محمد أحمد دويدار يكتب: عذرا بن أخى عذرا

أيها الراقد فوق الثرى مبتسما..
أراك ضاحكاً رغم الموتِ مُنتشيا..
أراك ناظِراً فى أعيُن الناسَ مُنتظرا
منتظراً أبً يأتى أو أُمٍ ثكـلى
منتظراً يأتى أحد ولا يأتى أحدا
عجباً أنه لم يعرفك أحدا
عجباً وأنت تعرفنا فرداً فردا
أيها الثائر حقا.. عُذرا..
عُذراً ابن أُمى عُذرا.
فِتلك أمُنا مِصرا..
وهذا طبعها دوما...
تُنجِبُك كُرها.. وتُرضِعُكَ قَهرا..
وتُشبِعُك ظُلما... وتُهلِكُك فَقرا
وتَقُتلك غدرا وتتُركك تحت الثرى منفردا
عذراً ابن أمى عذرا.. عجباً أنه لم يعرفك أحدا
أيها الابن البار شكرا.. أحييتنا بعدما مِتنا دهرا
لم يعرفوك لأنهم.. غشيت أبصارهم.. فازدادوا جهلا
عذراً إبن أمى عذرا... فتلك أمُنا مصرا... وهذا طبعها دوما
تئويك غصبا.. وتُسقييك مرا.. وتُطعمك غضا.. وتُهملك عمرا
وتقتُلك غدرا ويضيع دمك بعد الموتِ هدرا.. عذراً ابن أمى عذرا...
أيها الثائر حقا.. أيها الصامت المبتسما.. لم تنهرها ولم تقل لها أُفا
لك الجنة أخى حتما وهم فى النار وقودها ولها حطبا
مت كى تُحييى أُناساً موتا..
فصبراً آلَ مِصرَ صَبرا.. صبراً اّلَ مِصرَ صبرا.. اّتٍ غداً بفجرا
وسيعرفون لك إسماً.. وسيعرفون لك وجها.. عذراً أخى عذرا
لن تسقط سهوا ولن يضيع دمك هدرا وأبداً لن تكون نكره
أيها الثائر حقا ............. عُذراً ابن أُمى عُذرا