لقد آن الأوان أن نتحد جميعا على كلمة سواء وأن نجمع شملنا ضد الأعداء، وألا نتفرق إلى فرق وشيع وأحزاب، فالفرقة ضعف والاتحاد قوة ورخاء، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، صدق الله العظيم، فهذه الأحزاب المختلفة التى أراها فى كل مكان تفرق المسلمين، والله قد أمر بالاجتماع والتعاون على البر والتقوى ونهى عن التفرق والاختلاف، ويقول النبى عليه الصلاة والسلام: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال رسولنا الكريم أيضا (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من غضب لعصبية) رواه مسلم.
إن الله يريد منا أن نكون جميعا حزبا واحدا لنكون يدا واحدة قوية نبطش بها على أعدائنا وأعداء الدين ويكونوا هم المفلحون وهم المنتصرون بأمر الله، وكما حدث فى 25 من يناير والذى عرف الشعب يومها طريق النجاح والوصول إلى أهدافه.
واعلموا أن التعصب لحزبيات مختلفة يسبب رفض الحق الذى مع الآخرين، وكأنهم يريدون أن يجعلوه بديلا عن الإسلام الذى من الله به على البشرية كلها، فإذا قابلت أحدا تقول له أنت تبع حزب من؟ وكأنك تقول له هل أنت مسلم أم لا؟ هل يعقل هذا أن تتردد وأنت تقول أنا مسلم فقط ولا أتبع إلا الله وحده ولست تبعا لأى حزب، هل وصل بنا الحال إلى هذا الحد، فكيف تطلبون من الله أن يكون لطيفا بكم ورحيما عليكم وأنتم لم ترحموا عباده ولم تتراحموا بينكم فيكون العقاب أشد من الله عليكم فارحموا أنفسكم من عذاب جهنم إن عذابها كان غراما أعدت للمشركين الذين لا يعملون بما أنزل الله، وكل هدفهم ما يحصلون عليه من هذه التوجهات الحزبية والمنافع الدنيوية التى يستفيدون منها فهل تغنهم عن الآخرة ونعيمها.
فيا شباب مصر يا من تحبون مصر وتفدونها بأرواحكم ودمائكم وتغضبون على من يسىء إليها كيف تتركونها فى هذه الفوضى باختلافكم، ولماذا لا تتحدوا وتقدموا لمصر خير ما عندكم ألا تستحق مصركم ذلك، أم الانتقام أصبح مذهبكم وعقيدتكم أرجو أن تتركوا أهواءكم وميولكم الآن فإن مصر تضيع من يدكم جميعا وستقع فريسة سهله فى يد عدوكم أترضون لمصر ذلك؟ فكروا جيدا فى صالح من ما يحدث الآن؟ ألم ترتضوا سابقا بحكم الإخوان فما الذى يغضبكم الآن؟ أعطوا رئيسكم فرصة ليظهر لكم جميعا حسن نواياه لكم، وإذا ظهر لبعضكم خلاف ما وعدكم به كما يحدث الآن فلا تنقسموا وعليكم أن تحتكموا لصندوق الانتخابات مرة أخرى بعد أربع سنوات، فأنتم من اخترتموه رئيسا لكم فعليكم تحمل المسئولية التى وافقتم على تحملها واحترام الانتخابات، ونأمل أن تكون الأمور قد استقرت أكثر من ذلك فلم العجلة أتستعجلون على خراب مصر ودمارها وحرقها على يد أعدائها؟ أم أعمارها ووقوفها على قدميها أمام دول العالم الكبرى؟ وهل بذلك يحترمكم العالم بعد أن أشاد بكم وبدوركم العظيم فى رفع الظلم والضرب على يد كل فاسد مهما كان مركزه، لكم الخيار، فماذا تختارون؟
أرجو أن تفكروا جيدا بأنكم تقدمون مصر على طبق من فضة لأعدائها وتحققون لهم ما يريدون ويخططون، وحتى ولو كنتم ترون أن معكم الحق فى التظاهر من وجهة نظركم أرجو أن تعدلوا عنها الآن لصالح مصر والدول العربية الأخرى التى تستنجد بمصر وتراها أملها الوحيد فى الحصول على حريتهم من يد العدو الغادر الذى لا يعرف الرحمة ولا يفرق بين أحد رجال كانوا أو صغارا شيوخ أو نساء.
ويا رجال مصر ومفكريها وعقولها المفكرة المستنيرة أين حكمتكم وكلماتكم الهادفة والتى تهدف إلى شىء واحد وهو الاتحاد على كلمة واحدة وألا تختلفوا ويكون قراركم واحد، فرأيكم شورى بينكم فلما لا تتشاورون مع بعضكم البعض، وتتخذوا قراراتكم الهامة وتعملوا على تحقيقها بقوة الفكر والنصح والإرشاد والتوجيه للغير أليس هذا دوركم الذى سيحاسبكم الله عليه يوم القيامة؟ وأنتم من يلجأ الناس إليكم عند فزعهم فكيف تتركونهم هكذا بدون أى معرفة ووعى ويتخبطون فى قراراتهم، ولا يعرفون ما يدبر لهم فى الخفاء أليس هذا دوركم؟.
ويا قضاة مصر وأقول يا قضاة مصر لأنكم تحكمون بالحق وحلفتم على ذلك وبشريعة الله هل قصرتم فى تطبيق الشريعة حتى يطلب منكم تطبيقها الآن؟ وهل تعملون إلا لله وتطبيق شريعة الله فى أرضه؟
وإذا لم تكونوا قد قصرتم فى أداء رسالتكم وتشهدون الله على ذلك، فكيف تعتصمون الآن؟ وتتركون عملكم الهام وتتركون مصركم الحبيبة لتقع فى يد عدوها ويعمها الفوضى والخراب وأنتم تعلمون أهمية الدور الذى تقومون به وحسابكم عند ربكم إذا أهملتم مصر، ولماذا لا تتركون عنادكم هذا جانبا الآن حتى ولو كان للحفاظ على كرامتكم، فإن ذلك فى مصلحة مصر وشعب مصر, أليسوا هم أهلكم ومصلحتهم مصلحتكم وكرامتهم من كرامتكم، أرجو أن تفكروا جيدا لمصلحة من ما تقومون به الآن؟ حتى ولو لم تكونوا راضين على ما يحدث من أحداث، وترونها الفساد بعينه، فلا تتركوا عملكم أبدا، وارجعوا كى تنقذوا مصر وهذا دوركم الحقيقى فلا تقصروا فيه كى لا يحاسبكم الله عليه، يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولو كان لكم اعتراضا على الدستور فيمكنكم أن تحلوها بطرق أخرى حتى يأتى الله بالفرج مما تعانون منه، واعلموا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فأحسنوا عملكم وجاهدوا بآرائكم حتى تحصلون عليها بإذن الله.
ويا فتيات مصر ونساءها يا من كانت لكم دور هام فى ثورة 25 من يناير وثورات سابقة فلا تحطموا ما صنعتم بأيديكم وبكثرة التظاهرات والخروج إليها بدون سبب واضح، فهناك من الحلول الكثيرة والعمل الجاد لكى نبنى مصرنا الحبيبة ونحافظ به على شرع الله الذى فيه الخير لنا ولآخرتنا، ويا كل فئات الشعب المصرى باختلاف طوائفه، وأنواعه، ارجعوا إلى رشدكم فعدوكم لا يريد أكثر مما تفعلوه الآن يريد بكم الفرقة والاختلاف والاعتصامات وألا تجتمعوا على كلمة سواء، فلا تعطوه ما يريد باختلافكم وسلبيتكم التى تعودتم عليها من العصور السابقة، فالعدو يعرف طريقه ويعرف كيف يصل إلى بلدكم الحبيبة مصر فلا تعطوه هذه الفرصة باختلافكم، واتحدوا قبل فوات الأوان.
ويا رئيس مصر كن رئيسا لجميع شعب مصر ولجميع طوائفه وفئاته وطبقاته وأشعرهم بذلك، وبحبك وتعاطفك وتقديرك لهم جميعا، وشاورهم فى الأمر فالأمر شورى بينكم فما زال الأمر بيدك ثم بيد الله، وإن تنصروا الله فلا غالب لكم، فاعمل لله وبالله تنتصر على أعداء الله، وأدعو العرب إلى أن يتحدوا جميعا، لأنه بوقوع مصر يقعوا جميعا دولة تلو الأخرى وإنى أخشى على كل العرب فمصيرهم معروف إذا لم يقفوا مع مصر الآن لن ينفعكم شيئا غدا، فاتحدوا ضد عدوكم وهو معروف لديكم ولا تخبئوا رؤوسكم كما فعل غيركم فيأتى الدور عليكم، فإن عدوكم لا حدود لأطماعه ولا يوقفه أحدا، إلا إذا اتحدتم جميعا أيها العرب لتقفوا وتقولوا له لا قف فإن الله معنا ومؤيدنا و قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) الآية 7 سورة محمد صدق الله العظيم.
