قالت صحيفة واشنطن بوست إن الاضطرابات السياسية الواسعة التى تشهدها مصر منذ 22 نوفمبر الماضى، أظهرت على الأقل نتيجة إيجابية للغاية وهى أن المصريين سيقاومون بحزم أى محاولة للعودة إلى الاستبداد.
وأشارت الصحيفة فى افتتاحيتها إلى أن الرئيس محمد مرسى وجماعته يجب أن يتعلموا الدرس من رد الفعل الشعبى الواسع على محاولته الاستيلاء على سلطات واسعة، والدفع بدستور جديد غير توافقى.
وعلى الرغم من المضى فى إجراء الاستفتاء على مسودة الدستور، وحتى لو تم تمريرها، فإنه جماعة الإخوان المسلمين وحزبها تلقوا ضربة قوية يمكن أن تضعفهم بشدة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتضيف أن المعارضة السياسية وقادتها عليهم أيضا تعلم درس حول الديمقراطية أيضا. ولحسن الحظ، تشير الصحيفة، قررت جبهة الإنقاذ الوطنى المشاركة فى الاستفتاء والتصويت بـ"لا"، بدلا من المقاطعة. وينبغى أن تكون هذه بداية إستراتيجية للتركيز على التنظيم الديمقراطى والمشاركة.
ومع ذلك أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن النسيج الاجتماعى المصرى المهترئ، أصابه مزيدا من الضرر وسط الاستقطاب المتزايد بين الإسلاميين والمعارضة. وهو ما جعل الطرفين يتلاعبان بسيادة القانون أو التوصل إلى حلول وسط.
وأضافت أنه فى محاولتها لترهيب الإعلام والقضاء وأى مؤسسة خارج سيطرتها، اتهمت حكومة مرسى معارضيها بأنهم ثورة مضادة. كما صورت حركات المعارضة، الإسلاميين بأنهم نازيون.
وتخلص واشنطن بوست إلى أن الحل الوحيد يتمثل فى مواجهات أقل مع مزيد من الديمقراطية. ورغم أن الدستور الجديد يمنح الجيش سلطات واسعة ويتضمن أحكاما غامضة ومتناقضة تفتح الباب أمام الحكومة الإسلامية لتقييد الحريات الشخصية، لكن هذا يجعل من المهم للساسة الليبراليين، الذين سيطروا على الأغلبية فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية هذا العام، أن يبذلوا جهودا متضافرة للتوحد وتنظيم صفوفهم فى الانتخابات المقبلة.
وختمت الصحيفة إلى ضرورة أن تربط الإدارة الأمريكية مساعدتها السنوية لمصر، على التعدد السياسى والمنافسة والسلمية فى مصر، كأولوية.
واشنطن بوست: المعارضة المصرية فازت والإسلاميين تلقوا ضربة فى الأزمة السياسية الأخيرة
السبت، 15 ديسمبر 2012 11:57 ص