محمد إبراهيم الدسوقى

هؤلاء بيدهم إنقاذ مصر

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012 11:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبشع وأقبح أنواع الخلافات على الإطلاق، تلك التى تتسبب فى إقامة الحواجز الشاهقة بين أبناء الوطن الواحد، وتزج بالبلاد عن عمد نحو الاقتتال بين معسكرى التأييد والمعارضة، فما بالك أن حدث ذلك فى بلد كمصر لم يكمل بعد فترة نقاهته من نظام أطاحت به ثورة شعبية لم يكتب لها النجاح بعد، بسبب تعرضها لمحاولات اختطاف لا تتوقف من كل الاتجاهات. وكثير تصدوا فى أيامنا الأخيرة لتشخيص الحالة المصرية وانتكاساتها، منذ صدور الإعلان الدستورى المشئوم الذى قسمنا إلى فسطاطين يتحاربان وكأنهما أعداء الداء محتم قضاء أحدهما على الآخر، حتى يستتب الأمر لجماعة الإخوان ومن يؤيدها من الجماعات الدينية، غير أننا لم نحصل بعد على جواب شاف لتساؤل مَنْ سيقدر على إنقاذ وانتشال مصر من الحفرة المظلمة التى وقعت فيها بفعل فاعل قبل أن تتجمد داخلها، ونذرف الدموع على اللبن المسكوب؟

المنتسبون والمؤيدون للتيار الدينى سيؤكدون للسائل أن مشروع الدستور المعد بواسطة الإخوان ومَنْ حالفهم هو طوق نجاة مصرنا مما تواجهه من مؤامرات ودسائس داخلية وخارجية، وسيخبرونك بأن من يعارضه يقف ضد الشريعة والدين، ويضع يده بيد الفلول. إن ردت عليهم بأنهم مسئولون عن شق الصف الوطنى بأفعالهم المخالفة لتعاليم وأوامر الدين الحنيف، الذى ليس له علاقة بموقفك من الاستفتاء على الدستور بالإيجاب والسلب، سيقذفونك بحجارة كثيرة أهونها أنك علمانى ولا تريد الخير لمصر، وتحارب المشروع الإسلامى.

إن سألتهم: هل يرضى الله حصار المنشآت العامة، وأقسام الشرطة، والمحاكم، ومهاجمة مقرات الأحزاب والصحف المعارضة، مثلما حدث مع الوفد؟ سيردون بغضب أنهم يستخدمون حقهم فى التظاهر السلمى، وأن المعارضين تمادوا فى سبهم وانتقادهم للرئيس الشرعى، وأنهم يدافعون عن الشرعية، بالمختصر لن تصل لنتيجة مفيدة معهم، وبدون شك فإن هذه الفئة لن تكون القادرة على القيام بعملية الإنقاذ السريع لمصر.

إن انتقلت للضفة الأخرى من النهر الواقف عليها مناصرو الدولة المدنية، الذين يرفضون توظيف الدين لأغراض سياسية، سيطلعونك على قائمة طويلة عريضة بخطايا الإخوان، منذ تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة، وأنهم حذروا الناس مبكرًا من الارتكان والثقة فى الجماعة غير المرحبة بمشاركة آخرين فى حكم مصر، وأنه لابد من سقوط مرسى وخروجه من القصر الرئاسى، لتشكيل مجلس رئاسى، وإرجاع عجلة الزمن للوراء. فإن صارحتهم بأنهم يعانون من عقدة الإخوان، وأن معارضتهم ليست حبًا فى مصلحة الوطن، وإنما كراهية فى الإخوان سينظرون إليك شذرًا وينعتوك بالخيانة والارتماء فى أحضان خيرت الشاطر، والدكتور محمد بديع، والدعوة السلفية، وربما اعتبروك من الفلول، وإن زادت صراحتك وعاتبتهم على حصار الشيخ المحلاوى بمسجد القائد إبراهيم فى الإسكندرية الجمعة، فقد تتعرض حينها لعلقة موت، وهؤلاء أيضا غير مؤهلين لمهمة إنقاذ البلاد.
يتبقى مَنْ؟

الجيش الرابض فى منطقة الظل متابعا لفصول العك والغباء السياسى المصاب به الجميع، وعندما أراد جس النبض بدعوته للم شمل المتصارعين هبت عاصفة إخوانية عليه جعلته ينسحب من المشهد متحسرًا على ما آلت إليه أحوالنا، بعد أن استبشر الكثيرون خيرًا بظهوره. لكن المؤسسة العسكرية لم تعد صالحة للتدخل بعدما انتخبنا أول رئيس مدنى للمرة الأولى منذ ثورة 1952، وجره للمستنقع السياسى سيؤثر على دوره الأساسى فى صيانة الأمن القومى للبلاد.

يظل الأمل معقودًا على طرف رابع يلتزم ـ حتى ساعتئذ ـ السكون وينزوى فى ركن بعيد، وهو غالبية المصريين الذين نطلق عليهم حزب الكنبة، فهؤلاء يمثلون عموم المصريين، وأن تحركوا معلنين موقفهم، وقطع الطريق على مَنْ يرسمون مستقبلهم بدون استشارتهم أو وضعهم فى الحسبان، وألا يكون خروجهم مشروطًا بإجراء استفتاء أو انتخابات، بل عليهم الحضور الدائم، وأن يقولوا كلمتهم قبل فوت الأوان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة