ننشر كلمة سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر بمناسبة الفوز بجائزة نوبل

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 02:59 م
ننشر كلمة سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر بمناسبة الفوز بجائزة نوبل جائزة نوبل - صورة أرشيفية
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننشر كلمة جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى بمناسبة فوز الاتحاد بجائزة نوبل، التى ألقاها مساء أمس الاثنين من مقر إقامته بحضور عدد من سفراء الدول الأوروبية والعربية. فإلى نص الكلمة:


نجتمع هنا للاحتفال بتسلم جائزة نوبل فى أوسلو اليوم، وأود أولا وقبل كل شىء أن أعلن عن حضور زملائى من ٢٦ سفارة أوروبية فى مصر، وكرواتيا أيضا، التى ستنضم للاتحاد الأوروبى فى العام القادم وزملائى من وفد الاتحاد الأوروبى لدى مصر، فكلنا هنا جزء من هذا الحدث.

وربما تذكرنا كرواتيا بالسبب الذى جعل لجنة نوبل تتخذ هذا القرار، فمنذ عشرين عاما خاضت البلاد صراعا رهيبا أدى إلى وفاة ٢٠٠٠٠ شخصا ودمر ربع اقتصادها.
وكما حدث بعد انتهاء الحرب عام ١٩٤٥ نهض شعب مرهق وملطخ بالدماء ليخرج إلى دائرة الضوء باحثا عن الأمل. ولجأوا لأوروبا، وطنهم القارى والثقافى، وبعد عدة سنوات من العمل معا على إرساء أسس التحول الديمقراطى والإصلاح الاقتصادى، ستنضم كرواتيا كدولة ديمقراطية ومزدهرة وسلمية للاتحاد الأوروبى فى غضون نحو ستة أشهر من الآن.

وهناك آخرون من مصابى تلك الحروب التى اندلعت فى التسعينات ممن يعملون على الانضمام للاتحاد الأوروبى أيضا. أصبحت سلوفينيا بالفعل دولة عضو بالاتحاد الأوروبى، ونأمل أن يتبعها قريبا كل الدول الأوروبية الأخرى المرشحة فى المنطقة، ولكن بينما نحن الأوروبيون فخورون بتسلم هذه الجائزة العظيمة، فسيكون من الخطأ أن ندعى بأن الاتحاد الأوروبى هو السبب الوحيد فى إرساء السلام والرفاهة فى دول البلقان أو بالفعل فى أوروبا ككل، فنحن هنا فى حاجة إلى نفحة من التواضع.

والمشروع الأوروبى هو خلاصة عمل مجموعة بارزة من السياسيين ذوى الرؤية والقادة أمثال مونيه وشومان.

ولكن ما كان ليكتب النجاح لهذا المشروع أبدا بدون مجتمعنا المدنى القوى أو بدون دعم حلفائنا فى وقت الحاجة، وفوق كل ذلك، فى الفترة التى أعقبت الحرب العالمية الثانية حينما لعبت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الدور المستنير لمساعدتنا فى الوقوف على أقدامنا مرة أخرى.

ولا يمكننا أبدا أن نأخذ إنجازنا على أنه أمر مسلم به، فتأمين وتقوية أوروبا يحتاج إلى عمل جاد ومستمر، خاصة فى هذه الأوقات العصيبة التى نحاول فبها يمكن التغلب على الأزمة الاقتصادية فى الداخل. إن الفوز بهذه الجائزة يعد بمثابة دعوة لقادة أوروبا لمضاعفة مجهوداتهم والمضى قدما فى العمل الذى أنجزه أسلافهم.

ونود أن نظن أن خبرتنا يمكن أن تكون مفيدة للآخرين، وأعلم أن هناك الكثيرين هنا فى مصر وفى بلاد أخرى حريصون على استلهام هذه الخبرة. ونلبى هذا الحرص بألف طريقة مختلفة، سواء كان ذلك من خلال برامج التوأمة، أو نقل التكنولوجيا، أو التعاون العلمى، أو التعاون مع المجتمع المدنى، إلخ... ولكن، مرة أخرى، التواضع مطلوب. وستجد مصر والمنطقة طريقها نحو التقدم للأمام، وبينما نريد أن نعمق شراكتنا، لابد أن نحترم ذلك.

وأخيرا، إنه لمن الملائم أن تأتى الجائزة فى اليوم العالمى لحقوق الإنسان، ورسالة هذا العام هى التضمين وحق المشاركة فى الحياة العامة، وهى بالتأكيد فكرة أساسية تلاءم الأحداث الجارية فى مصر، حيث يجتهد المصريون من أجل التحول الديمقراطى، وأنتم تعلمون أننا ندعم بقوة هذا المجهود التاريخى ونتمنى لهذا البلد العظيم كل الخير فى الأسابيع والشهور القادمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة