إشارات حمراء كثيرة، نواجهها فى حياتنا اليومية فى الشوارع منها، من يعطلنا لفترات كبيرة، وتسبب لنا خسائر سواء كانت مادية أو معنوية ومنها من تمر سريعا دون خسائر تذكر ولكنها تسبب لنا بعض المضايقات.
تشبيهى للوضع السياسى فى مصر بتلك الإشارات التى تمر سريعا فالأحداث السياسية فى مصر الآن قد بلغت ذروتها وقد أصابتنا جميعا بالخوف بل والرعب، مما وصل إليه حال المعارضة والحكم فى مصر وما قد يجعلنا ندخل فى صراعات قد تستمر لأوقات كبيرة ولكن يدعونا للقلق الكبير أكثر من تلك الصراعات السياسية التى سوف تأخذ وقتها وتمر، هى تلك الإشارة التى تواجهنا من انحطاط لغة الشارع وتدنى الأخلاق بأبشع الصور وأيضا لغة الإعلام وتلك الثقافة الغريبة التى بدأت تتوغل فى المجتمع المصرى كالسرطان الذى ينتشر دون توقف.
قد يجد البعض أن فى مثل ذلك الوقت الكلام عن مستوى الثقافة ولغة الشارع تفاهة، ولكن من وجهة نظرى الصراعات السياسية تأخذ وقتا وتنتهى تماما بقرار سياسى.
أما الثقافة فهى كالسرطان لا يمكن التغلب عليه بسهولة ولا يمكن استئصاله إلا بعد إتلافه لكثير من الأعضاء.
ما لفت انتباهنا جميعا انتشار ثقافة المهرجانات وارتفاع سهم (أوكا وأورتيجا) ومع احترامى التام لهم وللونهم الغنائى الجديد وانتشار الرقص بالسيف والمطاوى وفنون الأسلحة البيضاء وانتشار مسلسلات وأفلام البلطجة بدايتنا من إبراهيم الأبيض مرورا بالألمانى والباطنية والبلطجى وأخيرا عبده موته وانتشار بعض الألفاظ المحرجة على الهواء مباشرة.
قد يدافع البعض من المخرجين والفنانين عن ذلك اللون بداعى أنها ثقافة موجودة فى الشارع المصرى وفى فئة عريضة من المجتمع وأن الفن لابد وأن يعبر عن نبض الشارع المصرى.
ولكن السؤال هل تلك الثقافة جيدة بما يكفى كى ننشرها ونجعلها معبرة عن شعبنا أم أننا نحاول أن نمررها ولا نجعلها تتزايد بل ونقومها تقويما سليما لكى نستفيد منها أم أن مصالح المنتجين وأصحاب القنوات الفضائية حاليا هى أهم من بناء ثقافة شعب فى مرحلة بناء وطن.
منذ بضع سنين لم نكن نرى أحدا يتباهى بأنه يمتلك أسلحة بيضاء أو أنه يتردد على تلك الجلسات الشبابية الشعبية التى يتخللها الكثير من المخدرات والرقص بالأسلحة والراقصات وغيرها كانت تلك الأشياء موجودة بالفعل ولكن كان الجميع أو على الأقل الأغلبية منها يحاول أن يتوارى عن الأنظار وأيضا تلك الجلسات الشعبية لم تكن بذلك الانتشار أوحتى الظهور ولكن بعد تشجيع المنتجين لتلك الثقافة ونشرها فى المجتمع أصبح الجميع لا يخجل منها.
كفانا إهانة لأنفسنا وإلى وطننا وإلى ثقافتنا فوطن الدين والثقافة والفن لا يجدر به التراجع لزمن المهرجانات والأسلحة البيضاء كفانا فما تفعلونه لا يؤثر فقد فينا فقد يؤثر فى الأجيال قادمة لذلك وجب أن نقول لكم هنا إشارة حمراء.
