
بعيداً عن الاستفتاءات والجو المشحون بالاعتصامات والإضرابات وجميع أشكال الاحتجاجات، أجد نفسى أمام مشكلة ملحة.. كلما زرت بلدتى زفتى أجدها تتجسد أمامى لتفرض نفسها لما لها من جوانب إنسانية وأبعاد صحية لا تحتمل التأخير أو التأجيل.. وقد تأكدت هذه الأزمة أثناء زيارتى الأخيرة الأسبوع الماضى لمدينة زفتى، وفى لقاء ساده جو الحب والدفء والود، لم أجد أحداً يطلب منى مطلباً خاصاً أو خدمات فردية، ولكنهم اتفقوا على مطلب واحد هو إعادة إحياء مستشفى زفتى العام الذى يرقد منذ سنوات فى الإنعاش، فلا تجد من ينظر له ولا ينهض به، بالرغم من أنه من المتفرض أن يخدم مئات المراكز والقرى المجاورة وآلاف المواطنين، والغريب أنه يقع على أجمل بقاع محافظة الغربية على شاطئ نيل زفتى، والحقيقة أننى كنت قد التقيت فى شهر رمضان الماضى وزير الصحة السابق الدكتور فؤاد النواوى، وطلبت منه إصلاح هذا الصرح الطبى الكبير وعودة الحياة إلى شرايينه التى كادت أن تجف وسرعة تنفيذ مشروع تطوير وتجديد المستشفى، وقد استجاب الوزير وقال بالحرف الواحد لوكيل الوزارة: هذا آخر طلب أطلبه قبل أن أترك مقعدى فى وزارة الصحة.. وتم بالفعل توفير الاعتمادات المالية المطلوبة، وتابعت مع وكيل أول الوزارة هذه القضية بخصوص المستشفى العام، وأعلم جيداً أن الكل لم يتوانوا فى العمل على تحقيق أفضل الحلول، وتم تحويل الأمر إلى محافظ الغربية وإلى مديرية الصحة بالغربية ولم يتم شىء حتى الآن.. ولم يتم عمل المناقصات مع بعض الشركات لتنفيذ المشروع فالكل يعلم أن البطء الحكومى الذى نعانى منه هو العقبة الأساسية التى تعرقل العمل، وهو عمل إنسانى صحى له أولويات، وكنت أتمنى أن نحصد من ثورة 25 يناير بعضاً من ثمارها، ولكن المؤسف كأن الثورة لم تقم؛ فلم نستطع أن نستفيد منها، فلا يصح أنه مهما تأخرت المواقف أو ساءت الأساليب أن تصل إلى المؤسسات الصحية أو الإنسانية التى تتصل بحياة الناس وسلامتهم، ويعلم الله سبحانه وتعالى، كم أنا متحمس لهذه القضايا الإنسانية التى تمس أهل بلدتى الذين عشت معهم منذ طفولتى والذين أتمنى أن أحقق لهم كل مطالبهم وأحلامهم وطموحاتهم.
لقد تأثرت بالزيارة الأخيرة جداً لأهل بلدتى الشرفاء، وقد أسرتنى حكمتهم وتفانيهم حين لم يطلبوا منى مطالب فئوية، بل اجتمعوا على رأى واحد هو إعادة الروح لمستشفى زفتى العام، وأنا أطلب من رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل والسيد وزير الصحة سرعة إنقاذ الموقف وتنفيذ إنقاذ المستشفى بأسرع وقت، وكلى أمل أن يتم الإنجاز سريعًا.. فلم يعد الوقت فى مصر يحتمل التأخير.. فلن ينقذنا إلا اليقظة وسرعة العمل الجاد، بل لا أجد حرجًا أن أرفع صوتى إلى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية لكى يحسم الموضوع، لأننا فى موقف يحتاج إلى حسم طالما اتصل الأمر بصحة المواطنين وسلامتهم وسلامة الأجيال!!