فإن الإخوان يخسرون التأييد. فمنذ الانتصار الذى حققوه فى الانتخابات البرلمانية العام الماضى، أخذت شعبيتهم فى التراجع.
وتمضى المجلة البريطانية قائلة إن الإخوان المتشددين ربما يحاولون الرد على ذلك بإحكام قبضتهم على السلطة بشكل أكبر، إلا أن التنظيم الذى عانى من عقود طويلة من الاضطهاد فى ظل حكم مبارك يعرف بالتأكيد أين يمكن أن يؤدى ذلك. وبدلا من ذلك، فإن مرسى وحلفاءه يمكن أن يؤدوا بشكل أفضل فى احترام الآراء الأخرى والتوقف عن التعامل مع المعارضين على أنهم أعداء متآمرين مع الغرب الكافر لإسقاطهم.
وقدمت المجلة رؤيتها لحل الأزمة الراهنة فى مصر، وقالت إن مرسى يمكن أن يقوم فى بادرة تصالحية باستخدام سلطته فى التعيين فى مجلس الشورى لإدخال أصوات علمانية ومسيحية. كما يمكن أن يعدل مجلس الشورى الدستور الجديد، بعد إقراراه، خاصة فى البنود التى تسمح للمؤسسة الدينية بالتدخل فى التشريعات وتلك التى تمنح الجيش امتيازات مالية وسياسية.
من ناحية أخرى، دعت المجلة المعارضة إلى ضرورة الاعتماد بشكل أكبر على التفاوض وبشكل أقل على التظاهر. وقالت إن الاحتجاجات كانت وسيلة جيدة قبل أن تسود الديمقراطية، فأطاحت بمبارك. لكن لو أصبحت طريقة روتينية لتغيير القانون والإطاحة بالحكومات، فإن مصر لن تتعلم أبدا كيف تتصالح المصالح وكيف تسوى نزاعاتها من خلال السياسات اليومية. ويجب أن تركز المعارضة على الإعداد للانتخابات العامة القادمة، فالتنافس مع الإسلاميين يتطلب منها ضرورة البدء بالتعامل مع المخاوف الملحة للفقراء والمتعلقة بالخبر.
أما عن موقف الغرب، فرأت الصحيفة أنه قام بالصواب بالابتعاد عن التدخل فى السياسة المصرية. لكنها استدركت قائلة إن الدستور الجديد بعد كتابته سيكون من الصعب التراجع عنه، لذلك يجب على القوى الخارجية أن تعرب الآن عن قلقها بشأن الاتجاه الذى يسير فيه مرسى. وأثنت "إيكونوميست" هنا على موقف ألمانيا فى تأجيل إعفاء مصر من الديون بسبب أزمتها الراهنة.
وخلصت المجلة إلى القول بأن المتفائلين فى بداية الربيع العربى كانوا يأملون أن تكتسح الديمقراطية الليبرالية المنطقة، فى حين تنبأ المتشائمون بأن الإسلاميين سيسيطرون على السلطة. والأحداث الأخيرة ذهبت بمصر خطوة فى اتجاه المتشائمين. لكن النظام القديم فشل فى النهاية لأن الحكومات القمعية التى تتجاهل آراء الشعب تخاطر بالإطاحة بها بشكل عنيف. ولم يتأخر الوقت كثير أمام مرسى ليثبت أنه قد تعلم الدرس.

الجارديان:
الأمم المتحدة تطلق أكبر نداء فى تاريخها لمساعدة السوريين
قالت الصحيفة إن الأمم المتحدة أطلقت النداء الأكبر فى تاريخها طلبا لمساعدة السوريين فى الأزمة الإنسانية التى يواجهونها نتيجة الصراع المتفاقم فى بلادهم، فى دلالة على مدى عمق هذه الأزمة.
وأوضحت أن المنظمة الدولية أشارت على أنها فى حاجة إلى مليار ونصف مليار دولار للإبطاء من التدهور الحاد فى الموقف الإنسانى فى سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن الحقائق على الأرض فى سوريا صارخة. فما لا يقل عن 1.5 مليون شخص وربما يصلون إلى 2.2 مليون قد نزحوا داخليا، وهذا الرقم فى ارتفاع كل يوم.
فعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية وحدها، فر حوالى 150 ألف فلسطينى من مخيم اليرموك الأكبر للاجئين الفلسطينيين فى سوريا. كما أن آلاف الفلسطينيين فى 11 معسكرا آخر قيل إنهم يفكرون فى الرحيل مع ارتفاع وتيرة العنف بما يدفعهم للخروج من ملاجئهم.
وبشكل جماعى، فإن أعداد السوريين الذين يعانون تجاوز أى أزمة لاجئين فى التاريخ الحديث، فهم يهربون من مدن أصبحت تواجه انعزال عرقيا. فحلب والمناطق المحيطة بها أصبحت واحدة من أكثر أماكن الجوع على وجه الأرض، ومن هرب منها قام بمجهود كبير لكى ينجو، ليس فقط من القصف. وبعض أجزاء حلب وحمص فى حال أسوأ مما كانت عليه جروزنى أو سراييفوا فى أى وقت مضى. وتحاول الأمم المتحدة جمع 520 مليون دولار لتلبية احتياجات 4 ملايين، يمثلون حوالى ربع الشعب السورى، والذين سيصبحون فى حاجة على المساعدة بحلول الصيف المقبل.

الفايننشيال تايمز
محللون: صفقة البنك الوطنى القطرى وسوسيته جنرال مصر ذو أغراض سياسية
قال محللون غربيون إن صفقة شراء البنك الوطنى القطرى لبنك الأهلى سوسيته جنرال فى مصر، خطوة لا تخلوا من الأغراض السياسية.
وأوضح المحللون لصحيفة الفايننشيال تايمز أن قطر باعتبارها من مؤيدى الحكومة التى يرأسها الإخوان المسلمين، فإنها واحدة من أوائل المستثمرين فى مصر بعد الثورة.
ولفتوا إلى أن البنك الوطنى القطرى مملوك بنسبة 50% لصندوق الثروة السياسية لقطر ويتم التداول حول باقى أسهمه فى السوق المالية بالدوحة.
وفى تقرير منفصل حذرت الصحيفة من طلب الحكومة المصرية تأجيل قرض صندوق النقد الدولى الذى يبلغ 4.8 مليار دولار، ووصف الأمر بأنه انتكاسة خطيرة لآمال الانتعاش الاقتصادى فى مصر. وأشارت إلى ارتفاع معدل الفقر المدقع فى مصر من 20 إلى 25%.
وقالت إن تراجع الرئيس محمد مرسى عن قرار رفع الأسعار وزيادة الضرائب، مؤقتا، يؤكد الصعوبة التى تواجه حكومته فى تنفيذ التدابير الاقتصادية القاسية التى يشترطها صندوق النقد الدولى، وسط الانقسامات التى تواجه البلاد حول قضايا رئيسية وعلى رأسها الدستور الجديد.
وتشير الصحيفة إلى أن الاقتصاد المصرى بحاجة إلى تدفقات من الخارج سواء من تحويلات مالية أو السياحة أو الاستثمار الأجنبى. لكن السياحة شهدت انهيارا بسبب الاضطرابات السياسية الواسعة ورغم أن التحويلات الخارجية لا تزال مرنة إلا أنها غير مضمونة، كما يحتاج المستثمرون وضوحا بشأن الآفاق السياسية فى البلاد.