ذكرت الكاتب الأسبانى "فرانسيسكو كاريون" بصحيفة "الموندو" إن الدستور الذى يستفتى عليه الآن فى القاهرة اليوم جاء بشكل غير عادل، وذلك لأن الدساتير لا تضعها الأغلبية، حيث قام الإخوان المسلمين بوضع هذا الدستور من جانب واحد فقط بعد أن انسحبت المعارضة من الجمعية التأسيسية، وهذا ما تجنبه رئيس الوزراء التركى رجب أردوغان فى وضعه للدستور.
وأوضح الكاتب أنه على الرغم من أن حزب أردوغان هو الحاكم فى تركيا، إلا أنه شارك 3 أعضاء من كل حزب من المعارضة فى وضع الدستور ولم ينفرد هو بوضعه.
وأشار الكاتب إلى أنه عندما أجرى أردوغان تعديل دستور عام 2011 قال "الشعب هو الذى أراد إجراء هذه التعديلات الدستورية للتخلص من آثار دستور الانقلابيين، لذا يتوجب التصويت لصالح هذه التعديلات"، أما ما يحدث الآن فى الاستفتاء حول الدستور فى مصر غير عادل وكان على مرسى اتباع خطى أردوغان لتحقيق تلك الديمقراطية المطلوبة.
وأوضح الكاتب أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر كانت مضطرة للعمل بشكل سرى فى السابق، لأنها كانت محظورة أما الآن فإنها تعمل أيضا بشكل سرى بالرغم من وصولها إلى الحكم.
ونقل الكاتب قول عبد المنعم أبو الفتوح العضو القيادى السابق فى الجماعة أن سقوط نظام مبارك أفسح المجال للأمل بأن يتخلى الإخوان عن منهجية "الغموض" التى واكبت نشاطاتهم طوال عقود من الزمن، فهم اليوم بحاجة إلى أن يدركوا بأن الديمقراطية ليست مجرد طريقة أو سبيل للوصول إلى السلطة، بل هى غاية فى حد ذاتها. وهذا ما يمكن وصفه بأن الإخوان بعد رحيل مبارك لم ينجحوا فى تشكيل حزب سياسى قادر على العمل بوضوح وبعيدا عن اتخاذ القرارات السرية والمفاجئة، ويقول معارضو الإخوان المسلمين إن "هؤلاء شكلوا جدارا من البراجماتية فى ظل حكم مبارك بغية التمكن من البقاء والاستمرارية".
وأشار الكاتب إلى أن الأزمة الحالية أعادت دور الجيش السياسى فى الشوارع المصرى خوفا من وقوع أى أحداث عنف أثناء الاستفتاء، بالرغم من أن موقف الجيش لا يزال غامضا إلا أنه لم يتخل عن دوره السياسى فى هذه الظروف التى تمر بها مصر، موضحا أن الحل الوحيد هو القليل من المواجهة والمزيد من الديمقراطية.
كاتب إسبانى: وضع "الإخوان" للدستور المصرى تم بشكل غير عادل
السبت، 15 ديسمبر 2012 06:58 م