عكس كل التوقعات وفى أجواء تتناسب مع الطقس البارد للغاية فى بلاد الساموراى، يأتى اهتمام الشعب اليابانى ببطولة العالم للأندية المُقامة حاليا فى اليابان، فرغم أن البطولة وصلت مراحلها النهائية، حيث تُقام المباراة النهائية يوم الأحد المقبل إلا أن الشارع اليابانى لم يتجاوب إطلاقاً مع البطولة حتى قبل خروج فريق هيروشيما ممثل الكرة اليابانية على يد الأهلى بعدما فاز الأخير فى المباراة التى جمعتهما الأحد الماضى بهدفين لهدف.
خلال جولة "اليوم السابع" التى رافقنا فيها مواطن يابانى يتحدث العربية، حيث كان يدرس فى جامعة القاهرة قبل نحو 20 عاماً، ومن اللافت للنظر أن الجماهير لم تُلقِ اهتماما بالبطولة ولا بالفرق المشاركة فيها، فلم نشاهد إعلانات البطولة فى مدينة "ناجويا" التى استضافت مباريات الدور الأول قبل أن تنتقل المنافسة فى الأدوار التالية للعاصمة طوكيو، واقتصر الأمر على إعلان واحد أو اثنين وهو ما لا يتناسب مع بطولة عالمية تضم أندية عملاقة مثل تشيلسى الإنجليزى وكورينثانز البرازيلى ومعهم الأهلى صاحب المشاركات الثلاثة من قبل فى مونديال الأندية.
الجمهور اليابانى لا يحرص على متابعة البطولة فى "الكافيهات" أو الأماكن العامة كما هو الحال فى مصر أو فى أى دولة أخرى تُنظّم بطولة كبرى كمونديال الأندية، بل أن الغريب فعلاً أن الجماهير اليابانية أبدت اهتمامها بالحديث عن أحوال مصر السياسية أكثر من حرصها على الحديث عن الأهلى المُشارك فى البطولة للمرة الرابعة فى تاريخه.
أكثر من مواطن يابانى التقت بـ"اليوم السابع"، وأكد أنه لا يعرف شيئاً عن الأهلى ولا عن الكرة المصرية، لكنهم طرحوا عليناً سؤالاً: ماذا عن أحوال مصر بعد الثورة ؟! وهناك من سألنا: هل فعلاً هناك ما يشبه الحرب الأهلية فى مصر كما يصوّر لنا الإعلام العالمى ؟ وبالطبع أكدنا له أن الأمر لم يصل لهذه الدرجة من السخونة.
فى الوقت الذى غابت فيه الكرة عن ناجويا مدينة البطولة وحضرت السياسة، كانت هناك مشاهد لافتة للنظر مثل سماع صوت المطربة الراحلة فايزة أحمد فى إحدى المحلات وعندما سألنا قال لنا صاحب المحل: أسمع فايزة أحمد لأن شريكه فى المحل مصرى يُدعى مُسعد ويعشق هذه المطربة!
وفى الجولة ذاتها اكتشفنا أن الشعب اليابانى يعرف عن مصر حضارتها وتاريخها وتراثها وسألونا كثيراً عن الأهرامات والملكة كليوباترا، ثم وجدنا إحدى المحلات تضع صورة كبيرة مرسوم عليها تمثال "توت عنخ أمون"، وفى مدينة "ناجويا" لا توجد محلات عربية كثيرة وأن كان أشهرها مطعم مغربى يقدم وجبات عربية بمواصفات إسلامية.
بقى أن نذكر أن ناجويا إحدى أهم المدن السياحية فى اليابان، والمنطقة المحيطة بناجويا تعد مركزاً على أعلى مستويات التطور لصناعة السيارات وصناعات أخرى، وتُعد قلعة ناجويا رمز المدينة وتم بناؤها عام 1612 قبل أن يتم تدميرها فى 1945 أثناء القصف الأمريكى بالحرب العالمية الثانية.
ناجويا مدينة مونديال الأندية.. لا تعرف الكرة المصرية.. وتسأل عن الثورة وكليوباترا.. والشعب اليابانى يتحرى عن حرب أهلية بمصر.. وصوت فايزة أحمد "يدوى"
الخميس، 13 ديسمبر 2012 04:43 ص