محمود العلايلى

السبت الأول

الأحد، 16 ديسمبر 2012 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب مقالى واللجان الانتخابية على وشك بدأ عملية الاستفتاء على مشروع الدستور فى جو ملبد بغيوم الشك والتخوين من أغلب أطراف العملية السياسية، حيث شاهدنا أمس مجموعة من الجمعية التأسيسية المنتهى عملها تتبوأ مجلس الشورى للترويج للدستور تحت ظل بعض الادعاءات بأن هناك نسخا مزورة من المشروع مطروحة للنقاش، وأسهبوا فى ذلك كثيرا، بينما هذا المشروع لا أظنه يحتاج عناء التزوير لأن كم التزييف لإرادة الأمة الموجود به كاف ومانع لأى محاولة تزوير خارجية!

بينما يطول الحديث على الجانب الآخر، حيث اتفقت القوى الوطنية على التجمع فى كيان جبهة الإنقاذ الوطنى للوقوف فى وجه الإعلان الدستورى الغاشم الصادر فى نوفمبر الماضى، وتطور أداؤها إلى إزاحة الشرعية عن الجمعية التأسيسية، وبالتالى المشروع الصادر عنها، مع دعوة واضحة لرفض الدعوة للاستفتاء فى ظل كل الأجواء غير الشرعية المحيطة بشأن هذا الدستور البائس، وعلى ذلك تحرك الشارع مع كل دعوة للجبهة لشعور الناس بالتجمع حول قيادة للمعارضة حسب مطالبهم الدائمة بالتجمع، ولنبل فكرة رفض كل هذا الكم من عدم المشروعية بشكل مبدئى لدرجة تحسس مشروعية الرئيس نفسه، خاصة بعد موقعة الاتحادية، واستعداء الأهل والعشيرة للهجوم على المعتصمين السلميين، واحتجاز بعضهم والتنكيل بهم. كل هذا أعطى انطباعا بأن الرئيس يريد أن يذهب إلى الاستفتاء بأى ثمن من الدماء والانقسام، مدفوعا إما لشعوره بأنه الآتى فى جدول طلبات المعارضة، وإما مهددا من الجماعة بالتخلى عنه وتركه لمصيره أمام طوفان الاعتراضات على حكمه، وعلى قراراته.
وبينما كانت المظاهرات اليومية فى أنحاء البلاد ضد عدم مشروعية العملية التى أنجز فيها الدستور بليل، والاعتصامات التحريرية تتخطى الأسابيع الثلاثة، والاتحادية تعاند الخطر الداهم، إما من الأمن، أو تكرار الأربعاء الأسود، خرج على الناس أعضاء جبهة الإنقاذ فجأة ليقولوا إننا ندعوكم الآن للذهاب إلى الصناديق والتصويت بـ«لا» على مشروع الدستور!
وهنا خرج كثير من الأسئلة: لماذا إذا كنا نتحدث عن عدم شرعية نشارك فيها لنضفى عليها مشروعية كانت ستفتقر إليها لو رفضها الجميع؟! ولأن المقاطعة لا قيمة لها إلا إذا كانت من الجميع، فقد انصاع الرافضون للتصويت لرأى الآخرين لعدم شق المعارضة، ولعدم تشتيت الناخبين الذاهبين إلى الاستفتاء، بينما كان رأى الداعين للذهاب أن المقاطعة لن تجدى إلا تمرير الدستور، وأن عدم الذهاب لن يدع لنا فرصة الاعتراض على النتيجة التى نتوسم أنها معرضة للكثير من التلاعب، خاصة مع عدم التواجد القضائى بشكل كامل.

ووسط كل هذه الأجواء المشحونة بين الرئيس وجماعته ومؤيديه من ناحية، وبين المعارضة بكل أشكالها، سواء من جبهة الإنقاذ الوطنى، أو الأحزاب الدينية الرافضة لهذا المشروع، أو الحركات المستقلة، سواء من ساندت الرئيس أو من كانت على جانب الرفض من الأساس، من ناحية أخرى، تندلع أحداث عنف هنا وهناك فى الأيام السابقة على الاستفتاء
نجد إصرارا لا يتزعزع من الرئيس لإجراء هذا الاستفتاء بأى ثمن من الدماء والأرواح والانقسام، وبأى شروط من الإشراف القضائى، أو عمل الاستفتاء على مرحلتين حتى لو اقتتل جميع المصريين على أعتاب هذا الدستور المشؤوم!

وهنا أسأل الرئيس شخصيا: ما ثمن كل هذا؟ وأقول له إذا كان هذا هو «السبت» الأول، هل تظن أن هناك «سبت» آخر؟!





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو حسام

جبهة الخراب

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عبد الباقى المحامى

أين التوافق فى دستور يرفضه أكثر من 40% من الشعب المصرى !! توافق الجهلاء !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة