قبل أن تغرق البلاد يا دكتور مرسى

أعتقد أنه بزيادة ما يحدث لنا فى مصر.. المواطن وصل إلى ذروته والشارع أصبح على صفيح ساخن والحرب الأهلية بدأت بالفعل والضحايا سقطوا، سواء كانوا من فريق المعارضين أو من فريق الإخوان المؤيدين، الأزمة تفاقمت وعدنا جميعاً إلى المربع صفر وكأننا لم ننتخب رئيساً للجمهورية!

السيد الرئيس محمد مرسى اسمح لى أن أقول لسيادتك أنك السبب الرئيسى فى هذه الأزمة التى تتعرض لها البلاد، فقد ذكرتنى بالرئيس السابق حينما كان يرفض أن ينفى توريث نجله جمال مبارك الحُكم!! فأنت أيضاً لا تريد أن تنفى عن نفسك ارتباطك بمكتب الإرشاد، وكأن هذا المكتب أهم من جمهورية مصر العربية! ألوم عليك يا سيادة الرئيس فى اختيارك للحكومة التى من المفترض أنها تدير مصر فى أحلك الظروف لتخرج بها من أزمة حقيقية، هل تستطيع سيادتك أن تذكر لنا إنجازاً واحداً لحكومة قنديل؟! ألا تتفق معى أنهم يساهمون بقدرٍ كبير فى إشعال الموقف بشكل غير مباشر؟! أى عقل يقول أن تكون البلاد على شفا ثورة ثانية وتخرج علينا هذه الحكومة المائعة بقرارات زيادة فى أسعار خمسين سلعة؟! وبعد ساعات قليلة تعود فى بعض قراراتها؟! أى هواة يعملون معك يا سيادة الرئيس؟! هل تستطيع أن تعطينى مبرراً واحداً لظهور المهندس خيرت الشاطر عبر قناة الجزيرة مباشر، وكأنه نائب لك ويبدأ فى إلقاء خطبة عصماء وتصور لمستقبل مصر ويلقى بالاتهامات، مستنداً إلى تسجيلات للإعلاميين لكواليس القنوات، وكأنه رئيس جهاز أمنى خطير، متناسياً أن الشارع فى حالة استنفار منه ويشبهونه بالمهندس أحمد عز رجل النظام السابق، هل تتفق معى على أن اعتلاء المرشد منبر الأزهر الشريف الجمعة الماضى يزيد احتقان الشارع المحتقن أساساً؟! ألم تدرك يا سيادة الرئيس أن ظهورك بالحوار التليفزيونى الأسبوع قبل الماضى قد أفقدك الكثير وما زاد من الطين بلة «كما يقولون بالأمثال الشعبية» خطابك الأخير الذى تضمن اتهامك لبعض المقبوض عليهم بأنهم اعترفوا فى التحقيقات بتلقيهم أموالا لإثارة الفتنة!! وفى اليوم التالى تأمر النيابة بإخلاء سبيلهم لعدم الشبهة فيهم!! ألا تدرك أن اعتصام صفوت حجازى ورجاله أمام المحكمة الدستورية العليا قد أساء لك أولاً؟! ألم تُدرك أن خروجك لمؤيديك أمام الاتحادية أثار انتقاد الجميع؟ لأنك فضلتهم على ذويهم بالتحرير وأنت رئيس للجميع!! ألم تُدرك أن المعارضين حينما نزلوا ضدك أمام الاتحادية لم تحدث إصابة واحدة، بل حدثت الإصابات ونزفت الدماء وسقطت الضحايا عندما نزَل مؤيدوك؟! ألم تُدرك أن استقالة مجموعة من مؤيديك قد أضعفتك أمام الرأى العام؟! ألم تدرك أن مصر أصبحت فى حالة انقسام واضح وأنك بكل خطاباتك تؤكد على الفُرقة بيننا؟!

السيد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى صدقنى لازالت الفرصة معك فى لَمِ شمل المصريين جميعا حولك، والحل بسيط وسهل للغاية وهو باختصار يكمن فى المصالحة الوطنية «ارجع إلى الرئيس نيلسون مانديلا»، يا سيادة الرئيس النجاح الحقيقى لك أن تأمن معارضيك أولاً ثم مؤيديك وإن أردت أن تأمنهم فعليك بتأجيل هذا الاستفتاء وسماع مطالبهم كافة، كرئيس لكل المصريين، ومن ثم تأخذ قرارك بحِكمة وبهدوء لتمر بالبلاد من أزمة قد تطيح بك وتزيد من حالة الفوضى وتغرقنا فى بحر من الدماء..

اللهم بلغت اللهم فاشهد.