رئيسة مركز ودرو ويلسون الأمريكى: مختلف الأطراف فى مصر فى حاجة إلى تعلم فن الحلول الوسط.. والمصريون بمختلف أطيافهم يمارسون السياسة أخيرًا وعلى واشنطن أن تقوم بدور المدرب وليس "الكابتن"

الجمعة، 14 ديسمبر 2012 02:07 م
رئيسة مركز ودرو ويلسون الأمريكى: مختلف الأطراف فى مصر فى حاجة إلى تعلم فن الحلول الوسط.. والمصريون بمختلف أطيافهم يمارسون السياسة أخيرًا وعلى واشنطن أن تقوم بدور المدرب وليس "الكابتن" مظاهرات
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لجين هارمان، رئيسة مركز ودرو ويلسون الدولى للعلماء، قالت فيه إن مختلف الأطراف فى مصر فى حاجة إلى تعلم فن الحلول الوسط، داعية الولايات المتحدة إلى أن تكتفى بالتوجيه والإرشاد دون التدخل فى مجريات الأمور فى البلاد.

وأوضحت الخبيرة الأمريكية أن استعداد المعارضة المصرية فى السماح بالاستفتاء على الدستور تمثل تصحيحا لمسار هام ومرحب به، فالدستور معيب والقرار الذى أصدره الرئيس محمد مرسى ليمنح به لنفسه سلطات واسعة ويضعه فوق القضاء، كان تجاوزا هائلا، إلا أن الاستفتاء على الدستور المقرر غدا السبت هو علامة على أن المصريين بمختلف آرائهم يمارسون السياسة أخيراً، ولا يكتفون بتنظيم الاحتجاجات، ويجب على واشنطن أن تتبنى هذا فى دورها المكتشف حديثا بتقييم الإرشاد والتوجيه دون التدخل،أو بعبارة أخرى أن تكون مدربا وليس "كابتن".

وترى هارمان أن حكومة مرسى كانت منيعة فى مسألة الدستور ومضت فى إكماله حتى بعد انسحاب 30% من أعضاء الجمعية التأسيسية، مضيفة " صحيح أن اللغة السائدة فى الدستور تخاطب المرأة والأقليات، إلا أن الصياغة الغامضة تترك مجالا لتراجع هائل فى حقوقهم".

ولم تعالج المعارضة المصرية الوضع بشكل أفضل كما تقول هارمان. فحتى وقت قريب كانت المقاطعات والاحتجاجات هى الأدوات الوحيدة التى يستخدمونها.

وتمضى الكاتبة فى القول إنها عندما كانت فى مصر الشهر الماضى، بعض أعضاء المعارضة اعترفوا صراحة لها أنهم لا يحبون السياسة، فى حين بدا أن آخرين يعتقدون أن نظام مرسى سيسقط وأن حكومة علمانية ستحل محله، لكن مرسى فاز فى انتخابات نزيهة، واستبداله بحاكم آخر يعد نوعا من الانقلاب الناعم سيكون صفعة على وجه كل مصرى حارب كثيرا قبل عامين من أجل أن يسمع صوته، ومع تفكير المصريين بجد فى الطريق الذى سيمضى بهم قدما، فيجب على واشنطن أن تفعل هذا أيضا. والآن أصبحت المعارضة فى اللعبة، ولا تقوم فقط بالحشد فى ميدان التحرير.. ويجب أن يكون التركيز عليها على المدى الطويل.

وترى هارمان أن كلا من الإسلاميين والليبراليين العلمانيين فى حاجة إلى تعلم أن التنازل أو الحل الوسط ليس بكلمة سيئة، بل فى الحقيقية المؤشر على أن الاتفاق جيد هو أنه يجعل كلا الطرفين غير راضين قليلا.

ولعل التحديات السياسية الدائمة فى الكابتول هيل تذكر بأن الديمقراطية فوضوية، كما تقول الخبيرة الأمريكية، لكن فى الولايات المتحدة يوجد ديمقراطية مرنة منذ 240 عاما، والتى ستنجو بالتأكيد من الأزمة المتعلقة بالديون.

لكن فى مصر، فإن الوعود التى قدمتها الثورة يمكن أن تختفى لو تم تهميش المعارضة، والمصرييون من كلا الجانبين فى حاجة إلى البقاء فى اللعبة السياسية، وعندما يتم التصديق على الدستور الجديد ستجرى انتخابات برلمانية فى غضون شهرين، وهذا يمثل فرصة للمعارضة للفوز بالمقاعد التى خسروها العام الماضى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة