رأى عدد من الأدباء والمثقفين أن نتيجة الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور بالأمس، أثبتت أن ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة مازالت قادرة على أن تؤتى ثمارها، والتى بدت واضحة فى حجم الوعى الذى ظهر جليا بالأمس من خلال إصرار المواطنين على المشاركة فى الاستفتاء والتعبير عن رفضهم، وتقديمهم للعديد من المحاضر ضد حالات التزوير التى شهدتها بعض اللجان، كما سجلتها منظمات حقوق الإنسان، ليؤكدوا أيضًا للعالم أنه ليس لأحد أن يحكمهم بتوكيل أبدى.
الكاتب الكبير يوسف القعيد قال لـ"اليوم السابع" حتى الآن لا أصدق أبدًا ما يقال عن النتيجة، وأعتقد أن الهدف الوحيد من التسرع بإعلان النتيجة هو محاولة التأثير على يوم السبت المقبل، لأننى تجولت بين لجان كثيرة فى مدينة نصر، ولم أسأل أحدًا سيعطى صوته بـ"نعم" أو "لا"، ولكن العديد أبلغنى برفضهم للدستور، وكان عند كل شخص سبب يخصه من أجل "لا"، ولكنى أسجل أن كل من قالوا بأنهم سيرفضون بـ"لا" يتوقعون أن النتيجة ستكون "نعم" لإيمانهم بالتزوير أو التدخل فى النتيجة.
وأضاف: يوجد الآن فى اللجنة العليا للانتخابات ما يقرب من أربعة آلاف شكوى، وحالة الترويع التى تمت بالأمس، ذكرتنى بالترويع الذى تم قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، عندما قيل إنه لو لم يفز مرسى فسوف يتم إحراق مصر على آخرها، والتهديد بإحراق صحف ومقر حزب الوفد هو ترويع هدفه التأثير على نتيجة الانتخابات، وأعتقد أن مبررات إلغاء الانتخابات كثيرة، وكثير من القضايا رفعت اليوم، وفى الأيام المقبلة، ولكنى أصبحت متأكدًا أن "نعم" ستكون كارثة بالنسبة للمصريين جميعًا، وأن "لا" ستكون كارثة أيضًا تدفع الإسلاميين لإحراق ما تبقى من مصر، ومن وجهة نظرى لا حل لنا إلا بكيفية أن نتدارس كيف نحيى بدون دستور، وكثير من دول العالم الكبرى لا يوجد فيها دستور، لا أريد أن أكتب دستورًا أيا كان وأخسر مصر كلها.
الكاتب الكبير فؤاد قنديل قال لـ"اليوم السابع": من الغريب ربما يعنى أحد أننى كنت أتوقع هذا بنسبة تقترب من 60% إلى 40% لصالح نعم، وقد أشرت إلى هذا من العديد من التصريحات والآراء، ورأيت أن جماعة الإخوان المسلمين سوف يحققون الفوز فى الجولة الأولى بنسب قليلة، لأن الحضور الشعبى سوف يكون كبيرًا، والمشاركة من جانب المصريين سوف تكون بدرجات عالية لصالح الرفض.
وقال "قنديل": أما الآن فأتصور أنه كان بالإمكان أن يفوز المصريون بـ"لا" لولا الألاعيب والحيل والأكاذيب والممارسات غير النزيهة التى شاركت فيها نماذج من حزب الحرية والعدالة والإخوان، والتقصير من الداخلية، ولجنة الانتخابات، كان الحضور المصرى الرافض أكبر مما توقعنا، ولذلك كان يجب أن تفوز المعارضة لولا ما أشرنا إليه من الأساليب غير النزيهة التى تم ممارستها ضد الرافضين.
وناشد "قنديل" رئيس الجمهورية بأن يتدخل من أجل نفسه بأن يوجه الحديث إلى كل الفرقاء بأن يكونوا على درجة عالية من النزاهة حتى تكون صورته وصورة الشعب فى نظر العالم وفى نظر المستقبل أفضل مما هى عليه، يجب أن يكون الجميع متمتعين بالنزاهة الحقيقية، وليس بالإدعاء والكذب، لكى تخرج المرحلة الثانية بصرف النظر عن النتيجة أكثر نزاهة وحيدة وموضوعية وأمانة.
أما الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم فقال لـ"اليوم السابع": فى الحقيقة كنت أتوقع هذه النسبة، ففى خلال الشهرين الماضيين رأينا حشدا من كلا الطرفين، وعمل كل منهما بأقصى طاقته سواءً لتمرير هذا المشروع أو لإجهاضه، وهى فى تقديرى معركة على طريق طويل لن يتم حسمها بالضرب القاضية، ولكنها تؤكد على أن الثورة العظيمة قد بدأت تؤتى ثمارها، وأن مستوى الوعى يتزايد لدى الجمهور العادى، ويكتشف الوجه الحقيقى للأطراف المختلفة بعد سقوط الأقنعة، وهناك الكثير من الظواهر التى تمت خلال الأسبوع الماضى، ولم نكن نتوقعها على هذا النحو المبكر، من قبيل رفض قطاع من المصليين لاستخدام المسجد فى غير ما أسس له، واعتراضهم بشكلٍ واضح على أئمة المساجد، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
وتابع "سلاَّم" من ناحية أخرى، هناك عنف كبير من بعض الميليشيات التى تدافع بالسلاح عن موقفها السياسى، وهو ما أدى إلى سقوط أصدقاء حتى فى الوسط الصحفى، وآخرها مراسل جريدة فرنسية فى الإسكندرية، ليلحق بالصديق الجميل الحسينى أبو ضيف، وفى تقديرى أن المعركة سوف تطول وأن بعض الأطراف سوف تخرج آخر أسلحتها، التى سبق وأن هددت بها الشعب المصرى، لكن تلك القوى التى استطاعت كسر شوكة جحافل حبيب العادلى من قبل، لم تعد تهاب أو تخاف مثل هذه التهديدات.