البحث عن الذات ليس بالأمر الهين، لأنه يتطلب منك جهداً مضاعفاً مكثفاً، يتطلب الشدة والتواصل المستمر للوصول إلى أعماق النفس، قد يجعلك هذا تصطدم بالواقع وترفضه، لما فيه من أشياء سوف تجدها لا قيمة لها، لأنك سوف تصاب بحالة من التنافر لما كان سائدا بينك وبين من حولك، وأصبحت آراؤك ورؤيتك تجاه كثير من الأمور لا معنى لها، ويقابل من الآخرين بسخرية واحتقار، بل وقد تتصف بالجنون.
نعم أنت تبحث عن شىء مفقود بداخلك، عن قيمة تعيد لك التوازن المفقود لذات مفقودة أيضاً، عن شىء يربطك بوجودك وتواجدك وتفاعلك، فأنت عجزت عن شىء يربطك بالوجود، فاحذر التشتت والإرهاق الفكرى، لما قد ينتج عنه أفعال وتصرفات قد يراها البعض غير مألوفة للواقع، وفى نفس الوقت أنت تنظر إلى أفعالهم على أنها نوع من الجنون المتوارث لكثير من أفعال وسلوكيات الناس، نظراً لفقدهم الوعى والإدراك الداخلى ورد فعله للواقع الخارجى.
وقد تنظر إلى ذاتك على أنها تختلف عن الآخرين، وقد يزعجك هذا، ولكنها محاكاة مستمرة بداخلك، لرفض واقع مؤلم تراه يسوده النفعية الخاصة المفرطة بالأنانية، والتى تؤدى بالأخلاق إلى حالة تدنى رهيبة مجلبة للعار والتواجد الإنسانى بهذه الحالة المتمردة.
أنت ترفض أن تتواجد بهذه الطريقة العبثية فتتمرد الذات على نفسها وعلى من حولها، وقد تؤدى إلى الانعزال أو الابتعاد أو الانزواء وهجرة المجتمع وتبطل تعاقدها مع ما يسمى بفكرة وادعاء العقد الاجتماعى، وتستمر محاكاة النفس فى أشياء عديدة ومستمرة قد تؤدى إلى مفترق طرق أو إلى نجاة الذات.
ثق أنك مهما ابتعدت عن المجتمع فأنت جزء منه، وليس للنفور وتركه بما فيه من أمراض اجتماعية وأخلاقية، سوف يجعلك تشعر بالراحة بل هى حالة سلبية للهروب من الواقع، فأنت خلقت للانسجام والتعارف والتآلف ومحاولة ترك شىء جميل فيه وليس الهروب ظناً منك أن هذا الأصلح لنفسك.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
نور الابداع