لا شك أن الجدل الدائر بين القوى السياسية حول الدستور والاستفتاء عليه جدل عقيم، وكل طرف يدّعى أنه يمثل الشعب المصرى حصريًا، وكما قال الشاعر: كَلٌّ يَدَّعـى وّصْـلاً بـلَيـْلَى ولـيلى لا تُقْـرُ لهـم بذاكـا. نعم كل طرف يؤكد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وغيره على ضلال مبين، بل وصل الأمر ببعض نخبة الدعوة إلى استبعاد الأميين من الاستفتاء، لأنه يتم التأثير عليهم بالزيت والسكر. ألا يعلم هؤلاء أن مُعلم البشرية كلها كان أميًا صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يكن جاهلا، فالشعب المصرى شعب زكى، ويعى ما يدور حوله، وإذا لم تصدقنى فعليك أن تجوب نجوع مصر لترى أن العمال والفلاحين والبسطاء من الناس قد يفهمون أكثر منى ومنك، فلا يصح أن نستخف بهذا الشعب العظيم.
ومن ثمّ أقول للشعب المصرى العظيم، جاء دورك.. جاءت مهمتك، فلتقل لهم إنك صاحب الكلمة، وصاحب السيادة، وصاحب الحق الوحيد فى اختيار طريقك بنعم أو لا على الدستور الذى سيكون خريطة طريق لنا جميعًا، فلا تدع لأحد - مهما كان شأنه - أن يسلبك حقَّك فى التعبير عن رأيك، فهذا حق دستورى لك، لا تفرِّط فيه، فهناك من يتربص بك فى الداخل والخارج. فى الداخل البعض يدَّعى أنه يفهم ويعى أكثر منك وينوب عنك، والبعض الآخر يهمِّش دورك ويسىء إليك، وآخرون ربما يشغلونك ببعض الأمور التافهة، ويصرفونك عن الأمور الأساسية التى تشغلك، ويستخدمون فى ذلك آلة الإعلام الخطيرة فى تصوير الأمور حسبما يريدون. وفى الخارج هناك من يرى أنك شعب ضعيف لا تبالى، ولا تهتم بالسياسة، ويريد أن يجعلك ضعيفًا فى كل شىء، محتاجًا لهم فى جميع الميادين، ويوظِّف البعض فى الداخل لتمرير أجندات مشبوهة.
أقول: لا تسمح لأحد من الداخل أو الخارج أن يشكِّلك كيفما شاء، ويصنع بك ما يريد، فالضمانة الوحيدة الآن هى توجُّهك لفرض إرادتك على الجميع، صوِّت بما تشاء وفوِّت الفرصة على هؤلاء جميعًا، بذهابك وحرصك على الإدلاء بصوتك، ولا تكتفِ بذهابك فقط، ولكن ادع كل من تعرف، رجالاً ونساءً، شبابًا وشيوخًا، حدد مستقبلك، واختر ما تراه مناسبًا لك، واختر الطريق الذى يحفظ لك ولمصرنا كرامتها، كن فاعلاً.. تحرَّك بين الناس، وعلى كل واحد منا أن يوضِّح لمن يعرف حقوقه، وطريق التصويت بكل الوسائل القانونية. دافع عن نفسك، ولا تدع لحفنة من البلطجية وأعوانهم أن يسلبوا فرحتك بتحقيق حلمك، والتعبير عن رأيك بحرية ونزاهة. علينا أن نكون يدًا واحدة، لا فرق بين مسلم ومسيحى، فكلنا نسيج واحد، ولا نسمح لأحد أن يزرع الفتنة بيننا، لأن هذه الفتنة فى الأساس مصطنعة. لا داعى للخوف، فقد ولَّى زمن الخوف والقهر والاستبداد. هيَّا بنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح، فقد حان أن نتحرك ونسير بإرادتنا لا بإرادة غيرنا، هيَّا إلى البناء والإنتاج، هيَّا إلى بناء مصرنا الحديثة التى نريدها أن ترقَى بأفكارنا التى تعبِّر عن هويتنا وحضارتنا الثقافية، مصر الثورة التى قضت على الطغاة والمتجبرين، وستظل مرفوعة القامة بين العالم، رغم كيد الحاقدين والمتربصين.
عدد الردود 0
بواسطة:
كمبل
كل طرف يؤكد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة،
عدد الردود 0
بواسطة:
د/محمود
الحقيقة المطلقة
الاسلام هو الحل
القران دستورنا
الرسول زعيمنا