أكد أعضاء وفد المجلس الأمريكى للقادة السياسيين الشباب الذين يزورون القاهرة حاليا، أنهم سيعملون على إقناع شركائهم فى الولايات المتحدة على ضرورة الاستثمار فى مصر، خاصة بعد عودة الاستقرار لها، مشيرين إلى أن رجال الأعمال لا ينظروا للوضع بعد عامين، وإنما بعد عشرين عاما.
وقالت هولى تشيسا، عضوة الوفد فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" قبل مجيئى إلى القاهرة، حذرنى الجميع من انعدام الأمن والاستقرار، ولكن ما رأيناه يدعو للتفاؤل، فالجميع بات له صوت الآن، ورغم أن الديمقراطية طريقها أصعب من الديكتاتورية، إلا أنها المسار الصحيح نحو مستقبل اقتصادى واجتماعى أفضل للجميع، مضيفة، عند عودتى إلى الولايات المتحدة، سأقنع المجلس الإدارى بضرورة الاستثمار فى مصر، معبرة عن أملها فى أن تظل قناة السويس مفتوحة حتى يتسنى لهم زيادة الاستثمار.
وتحدثت تشيسا، عن الاستفتاء على الدستور المصرى، وقالت، إن الدستور الأمريكى استغرق لكتابته 13 عاما، ولتطبيقه 200 عام، لافتة إلى أن المجتمع لا يزال يعانى من مشكلات كثيرة تخضع جميعها للتساؤل، ضاربة مثالا على ذلك بحادث "نيوتاون" الأخير، الذى راح ضحيته 20 طفلا، وستة بالغين على أيدى مسلح غير متزن عقليا، وذلك لأن القانون لا يجرم حمل السلاح.
أما جيسون إسحاق، عضو بمجلس النواب بتكساس، فوصف زيارته لمصر وقبلها تونس بالـ"تجربة الفريدة"، لأنها تطلعه على كافة السياسات والأيديولوجيات المختلفة فى مصر، وكونه رجل سياسة، فهذا أمر يهمه، وقال لـ"اليوم السابع" إنه سيشارك تجربته هذه مع نظرائه من الأمريكيين عند عودتهم، ويبلغهم أن المناخ فى مصر آمن، ويمكن لهم الاستثمار فيه بل أنه كما سيساعد التعاون بين البلدين المصريين على خلق وظائف لهم، سيساعد الأمريكيين كذلك، بتوفير سوق جديدة وخوض تجارب مختلفة تساعدهم على المستوى الاقتصادى والإنسانى.
وعما إذا كان سوق الأعمال المصرى مفتوحا للعمل، قال إسحاق، إنه أقرب لأن يكون مفتوحا، فمصر تمر بمرحلة انتقالية تتسم ببعض الأوقات بكونها متعثرة، لكنها بالنهاية ستنقل البلاد إلى مستقبل أكثر استقرارا وتقدما على جميع المستويات، وعلى رأسها الاقتصادية، مشيرا إلى أن لقائهم مع عمرو وموسى، رئيس حزب المؤتمر، أعطاهم لمحة عن مدى تقدم السياسة فى مصر بعد الثورة، فـ"هم بدوا منفتحون للغاية، وصادقون مع أنفسهم، وواضعون نصب أعينهم هدفا معينا"، مشيرا إلى أنهم انتقدوا تخبط السياسة الأمريكية فى التعامل مع الحكومة المصرية، فى الوقت الذى يرفضون فيه التدخل الأمريكى فى شئونهم "فهم يريدونا ولا يريدونا".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى القاهرة، آن باترسون قد احتفت مساء أمس الأحد، بزيارة الوفد فى إطار جولتهم لتونس ومصر للتعرف على آخر تطورات المشهد السياسى الديمقراطى، ولبناء جسور تواصل مع الشباب العربى بهدف توطيد العلاقات والمساهمة فى النهوض بالوضع الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والإنسانى فى الدولتين على حد سواء، وقالت باترسون، إنها تشعر بفخر كبير لاستقبال مجموعة من القادة السياسيين الشباب الذين هم جزء من أحزاب غير ربحية معترف بها دوليا، باعتبارها عامل بارز فى ارتقاء السياسيين ليصبحوا قادة دوليين وصناع سياسة عالمية، مشيرة إلى أن هذا المجلس الذى يضم عناصر من الحزب الديمقراطى والجمهورى، تربطه بمصر علاقة طويلة وطيدة، ارتكزت على الترويج للديمقراطية، وبناء مستقبل أفضل لأبناء وشباب البلدين.
وأضافت باترسون، أنها تشعر بسعادة بصورة خاصة لتوقيت هذه الزيارة التى تتزامن مع تصويت المصريين على الدستور، تمهيدا لتشكيل البرلمان والانتقال إلى حكم ديمقراطى يستطيع المصريون من خلاله ضمان حقهم فى مستقبل أفضل، مؤكدة على أن "المصريين يستحقون دستورا يضمن حقوقهم ويساهم فى استقرار البلاد وتشكيل برلمان"، مؤكدة على أن ما تشهده مصر الآن هو "لحظة تاريخية" يستطيع الأمريكيون من خلالها أن يستلهموا معنى وروح صناعة الديمقراطية.
وقالت باترسون، إن الوفد يضم قادة أمريكيين شباب مميزين، مثل كولمون إلريجدز، وهو نائب المدير التنفيذى لجمعية "شباب أمريكا الديمقراطى" وينتمى للحزب الديمقراطى، وجيسون إسحاق، عضو بمجلس النواب بتكساس، وينتمى للحزب الجمهورى، وهولى تشيسا، صاحبة شركة أعمال خاصة فى واشنطن "الولاية وليس العاصمة"، وأماندا ريف، عضو بمجلس نواب أريزونا، وجيمس نولز، عمدة مدينة فيرجسون بولاية ميسورى.
ولا نستطيع أن نصف الفخر الذى نشعر به حيال وجودنا فى هذه اللحظة التاريخية فى تاريخ مصر، بهذه الكلمات بدأ كولمون إلريجدز كلمته أمام الحضور، مضيفا "نحن نأتى من خلفيات سياسية واجتماعية وعرقية مختلفة، ونحن نعبر بشكل أو بآخر عن ديمقراطية الولايات المتحدة، لذا ندرك جيدا ما يمر به المصريون الآن ونستطيع أن نتنبأ بأنهم سيحركون دفة بلادهم إلى الأمام، فنحن شباب أثرنا على مجتمعنا، ونعرف أن الشباب يستطيعون صنع التاريخ، فنحن نقدر الديمقراطية وندعمها"، ومضى يقول "ولكن الديمقراطية ليست دائمة سهلة، فالحق دائما على حق ولكن طريقه ملئ بالصعاب، ونريدكم أن تعلموا أنكم على الجانب الصحيح من التاريخ".
ومن جانبها، قالت أماندا ريف، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن زيارتها لمصر مليئة بالانطباعات، فرغم أنها تعلم جيدا وهى تتابع الأخبار عن مصر أن وسائل الإعلام لا تظهر الصورة كاملة، إلا أن وجودها فى مصر "كان تعليمى وتثقيفى للغاية، فنحن لسنا فقط على أرض تعرف بتاريخها وحضارتها العريقة، وإنما شاهدنا التاريخ والمصريون يصنعونه"، مؤكدة أن المصريين ملهمين، و"الشباب ينبغى أن يعلم أن صوته مسموعا ومدويا فى جميع أنحاء العالم، وخاصة أن شارك الجميع وساعدوا بعضهم بعضا وتوحدوا وراء كلمة واحدة وهى مصلحة البلاد".
وعن هدف زيارتها للقاهرة، قالت ريف، "إننا نستطيع دائما أن نساعد بعضنا البعض فالتعاون الاقتصادى يصب فى مصلحة البلدين، كما أن الجميع يرغب فى العيش بسلام وأمن، والشعوب تتعلم مع بعضها البعض، فتجربتنا هنا تذكرنا بأهمية الديمقراطية والكفاح من أجلها، فإن كان الشباب الأمريكيين باتوا يتعاملون بفتور مع السياسة، وقلما يذهب للتصويت حتى فى انتخابات الرئاسة، الشباب المصريين عاكفون على ممارسة حقهم".
وقال من ناحية أخرى، كريستين ريبرجن، مديرة البرنامج فى حديثها لـ"اليوم السابع" إن زيارة الوفد بدأت الجمعة الماضية، وستستمر حتى الجمعة المقبلة، وسيقابل أثناء الزيارة عددا من ممثلى الأحزاب السياسية المصرية، كالتيار الشعبى والحرية والعدالة وعددا من وزراء الخارجية السابقين، فى محاولة لتوسيع نطاق التفاهم والتعاون بين القادة الشباب فى مصر والولايات المتحدة.
وفد المجلس الأمريكى للقادة السياسيين الشباب لـ"اليوم السابع": سنقنع الشركات الأمريكية للاستثمار فى مصر.. هولى تشيسا: ما رأيناه فى القاهرة يدعو للتفاؤل.. وعضو بمجلس نواب تكساس: المناخ فى مصر آمن
الإثنين، 17 ديسمبر 2012 04:02 م