إنها البدايات المرتبكة..كيف كنا سنصل للنهاية المطلوبة فى ظل البدايات الخاطئة.. أقول ذلك وأنا أشاهد شعباً يشعر بضياع ثورته وهو الذى لم يجد نفسه فى منتج هذه الثورة.. أقول ذلك وقد كدت أن أصاب بالإحباط من خطاب السيد الرئيس وأنا أشاهد خطابا تقريريا عن عدد المصابين والقتلى يصلح لأن يلقيه على مسامعنا رئيس الوزراء أو وزير الصحة لا أن يلقيه رئيس جمهورية يمر وطنه بأوقات عصيبة.. كنت أنتظر خطابا لـ"لم الشمل" والخروج بالوطن من هذا المنزلق الذى يدفعنا إليه الجميع بلا استثناء حكومة ومعارضة وفلولا...فالرئيس وضع وطنه على المحك... بين انقسام إذا استمر بنفس سياساته هذه وبين انهيار إذا رحل.. ولولا بصيص الأمل الذى طرحه سيادته فى نهاية خطابه وتلقفته بعض القوى السياسية لربما زادت الأمور سوءاً... مبادرة أنتجت إعلانا دستوريا جديدا حتى وإن رفضته بعض القوى السياسية.. وحتى إن كان أيضا تحصيل حاصل لمسار خاطئ لكنه أضاف بعض الوضوح للمشهد السياسى المعقد والمرتبك بتحديده ماذا بعد نعم وماذا بعد لا فى الاستفتاء على مشروع الدستور..أقول ذلك بعد أن شاهدنا استقالات بالجملة من مستشارى الرئيس وحالة من التخبط فى التصريحات جعلت الجميع يتساءل بالفعل أين يصنع القرار الرئاسى بل كيف تدار مؤسسة الرئاسة بل وأين الحكومة من هذه الأزمة.. لكنى لا أفهم كيف لم تكن الرسالة واضحة أمام سيادته منذ فترة... فنحن بالفعل ليس أمام حراك سياسى صحى وإنما أمام أزمة وفتنة تدفعان الشارع المصرى كله لمزيد من الانقسام والاحتقان والذى لا يمكن معه بأى شكل من الأشكال تجاهله والمضى قدما نحو الاستفتاء الدستورى حتى لو كان هذا الدستور من أعظم الدساتير التى وضعتها البشرية... حقا كنت أتمنى أن يكون مشروع الدستور وثيقة تحتفل بها الثورة لا أن تصبح سببا فى انقسام شعبى...ثورة أضحت فى مفترق طرق بعد أن حادت عن مسارها.. وبعد أن زادها بالفعل هذا التعصب انحيازاً..وبعد مبادرة تأخرت كثيرا فأصبحت هذه الخيارات الصعبة أمام شعب كان يتمنى فقط أن يلتقط أنفاسه.. أنفاسه التى أنهكها نظام فاسد وثورة لم يستطع قائموها على الاتفاق على رؤية واضحة... حقا لك الله يا مصر.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة