مرحبا، أنا طفلة من أطفال العالم أرسل إليك رسالتى من مصر، من البلاد العربية التى لا تزورها أبدا، فربما لا نتحدث مثل لغتك، وليس لنا نفس عادات وتقاليد بلادكم، ولكننا نتشارك معك فى الإنسانية، فجميعنا نتشارك فى نفس العالم ونفس الكوكب.
أدعوك يا "سانتا" لزيارتنا هذا العام، فلماذا تحرمنا من هداياك السنوية؟ نحن سندخل عاما جديدا مثلما ستدخل أنت وبلادك فى عام جديد، وعندما ترانا لن ترى أننا نختلف عنك، بالعكس ستجد لدينا نفس الفرح ونفس الهموم ونفس الصفات، فلا يوجد فرق بين إنسان هنا وإنسان هناك سوى فى مدى عمله وأخلاقه، أما علاقة كل شخص بربه فهى علاقة شخصية جدا، يقول ديننا الحنيف أننا نفقد أصلا حسناتنا عندما نجاهر بما نفعله أمام الآخرين، فلا تخف منا نحن لسنا إرهابيين فى العالم العربى، تعال وستجد لدينا محبة لن تنساها.
نحن قلوب طيبة جدا يا سانتا، ولدينا أطفال كثيرة محتاجة لهداياك، أتمنى أن تأتى وترى الأطفال لدينا، أو ما تبقى منهم ومن براءتهم بعد حوادث الاغتصاب والعنف والموت تحت قضبان القطار، أتمنى أن ترى فى أعينهم فرحتهم بهداياهم الجديدة التى ستجلبها إليهم من عالمك السحرى.
نسيت أن ألفت انتباهك يا سانتا لدينا فى بلدنا ليس شرطا أن يبات الأطفال فى بيوتهم أو فى ملاجئ، فستجد بعضا منهم ينام على الأرصفة، وستجد بعضا منهم يلبس ملابس متسخة، ونحيل من سوء التغذية، فلا تخف من منظرهم، فقط اعلم أنه عندنا الأطفال الأيتام أو الذين هجرتهم والدتهم ووالدهم لا يجدون رعاية، ولا يوجد من يسأل عنهم، فيصبح الشارع هو المربّى الوحيد لهم، فعندنا حكمة تقول "اللى مربهوش أهله تربيه الأيام"، ونحن نتركهم لمدرسة الحياة، وصدقنى هم أشد الأطفال احتياجا لهداياك الساحرة.
لا تنس يا سانتا أن تجلب معك هدايا تصلح لأطفالنا ذوى الاحتياجات الخاصة والمكفوفين، فهم لدينا نطلق عليهم المهمشين، فلا أحد يهتم باحتياجاتهم، لأنه لا أحد يعلم أصلا ماذا يحتاجون؟ فلا أحد يقرب منهم فنحن لدينا حكمة أيضا تقول "ربنا ما بينساش حد"، فالناس تتركهم قائلين "الرب يرعاهم"، ولذلك معظمهم يعيشون ويموتون فى هدوء وهم فى صحبة أهل السماء.
أريد أيضا يا سانتا أن أصحبك معى فى جولة لبعض بلادنا العربية، فهل تسمع عن غزة وعن سوريا؟ هما بلدان من ألطف البلاد العربية، ويوجد فيهما الكثير من الأطفال ولكن لن تتعرف عليهم بسهولة، فالبحث الجنائى نفسه لا يستطيع التعرف إليهم أحيانا، نظرا لظروف الحرب التى يعيشون فيها، فملامح وقسوة الزمن والحرب تظهر على وجوههم، فلربما نسوا أصلا أنهم أطفال، هؤلاء يحتاجونك بشدة يا سانتا، يريدون أن يروا هداياهم المغلفة الجميلة، ولكن لا تعطيهم أى شىء على شكل كرة فلربما يعتقدون أنها قنبلة من القنابل التى يرونها ليلا ونهارا فيرعبون منها.
فهل يا سانتا تستطيع أنت وسحرك ومساعدوك الأقزام أن تجعل أطفالنا فى العالم العربى سعداء ولو ليوم واحد فقط؟
صدقنى يا سانتا نحن فى حاجة إليك الآن أكثر من أى وقت مضى، فلتفرح أطفالك ولا تنسى أطفالنا، سأنتظرك ولن أفقد الأمل فيك، سأنتظرك كل ليلة فى أحلامى، وعندما أجد طفلا يضحك سأعلم أنك أتيت ولبَّيتَ النداء.
