ما بين تأييد الدستور ومقاطعته، انقسم موقف أهالى الوجه القبلى بداية من الجيزة، وحتى أسوان، هذا على حد الاستطلاع الذى قام به "اليوم السابع" داخل رحلة القطار رقم 988 المتجه من الجيزة إلى أسوان.
نفى عدد كبير من الركاب، علمهم بأن اليوم إجازة رسمية بالمصالح الحكومية لاستفتاء الشعب المصرى على الدستور، مؤكدين أنهم بعد معرفتهم بأن السبت هو يوم للاستفتاء، فلم يذهبوا للتصويت لأن ذلك لن يقدم أو يؤخر فى أحوالهم، وما يريده الزعماء يفعلوه ودستورهم هم معروف ويسيرون عليه بدون حاكم أو ضابط حسبما قالوا، أما الجانب المؤيد للدستور فاختار الإدلاء بنعم من أجل الاستقرار حتى يجدوا لقمة عيش نظيفة، وكلا الطرفين أكد أنهم لا يعلمون شيئا عن دعم الحكومة لتذاكر القطارات فى هذا اليوم وذهابهم لبلدانهم لم يكن فقط من أجل الذهاب لتأييد الدستور ولكن لأغراض أخرى ولزيارة ذويهم.
جاد الرب أحمد إبراهيم مركز البلينا سوهاج حاصل على دبلوم صنايع منذ 30 عاما ولم يجد أى وظيفة بعد أن كد بحثا عن وظيفة حكومية مثلما قال واضطر للعمل فى المعمار "بنا"، أكد أنه لا يعلم أى شئ عن ما يسمى بـ"الدستور"، قائلا "أنا لا هروح أقول نعم أو لا" لأن كلا الحالتين الأمر لن ينفعه بشئ، مؤكدا أن كل همه البحث عن لقمة عيش نظيفة لأولاده، وما يجرى فى الشارع من اعتصامات ومظاهرات لا يعرف عنه شيئا.
الحاج محمد السيد محمد على يعمل تاجرا بالأقصر بعدما قام بتبوير أرضه لأنه لم يجد المال الكافى الذى يصرف به على زرعه حسبما قال، مؤكدا أنه لن يذهب للاستفتاء، قائلا دستور الرئيس يمشيه على نفسه أنا دستورى لقمة العيش النضيفة"، منددا بغلاء الأسعار الواقع على البنزين والحرائق والمعارك التى تشهدها المحافظة من أجل الحصول على صفيحة بنزين.
وقال محمود السيد رضا عامل بمصنع حلوى من محافظة سوهاج أنه لا يعرف شيئا عن يوم الاستفتاء ولا يعرف شيئا عن مجانية التذاكر فى هذا اليوم، مؤكدا أنه لن يذهب للاستفتاء على الدستور لأن ما يريده الحكام يفعلونه فبماذا يفيد رأيه واصفا نفسه بالعبد الضعيف، متمنيا أن ينصلح حال البلاد للخير وينشأ أبناؤه ليجدوا وظائف محترمة حسب قوله.
مجدى ريحان على المعاش قال فى أسى أنا معاشى لا يكفينى أنا وأبنائى، وأبذل قصارى جهدى كى أوفر لهم عيشا كريما من عملى كسائق تاكسى بعد بلوغى المعاش حتى أزوجهم، وهذا الدستور لن يضيف لى ولأبنائى شيئا قائلا "بلا وجع قلب البلد خربانة من زمان ومحدش لاقى ياكل ولا فيه حاكم بيحس بالغلابة".
فيما اتجه فريق آخر للإدلاء بنعم للدستور دعما لاستقرار البلاد وإنهاء لحالة الفوضى على حد وصفهم، ومن بينهم سيد جاد الله 42 عاما، ويعمل ميكانيكيا بمصانع السكر كان متجها لمحافظة أسوان للإدلاء بنعم، مؤكدا أنه قرأ الدستور بالكامل ولم يجد فيه ما يستدعى الرفض، مشيرا إلى أن تمرير الدستور فى تلك المرحلة سيصلح حال البلد أكثر ويدعم الاستقرار.
أيده الرأى بدرى صابر34 عاما الذى يعمل سائقا وكان متجها إلى سوهاج، مشيرا إلى أنه لم يعلم شيئا عن مجانية التذاكر ولكن سيذهب للإدلاء بنعم، أيضا من أجل دعم الاستقرار.
أما محمد ثابت عامل بالحديد والأسمنت 20 عاما حاصل على دبلوم صنايع أكد أنه قرأ معظم مواد الدستور ولم يتفهم منها شيئا، قائلا إنه سيدلى بصوته لصالح الدستور وذلك بعدما كون صورة ذهنية عامة من خلال حديثه مع أهل المعرفة من جيرانه وأصدقائه وأكدوا له أن "نعم" تدعم الاستقرار والصلاح لحال مصر.
من داخل قطار "988" المتجه للصعيد ليلة الاستفتاء: أهالى الوجه القبلى ينقسمون ما بين مؤيد ومقاطع للدستور.. المقاطعون: دستورنا لقمة العيش النظيفة.. والمؤيدون: سنقول نعم دعمًا للاستقرار
السبت، 15 ديسمبر 2012 04:58 م