فى حين تستعد اليونسكو للاحتفال باليوم العالمى للغة العربية فى 18 ديسمبر، فإن من المفيد التذكير بأن الترجمة إنما تمثل دعامة من دعائم الحوار وتندرج فى صميم أنشطة اليونسكو منذ إنشائها، كما أن تحليل علاقات التبادل فيما بين شتى البلدان والمناطق واللغات المستخدمة بفضل الترجمة يتيح فهم الحوار بين الثقافات والعمل على توفيره وتعزيزه.
الجدير بالذكر أنه فى عام 1948، أطلقت اليونسكو فى بداية وجودها فكرة إنشاء مجموعة اليونسكو لروائع الأدب العالمى، والتى تتمثل فى قائمة تضم التراث الأدبى للإنسانية، وانتهى هذا البرنامج منذ نحو عشر سنوات، ولكنه بقى معلماً يهتدى به الناشرون الذين يبحثون عن نصوص مرجعية أو يعملون فى مجال إعادة نشر أو ترجمة نصوص إلى لغات أخرى، وتضم هذه المجموعة 62 مؤلفاً تم نقلها من اللغة العربية إلى ثلاث لغات تداول (هى الإنجليزية والأسبانية والفرنسية)، بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاثين نصاً منقولاً إلى اللغة العربية.
ويمثل فهرس الترجمة، الذى أنشأته عصبة الأمم فى عام 1932 واعتمدته اليونسكو فى عام 1948، الفهرس الدولى الوحيد للمؤلفات المترجمة فى العالم حتى يومنا هذا.
ويوفر بشكل مباشر فهرس الترجمة، المتاح على الإنترنت، إحصائيات عن تطور أنشطة الترجمة حسب كل بلد من البلدان أو كل لغة من اللغات أو كل مؤلف من المؤلفين أو كل موضوع من المواضيع أو كل سنة من السنين.
وتضم قاعدة البيانات الخاصة بهذا الفهرس 11500 كتاب تم نقلها إلى اللغة العربية فى معظم البلدان الناطقة باللغة العربية، وذلك فى فترة 1979ـ 2009.
وتمثل هذه النتيجة ما أفضى إليه التعاون بين الفهرس وبين المكتبات الوطنية والمعاهد الببلوغرافية وشتى الوزارات فى البلدان العربية. وتسعى اليونسكو لتعزيز وإظهار صورة حقيقية لعلاقات التبادل التى تقام عن طريق الترجمة بين البلدان العربية وسائر بلدان العالم.
وعلاوة على ذلك، توفر قاعدة البيانات الخاصة بهذا الفهرس إمكانية قياس حضور الإبداع الأدبى والثقافى العربى فى العالم.
وبالإضافة إلى ما يقوم به فهرس الترجمة فى ما يتعلق بجمع المعلومات، فإنه يتعاون مع البلدان العربية فى ما يخص مشاريع متنوعة ترتبط بمجال الترجمة؛ ومثال ذلك ما تم على المستوى الوطنى فى مداخلات المترجمين المغاربة إبان انعقاد الندوة المعنونة "الكتاب المترجم ودوره فى التنمية الثقافية" فى الرباط فى شهر سبتمبر 2012، أو على المستوى الدولى عند المشاركة فى إعداد تقرير موسع عن الترجمة فى منطقة البحر المتوسط فى إطار المشروع الذى نفذته مؤسسة آنا ليند والمجلة الفصلية "عبر أوروبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة