على درويش

طوق نجاة

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظن الكثير أن دليل القوة والعلو هو العنف وإحداث الضرر بالآخرين وإنزال بالخصم الضرر الجسدى والمعنوى ونفى الرفق والرحمة والحكمة، هذا فى حين أن الإسلام هو الدين الخاتم والمنارة والفنارة الأخيرة للبشرية لكى تجد طريق النجاة والخلاص وتحقيق السمو والرفعة الإيمانية والرقى ظاهراً وباطنا إلى درجة تفوق الملائكة الكرام، وبالتالى لا يمكن أن يقبل بهذا العنف غير المبرر الذى طفى على السطح فى مصرنا الحبيبة، وكذلك فى عالمنا الإسلامى.
إن الحياة هى اختبار كبير ينجح فيه من تسمو غرائزه وتتطهر أفعاله من كل ما هو منحط ورخيص وزائل وفان.

لقد جاء رسول الله صلى عليه وسلم للبشرية هادياً ومعلماً وسراجاً منيراً يبدد ظلام الجهل والغطرسة والكبر والتعالى بالإثم. من بين ما جاء به خير البشر عليه الصلاة والسلام الرفق، هذا الرفق يشمل الرفق بالإنسان وبالحيوان والنبات وكل ما هو فى عالمنا لما فى ذلك من تهذيب للنفس البشرية ودفعها إلى عالم الرقى والتطهر والسمو.

وقال عليه الصلاة والسلام من رب العباد «إن الله يحب الرفق فى الأمر كله» أى الرفق الشامل لكل شىء وليس الرفق الانتقائى الذى يشمل أشياء دون أشياء، مثل هؤلاء الذين يمارسون الرفق مع الحيوان ويمارسون العنف مع الإنسان ومع الكائنات الأخرى، فهذا ليس رفق الإسلام.

الرفق، كما قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «إن الرفق لا يكون فى شىء إلا زانه ولا ينزع من شىء إلا شانه». والإنسان الذى يحمل صفة الرفق يرفق الله به فيما جرت به المقادير فالذى يرحم يُرحم والذى يقسو على الغير يذيقه الله سبحانه القسوة فى الدنيا قبل الآخرة.

وقال خير البشر وسيدهم عليه الصلاة والسلام «من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله» ثم قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله رفيق ويحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على ما سواه».

إذن الرفق صفة ربانية وهى أيضاً صفة محمدية ونحن مطالبون باتخاذ رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة. فمن ليس فيه رفق فهو بعيد عن المثال المحمدى عليه الصلاة والسلام.

وقال الهادى البشير سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام «من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة».

ولا ينتقص من رجولة الرجل شيئاً إذا اتصف بالرفق بالعكس فقيمته تزيد عند أهل الأرض والسماء إذا عرف بالرفق.

ألا يكفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفق بكل من حوله، فهل يستطيع مسلمو هذا العصر أن يكونوا من أهل الرفق والرحمة حتى يكونوا مسلمين حقاً.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة