المالكى يدعو المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل وإجبارها على الالتزام باتفاقيات الأسرى

دعا رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى، المجتمع الدولى إلى القيام بمسؤولياته فى الضغط على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى ومنها اتفاقية جنيف.

جاء ذلك فى كلمة لرئيس الحكومة العراقية خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب فى السجون الإسرائيلية الذى يعقد فى العاصمة العراقية بغداد.

وقال المالكى "إن المجتمع الدولى عليه أن يتحرك بفاعلية إلى جانب المنظمات الحقوقية العالمية والصليب الأحمر الدولى ومنظمات حقوق الإنسان لتحمل مسؤولياته ليس فقط من أجل تحرير الأسرى والمعتقلين بل لفك الأراضى الفلسطينية من الاحتلال وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى الذى انتهكت حقوقه واغتصبت أرضه".

ودعا المالكى المجتمع الدولى إلى الضغط على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى ومنها اتفاقية جنيف، مشيرا إلى أنه لم يعد مقبولا على الإطلاق أن يقف هذا المجتمع مكتوف اليدين إزاء معانا الأسرى والمعتقلين ، فى وقت يعلن تعاطفه وانحيازه إلى جانب تطلعات الشعوب العربية
فى إسقاط الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية.

واعتبر المالكى أن التحولات الكبيرة والجذرية التى تشهدها المنطقة العربية على مدى العامين الماضيين، تدعو لإجراء مراجعات سريعة وجوهرية فى النظام العربى وهيكلية لعمل العربى المشترك، مطالبا جامعة الدول العربية بـ"التعاطى مع تلك الشعوب بما يخدم مصالحها وتطلعاتها إلى الحرية والديمقراطية .

وأكد رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى فى كلمته أمام مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب المنعقد ببغداد أن العراق على أتم الاستعداد للتحرك لحشد التأييد لتدويل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب.

وقال إن "تفرج المجتمع الدولى إزاء ما يجرى فى السجون الإسرائيلية من انتهاكات بالقوانين الدولية يعزز القناعة بازدواجية المعايير ويضعف من صدقية هذا المجتمع فى ما يتعلق بحقوق الإنسان وحق الشعوب فى نيل الحرية وتحقيق المساواة .

وأضاف أن "العراق الذى يتزعم القمة العربية مستعد للتحرك بقوة لحشد التأييد لتدويل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب بمساندة الدول الصديقة"، مشيرا إلى أن " المسؤولية تحتم على جميع الدول العربية أن تهب لنجدة الأسرى والمعتقلين دون كلل أو ملل.

أبدى المالكى استعداد العراق لـ"فضح الممارسات البشعة التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين الذين أصبحت لهم دولة عضو فى منظمة الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الاحتلال يمثل أبشع أنواع القهر والظلم، خاصة وانه يجسد اليوم على أساس مشكلة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية .

وأعرب رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى فى كلمته أمام مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب المنعقد ببغداد عن استعداد العراق للوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية،وقال إن العاصمة بغداد التى احتضنت مؤتمر القمة العربية الأخير مصممة على أن تكون فى طليعة المدافعين عن حقوق الشعوب وحرياتها،مشيرا الى أن القضية الفلسطينية مازالت قضية العرب والمسلمين وجميع الشرفاء اللذين ينشدون الحرية فى العالم .

وأضاف المالكى "إننا جادون فى تقديم شتى أنواع الدعم والمساندة لأشقائنا الفلسطينيين المقيمين فى العراق وحل جميع المشاكل التى عانوا منها"، داعيا إلى "احتضان ودعم الفلسطينيين فى الدول العربية التى يقيمون فيها لتحقيق حق العودة لهم إلى وطنهم الأم فلسطين وعاصمتها القدس".
واستطرد قائلا " نرفض بقوة ما يتعرض له الفلسطينيون المقيمون خارج بلدهم من أية إساءة سواء فى العراق أو أية دولة أخرى"، مشيرا إلى أن المسؤولية التاريخية تحتم على جميع الدول العربية أن تضع قضية الأسرى والمعتقلين فى السجون الإسرائيلية فى سلم أولوياتها من خلال علاقاتها مع جميع دول العالم والمنظمات الدولية .

وكان مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب فى سجون الاحتلال الإسرائيلى قد بدأ أعماله صباح اليوم الثلاثاء فى العاصمة العراقية بغداد برئاسة العراق ويستمر لمدة يومين بمشاركة أكثر من 70 دولة وشخصيات رفيعة من بينها رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى .

ويعد هذا المؤتمر حدثا بارزا على طريق استعادة العراق لدوره الريادى فى دعم القضايا العربية وفى مقدمها القضية الفلسطينية التى تواجه استحقاقات كبيرة وخاصة بعد العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة وحصول فلسطين على صفة دولة مراقب فى الأمم المتحدة.