بان كى مون: مصر تمر بلحظة حرجة فى عملية التحول الديمقراطى والعالم بأسره يتابعها.. ويمكن للقاهرة بناء "هرم للديمقراطية" فى قلب العالم العربى.. وآمل فى أن يتوصل المصريون لحلول تحد من أعمال العنف

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، اليوم الأربعاء، إن مصر تمر بلحظة حرجة فى عملية التحول الديمقراطى، مشيرا إلى أنه تحدث فى الأيام الأخيرة مع الرئيس محمد مرسى وأعرب عن أمله فى أن تتمكن عملية الانتقال الديمقراطى من المضى قدما بطريقة سلمية توافقية.

وأعرب الأمين العام فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر الأمم المتحدة بمناسبة قرب انتهاء العام الميلادى 2012، عن أمله فى التوصل إلى حل وسط، حيث يمكن لمصر أن تركز على احتياجاتها الاجتماعية والاقتصادية الملحة وبناء "هرم للديمقراطية" فى قلب العالم العربى، على حد قوله.

وأضاف، "إن العملية الانتقالية التى تقودها مصر، سوف تستغرق بعض الوقت، ومن المهم للمصريين أن يجدوا حلا سلميا لخلافاتهم عن طريق الحوار وبناء مصر جديدة تحترم وتحمى حقوق الجميع".

وردا على سؤال بشأن أعمال العنف التى اندلعت مؤخرا فى بعض المحافظات المصرية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون: "لقد شاهدنا بعض التداعيات للربيع العربى، كما هو الحال فى سوريا، لكن بالنسبة لمصر، فإننى أقول، إن التحول عملية فى غاية الأهمية بالنسبة للمصريين أنفسهم وبالنسبة للمنطقة، ولذلك فإن العالم بأسره، بما فى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، يتابع عن كثب ما يجرى فى مصر، ويحدونى الأمل أن يتوصل المصريون إلى حل وسط لخلافاتهم".

ونوه كى مون إلى المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور فى مصر، وقال "مهما يكن الطريق الذى سيختاره المصريون، فإنه من المهم المحافظة على الحقوق الأساسية للمواطنين واحترام حقوق الإنسان، وأن تمتنع كافة الأطراف عن العنف، وأيضا على سلمية التظاهر".

وردا على سؤال بشأن الأوضاع الحالية فى الشرق الأوسط، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن هناك حالة من الاستقطاب فى الشرق الأوسط أكثر من أى وقت مضى".

وعن الأزمة السورية قال كى مون: "أشعر بالقلق من عدم وجود أى أفق لحل الأزمة فى سوريا، أو بدء الحوار السياسى، إن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى منخرط فى أداء مهمته، ويحدونى الأمل فى أن يتحد المجتمع الدولى لمساعدة أطراف الأزمة فى سوريا على وقف العنف وبعدها مباشرة نبدأ عملية الحوار السياسى، لأن هذا هو الطريق الوحيد لحل المشكلة".

وحول إمكانية استخدام النظام السورى لأسلحة الكيماوية فى صراعه ضد جماعات المعارضة المسلحة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون "لقد أظهرت موقفى بوضوح من قبل إزاء هذه المسألة، وبعثت خطابين إلى الرئيس بشار الأسد قلت له، إنه لا يجوز تحت أى ظروف استخدام الأسلحة الكيماوية أو أسلحة الدمار الشامل فى هذا الصراع، كما تحدثت أيضا منذ يومين مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم حول نفس الموضوع".

وفيما يتعلق بالهجوم على معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى دمشق، قال الأمين العام للأمم المتحدة فى مؤتمره الصحفى، "إن مشكلة تدفق اللاجئين من سوريا إلى دول الجوار تمثل معاناة لدول الجوار، مشيرا إلى أن النزوح وصل إلى أكثر من خمسمائة ألف شخص، وسيزيد العدد بسبب احتدام القتال، وقدوم فصل الشتاء".

وقال كى مون: "إن الدول المجاورة تواجه عبئا ماليا هائلا بسبب إيواء النازحين ورعايتهم"، مشيرا إلى أن المخاطر المتزايدة التى يواجهها اللاجئون الفلسطينيون فى سوريا تثير القلق المتزايد".

وقال: "إننى أدعو المجتمع الدولى إلى الاستجابة بسخاء وبشكل عاجل للنداء الإنسانى الذى أطلق اليوم فى جنيف، وإننى أدرس عقد مؤتمر دولى للمانحين، بالتنسيق عن كثب مع الشركاء الرئيسيين، فى أوائل العام المقبل".

وحث الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولى على الاتحاد بقوة وراء جهود الوساطة التى يبذلها المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمى، وقال: "إن سوريا بحاجة إلى حل سلمى وسياسى يسفر عن تغيير ديمقراطى يحافظ على نسيج المجتمع السورى وسلمية التعايش بين مجتمعاته، ورحب بان كى مون بتشكيل تحالف المعارضة السورية الذى أعلن عنه مؤخرا فى مراكش.

وقال: "إن ذلك خطوة مرحب بها، لكنها أيضا خطوة شديدة الحساسية عندما تبدأ عملية الحوار السياسى لحل الأزمة"، مشيرا إلى أن الاعتراف بتحالف المعارضة باعتباره الممثل الشرعى للشعب السورى يعود إلى الدول الأعضاء للأمم المتحدة.