بعد مخاض صعب وآلام لم تتوقف وآهات لم تنقطع ودماء سالت بعد أن اتسعت هوة الجرح أوشك الشعب المصرى أن يجنى ثمرة نضال طويل وكفاح مرير ضد ظلم طال أمده وفساد استفحلت جذوره فى كل المقرات والوزارات.
وتعنت واستبداد نال من كرامة المصرى الأصيل وأرغمه على الرضا بالذل والهوان.
ورغبات وأهواء تريد أن تعبث بقدرات الوطن وتسخر مصر كلها لمصلحتها وإلا فالحرق والإهلاك والخراب والدمار.
ونخبة فاشلة غاشمة سخرت أموالها لإقصاء الخير والفضيلة، وإغراق البلد فى بحر من الفتن لا تسكن أمواجه إلا بإراقة دماء المصريين واستنزاف خيرات بلدنا.
ومخططات دبرت فى ليل بهيم لإعادة صناعة النظام البائد بأى ثمن وبأى طريقة حتى ولو كان ذلك على حساب مصر واستقرارها.
أوشك الشعب المصرى أن يجنى ثمرة ثورة 25 يناير بتطبيق دستور يحقق آمال المصريين ويرفع عن كواهلهم تعبا وعناء دام سنوات عجافا.
دستور يهدف إلى مستقبل مشرق يكفل فيه الفقير ويقضى به على ظاهرة البطالة التى ضربت بيوت المصريين.
دستور يسكن الآلام ويوقف الأنات والآهات بإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها، وتطبيق العدل والإنصاف.
لقد أكدت ديباجة الدستور، على التمسك بمبادئ ثابتة، كان من أبرزها أن الشعب مصدر السلطات، وأن نظام الحكم ديمقراطي، وأن كرامة الفرد من كرامة الوطن، وأن الحرية حق.
كما نصت مبادئ الدستور، على المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع، وأن سيادة القانون أساس حرية الفرد، وأن الوحدة الوطنية فريضة، والدفاع عن الوطن شرف وواجب، والقوات المسلحة محايدة، لا تعمل فى السياسة.
وأخيرا فقد أكدت مبادئ الدستور الجديد، على ريادة مصر الفكرية والثقافية، بمفكريها وعلمائها، وأزهرها الذى يظل محافظا على اللغة العربية الخالدة، ومدافعا عن الشريعة الإسلامية الغراء، ومنارة للفكر الوسطى المستنير.
فهل آن الآون لشعب مصر أن يجد من يحمل همه ويسعى من أجل راحته وقضاء مصالحه؟
هل جاء الوقت الذى يعز فيه المصرى ويشعر أنه عزيز وله كرامة تصان؟
هل اقتربت ساعة يصبح لكل مصرى وجود حقيقى يصنع فيها تاريخ بلده، ويساهم بفكره وعقله وجهده فى تقدمها والرقى بها؟
أعتقد أنه قد اقترب كل من عانى شظف العيش وحرم من حقوقه أن يحيا كريما يتنسم عبير الحرية الحقة، وينعم بعيشة هنية كثيرا ما حلم بها تظله العدالة الاجتماعية بمبادئها وأصولها.
حفظ الله مصر وأهلها وجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
