تنازلوا كثيرا أيها الثوار
لأن من يقطف الثمار ليس أنتم
بل من يمسك بعدكم بالزماما
انتبهوا للوداعة وكونوا كالحماما
فغدا سيتفاوض الكبار معلنين السلاما
وغدا ستجف دمائكم
على أسفلت الطرق
كقطرانة الأسود
الذى تصدع قبل الأوانا
وتجف الدموع فى شوارع الوجوه
وتذبحون كقربان للأثاما
وتصيرون فقط رمزا جامدا كالأصناما
انتبهوا كثيرا لأحلامكم
وادعوها أحلام يقظة
أو بالكاد أضغاث أحلاما
حافظوا على شبابكم
فمذبحة القلعة قضت على مماليك عظاما
فهناك من يقايض أعماركم بالمال الجم
وهناك فى آخر المنتهى
مصالح ولوائح وبنود ذم
استفيقوا لشبابكم
واخلدوا إلى حبيباتكم
وارتكنوا إلى طفل أو اثنين
فمهما دفع المقايضون تعويضا لأسركم
ستحصده الضرائب والديون والهم
تراجعوا خلف الأسوار
فلقد قص بدمكم الشريط فى الحوار
بين العرب وأبناء العم
توخوا الحذر فقد يغنى عن القدر
الذى رسم على الموائد المستديرة
والذى باركته الأمم المتحدة
والمحكمة الدولية المستنيرة
سمى الميدان تحريرا لمن
وقد أتى الهكسوس
والبوذيون والرومان
شيد المتحف المصرى لمن؟
صدر المرسوم الرادع لمن؟
سن قانون الطوارئ لمن؟
انتبهوا قليلا أيها الشهداء
ففى المساء
حينما تسرى أرواحكم
حلوة كالعسل
راقية كآية قرآنية
ناعمة كقصيدة غزل
رائحتها مسك
وملبسها مخضوبا بالدماء
عندما تزور أرواحكم المكان ستضل
لأن الميدان صار جندا فى ميدان فى دولة الحاكم
تحسبوا وقولوا حسبنا الله
فربما ردت حقوق إلى أهلها
و لم تتهدم بيع وصوامع بدفع الله الناس بعضهم لبعض
أنتم يا من لم تفرون يوم الزحف
أنتم يا من اشتريتم الموت لتوهب لغيركم الحياة
أنتم يا من خرجتم بأنفسكم وأموالكم
فما ارتددتم منها بشىء
ألف تحية وسلام
وعناقا يقطر حبا وحرقة وغرام
أنتم أيها الشىء النبيل الجميل
المستعصى على النسبية
المغرق فى الحقيقة
أفاض اللهم عليكم من حنانه
وأسكنكم فى فسيح جنانه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة