أغلب الأحزاب فى مصر لا تملك قاعدة شعبية وحتى عندما تتحد وتتآلف فإنها تفقد خصوصيتها بفرض أن المبادئ الحزبية مستقلة عن غيرها، والمستقبل السياسى يتطلب بناء قواعد حزبية قوية يلتف حولها الجماهير تملك القدرة على المنافسة مع التيارات الإسلامية القوية، وهذا التنافس المنشود يبقى دائما فى صالح الوطن.
لقد ملأت الأحزاب الورقية الضعيفة الدنيا ضجيجا واعتراضا على الإخوان وتناسى هؤلاء أن التنظيم والالتزام أساس النجاح فى كل الأمور، إن مشروع الدستور الجديد يمنح لأغلبية ثلثى نواب مجلسى الشعب والشورى سلطات واسعة تصل إلى القدرة على تعديل مواد الدستور ذاته، لذلك يجب ألا تصل أعداد أى حزب منفردا إلى الثلثين حتى لا نضع الصلاحيات كلها لحزب واحد و يصبح التنوع داخل مجلسى الشعب والشورى فى صالح الوطن والمواطن.
إن القوى الوطنية والحزبية فى مصر تملك برامج اقتصادية واجتماعية متميزة، ولكنها لم تستطع حتى الآن أن تؤلف حولها القلوب وأن تجذب إليها السياسيين وأن تحشد المواطنين، إننى أرجـو كافة القوى الوطنية أن تعيد ترتيب البيت بدلا مما نراه الآن من نقد وتشكيك وتخوين.
ومن الطريف أن نتيجة الاستفتاء سواء بالموافقة أو الرفض لن تغير من حجم الأحزاب وقوتها لأن الأحزاب بدلا من أن تنشغل بحشد الأعضاء والمؤيدين، راحت تركز على سوءات الآخـر وتعيش على أمجاد الماضى.
ولا يخفى على أحد أن الأغلبية فى كل الديمقراطيات لها النصيب الأكبر من السلطة والمؤسسات، إننى أدعو كل القوى السياسية إلى السعى لاجتذاب الشباب الذى يرغب فى الانخراط فى العمل السياسى، وأن تكون الحصة الأولى فى معنى الديمقراطية وأن يكون الدرس الأول فى فن الإقناع لضم الشباب إلى الأحزاب بدلا من الفوضى والخراب.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر سلام المطيرى
مقال رائع