حالة تشكيك ليست بجديدة تعانى منها المعارضة السورية نحو ممن يتحدثون باسم نظام الأسد عن الرغبة فى إيجاد حلا سياسيا سوريا للأزمة التى ضربت البلاد منذ أكثر من 21 شهرا والاجتماع حول طاولة حوار للتوصل إلى اتفاق ينهى حالة الحرب الدائرة فى عموم المحافظات السورية.
ففى آخر تصريح يصدر عن النظام السورى، دعا فاروق الشرع، نائب الرئيس السورى بشار الأسد إلى أن يكون الحل سوريا، ولكن من خلال تسوية تاريخية، الأمر الذى فسره مناوئون للنظام بأنه دليل قاطع على ضعف النظام ومحاولة منه للتلاعب على الدبلوماسية الدولية.
المهندس سلام الشواف، معارض سورى، قال لـ"اليوم السابع" إن كل المؤشرات العسكرية على الأرض تبشر بقرب انتهاء حكم بشار الأسد، ومن ثم انتهاء حالة الحرب الدائرة بين الجيش النظامى والجيش السورى الحر فى عموم سوريا.
ويرى المهندس الشواف، أن مثل هذه التصريحات التى تصدر عن النظام وتدعو إلى إيجاد حل سلمى للوضع الراهن غنما هى محاولة للتلاعب على الدبلوماسية الدولية لكسب المزيد من الوقت للسيطرة على الأزمة السورية داخليا وخارجيا.
كما أنها تدل على أن النظام السورى لم يعد بالقوة التى ظهر بها فى بداية الثورة السورية بل أصبح أكثر ضعفا لأن النظام السورى اليوم، يطالب الدول التى اتهمها بتأجيج الصراع السياسى داخل سوريا بالتوسط لإيجاد حل ينهى التوتر التى تشهده البلاد، كما أن بشار الأسد يحاول من وراء ذلك ضمان خروج أمن له وعائلته من سوريا وعدم الملاحقة قضائيا.
ويؤكد المعارض السورى إلى أن المؤشرات العسكرية على الأرض تدعو للتفاؤل خاصة بعد وصول الجيش السورى الحر إلى مناطق كان يسيطر عليها الجيش النظامى فضلا عن وصول قذائف نحو القصر الرئاسى وهذا دليل على تطور أسلحة الجيش السورى الحر وقدرته على المواجهة.
وكان نائب الرئيس السورى فاروق الشرع، قد قال إن أيا من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا فى النزاع المستمر منذ 21 شهرا، بحسب ما جاء فى مقابلة مع صحيفة لبنانية تنشر الاثنين.
وتابع الشرع فى حديث إلى صحيفة "الأخبار" المؤيدة للنظام السورى أجرته معه قبل يومين فى دمشق، أنه "ليس فى إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما"، وذلك بحسب مقتطفات وزعتها الصحيفة الأحد.
واعتبر الشرع أن "تراجع عدد المتظاهرين السلميين" الذين أطلقوا فى منتصف مارس 2011 احتجاجات مطالبة بإسقاط النظام، أدى "بشكل أو بآخر إلى ارتفاع إعداد المسلحين، صحيح أن توفير الأمن للمواطنين واجب على الدولة، لكنه يختلف عن انتهاج الحل الأمنى للأزمة، ولا يجوز الخلط بين الأمرين".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التصريح هو الأول للشرع منذ يوليو 2011، حين تحدث خلال "اللقاء التشاورى للحوار الوطنى" الذى عقد فى دمشق، علما أن صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام نقلت فى أغسطس الماضى تصريحات منسوبة إليه لكن على لسان مدير مكتبه.
وسرت فى الأشهر الماضية معلومات عن انشقاق الشرع، الذى تولى منصبه عام 2006 ويعد من أبرز الشخصيات السنية فى نظام الرئيس الأسد المنتمى إلى الأقلية العلوية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الواحد، أن "النهاية تقترب" بالنسبة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال فابيوس فى برنامج تليفزيونى:"اعتقد أن النهاية تقترب بالنسبة لبشار الأسد، لقد رأيتم أن الروس أيضا يتوقعون ذلك ولو أن الأمر كان مثار جدل".
ووصف فابيوس الغارة الجوية التى شنها الطيران السورى الأحد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى جنوب دمشق وقتل خلالها ثمانية مدنيين، بأنها "مشينة".
وقال "إنه هجوم مشين"، متهما الرئيس السورى بالرغبة فى "تأجيج الوضع".
وقصف الطيران السورى للمرة الأولى أثناء النزاع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى دمشق أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بحسب ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، متجاوزا بذلك مرحلة جديدة فى حربه لطرد المعارضين المسلحين من العاصمة.
من جهتة، دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس الأحد إلى "الوقف الفورى" للقصف الذى تقوم به القوات السورية النظامية على مخيم اليرموك الفلسطينى فى دمشق.
وقال عباس فى بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا "إننا نتابع بغاية القلق ما يجرى فى سوريا من إقحام الشعب الفلسطينى والمخيمات الفلسطينية فى الصراع الدائر المؤسف فى سوريا حتى وصل الأمر إلى القصف الذى تعرض له مخيم اليرموك والذى سقط به عدد كبير من الشهداء والجرحى وهو ما يجب أن يتوقف فورا".
وأضاف الرئيس الفلسطينى فى بيانه "ندعو الأطراف المتصارعة فى سوريا إلى تجنيب الشعب الفلسطينى ومخيماته فى سوريا ويلات هذه المعارك الدائرة فى سوريا كما ندعوهم إلى عدم إقحام أبناء شعبنا ومخيماته فى الصراع الداخلى فيها (...) وندعو المجتمع الدولى ونطلب منه توفير الحماية لأهلنا وشعبنا الفلسطينى فى سوريا".
كما أدان رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض ما فعلته "طائرات الأسد" فى مخيم اليرموك.
وقال فياض أمام عدد من الصحافيين الفلسطينيين "ليس أمامنا ألا الإدانة الشديدة لما فعلته طائرات الأسد فى مخيم اليرموك".
معارض سورى: دعوة نائب الرئيس الأسد للحوار دليل على ضعف النظام
الإثنين، 17 ديسمبر 2012 03:14 ص
بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة