تأكيد د. محمد مرسى رئيس الجمهورية فى مناسبات عدة أن لا حقوق له على الإطلاق، وأنه يسامح كل من يتجاوز ويخطئ فى حقه!، كان بمثابة ضوء أخضر ورخصة للمتطاولين الشتامين كى ينشروا افتراءاتهم وقاذوراتهم اللفظية فى أى وقت، وفى أى مناسبة مطمئنين وواثقين من أنهم لن يخضعوا لأى نوع من أنواع العقاب والمساءلة أمام أى جهة، لأن منصب رئيس الجمهورية – حسبما يفهمون ويزعمون صار مستباحًا وسهل التناول - ولا أبالغ إذا قلت آسفة إنه أصبح "ملطشة" لكل من هب ودب - ولم يعد خطًا أحمر ونقطة محظور الاقتراب منها كما كان من قبل!!..
سماحة وطيبة رئيس الجمهورية الحالى وتعامله برحمة ولين وسمو مع كل فئات الشعب المصرى دون تمييز محاولا إثبات أن الحرية فى عهده مكفولة لجميع المصريين، وأن زمن الاستبداد والاستعباد والكبت قد ولى دون رجعة، أعطى إيحاءً لبعض مَن يُطلَق عليهم "معارضون ونشطاء سياسيون" إلى جانب العديد ممن ينتمون خطأً إلى مهنة الإعلام بأن رئيس الجمهورية رجل ضعيف وقليل الحيلة، وأن مقام وهيبة منصبه التى هى جزء لا يتجزأ من هيبة مصر ومكانتها فى الداخل والخارج أصبحت هشة وهزيلة ويمكن ببعض التصرفات المعيبة القضاء عليها بسهولة من قبل أصحاب المصالح الخاصة الذين يسعدهم ألا تكون لمصر هيبة ومنزلة تُحتَرم وتُقَدّر حتى يسهل اختراقنا واغتصاب خيراتنا وثرواتنا بواسطة أعداء الداخل والخارج الذين ينتظرون على أحر من الجمر أن تسنح الفرصة وتأتى سريعًا ليبدأوا تقسيم الغنائم والثروات!..
يؤسفنى أن أقول إن رئيس الجمهورية أخطأ عندما تفوه مرارًا وتكرارًا بعبارة "أنا ليس لى حقوق وإنما على واجبات" والتى لم يكن ليقصد بها منح صكوك الجرأة والتبجح للبعض كى ينالوا منه ويسبوه ويقذفوه علانية دون وجه حق ناسيًا سيادته أن زمنًا طويلا يحتاجه الكثير من المصريين لفَهم المعنى الحقيقى للحرية التى يجب ألا تتعارض مع أبسط أبجديات الاحترام والذوق والفطرة التى جُبِل بنو البشر عليها، ومن معالمها تبجيل وتقدير الكبير وعدم الإساءة إليه والتحقير من شأنه ووصفه بألفاظ مبتذلة كالتى نسمعها فى بعض وسائل الإعلام ومنها وللأسف الشديد بعض برامج تليفزيون الدولة الذى يموله وينفق عليه الشعب الذى انتخب الملايين منه هذا الرئيس المفترى عليه، مما يعنى إصرار كتيبة الشتامين على إهانة الشعب أيضًا، لأن كرامة المصريين من كرامة رئيسهم!!..
وإذا كانت ثورة يناير خلصتنا بشكل نسبى من نظام مستبد وظالم طغى وتجبر وعاث فى مصر فسادًا إلا أن كثيرًا من الكوارث الأخلاقية قد أخرجتها الثورة على السطح لإجهاض العهد الجديد بشتى الطرق، نتيجة إصرار النظام السابق على قتل كل القيم والمبادئ والفضائل نهائيًا وذلك بمحاربة الدين والتصدى لكل من يحاول التمسك به وبتعاليمه وتحجيم وتهميش دوره فى المساجد والمدارس والجامعات، وإشاعة الفوضى والانفلات الأخلاقى المتمثل فى إعلام يقلب الحقائق ويشوه كل شىء إلى جانب تقديم أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية هابطة ومنحلة ومدمرة للأخلاق وملوثة للفطرة إلى جانب ترويج الروايات والقصص المقروءة الناشرة للفواحش والفجور وتشويه المجتمع المصرى وغير ذلك من أمور أدت فى مجملها إلى انفلات أخلاقى وتدهور قيمى ظهر جليًا بعد الثورة وبات ينهش فى كل شىء دون تفريق وتمييز!، فلم يدرك هؤلاء المنفلتون الذين ربّاهم نظام مبارك وبالغ فى ترسيخ كل ما هو سيئ بداخلهم أنهم مجموعة من ضحاياه وليسوا إلا مجرد أداة من أدواته الملتوية التى يستخدمها لإعاقة وشل حركة أى نظام يأتى بعده كى تعم الفوضى والخيبة والانحطاط فى كل المجالات فيستحيل العلاج والتصدى، وتصعب السيطرة على كل ذلك مما يدفع البسطاء إلى الرغبة فى استنساخ نظام مبارك بصفته الأفضل والأقدر على مواجهة كل ما يحدث، غير ملتفتين إلى أن هذا النظام البائد هو مَن يتسبب فى ذلك الخراب والدمار بعد أن هيأ التربة والمناخ المناسب لنمو واستفحال الانفلات الأخلاقى بكافة صوره ليكون له خير معين، حيث بدأن بالفعل نرى هذه الأيام تواجدًا فاجرًا وسافرًا لفلول النظام الملعون السابق وتحالفًا غير شريف مع بعض أقطاب المعارضة المشبوهة التى أجادت فن التمثيل سابقًا وتستكمل حاليا دورها فى مسرحية عبثية لن تدوم طويلا بإذن الله – إذا ما انتبه كل المصريين معارضين كانوا أو مؤيدين إلى خطورة الأمر الذى يستوجب ضرورة الاتحاد الذى فيه قوة لمواجهة هؤلاء وإحباط محاولاتهم المستميتة لجعل الشعب المصرى شيعًا وأحزابًا كل منهم يغنى على ليلاه ويغرد فى سرب مختلف!!..
عفوًا سيادة الرئيس.. فلك علينا حقوق كثيرة ومنها أن نتعاون ونجتهد معك للعبور بالبلد إلى بر الأمان، حقك أن نحفظ لك مكانتك وهيبتك وألا نسىء إليك لأن طاعتك فرض عين وأمر من رب العالمين بصفتك ولى الأمر المكلف بإدارة شئون البلد فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر خاصة وأن الكثير من المصريين لم يروا منك حتى الآن ما يستحق كل هذا الهجوم الشرس الذى وصل إلى حد مطالبة بعض المراهقين السياسيين بإسقاط نظامك سريعًا قبل أن يتمكن من الوقوف!!.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
عفوا سيدى الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
اميرة غريب
اشكرك جداا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين بسيوني
بارك الله فيك ايتها السيذة الكريمة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام حسن
اصبتي الحقيقه
انه الحق ما قلتي ويجب وقف تلك المهزله
عدد الردود 0
بواسطة:
الحاج محمد
بارك اللة فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الحلم لا ينفع مع البعض
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
لا فض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
immigrate since long time
كلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري 1936
جزاك الله خيرا
احسنت .
عدد الردود 0
بواسطة:
hazem
فعلاّ...لسه فيه خير!!!!