الصحف الأمريكية: واشنطن تقدم لمصر 20 طائرة إف 16 فى إطار حزمة مساعدات بمليار دولار.. أمريكا وأوروبا ومؤسسات دولية أخرى تمضى فى تقديم مساعدات كبيرة لمصر ودول الربيع العربى رغم الاضطرابات العنيفة
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 12:54 م
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
واشنطن بوست:
أمريكا وأوروبا ومؤسسات دولية أخرى تمضى فى تقديم مساعدات كبيرة لمصر ودول الربيع العربى رغم الاضطرابات العنيفة
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الولايات المتحدة وتحالف من الدائنين الدوليين سيتجهون لتقديم مليارات الدولارات فى شكل قروض وغيرها لمساعدة مصر والدول المجاورة على الرغم من الاضطراب السياسى العنيف فى بعض الأحيان فى المنطقة، وذلك على أمل منع حدوث انهيار اقتصادى يهدم الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر المتعلقة بتلك الخطوة وضحت بشدة فى مصر فى الاشتباكات التى وقعت بين المتظاهرين والقوى الموالية للرئيس محمد مرسى الذى يجب أن تحظى حكومته بالثقة من الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى وآخرين بأنها ستوفى بالالتزامات التى قطعتها على نفسها مقابل الحصول على الدعم الدولى.
وأوضحت الصحيفة أن دبلوماسيين وآخرين مشاركين فى صياغة برنامج صندوق النقد الدولى اعترفوا أنهم يتعاملون مع وضع غير مسبوق، فعلى الرغم من أن وكالات مثل الصندوق والبنك الدوليين تتجنب رسميا السياسة فى تقييم القروض والمشروعات، إلا أن الظروف فى دول الربيع العربى متقلبة للغاية، فالثورات التى شهدتها المنطقة أنتجت حركات ديمقراطية شعبية شجعتها الولايات المتحدة، وأدت إلى تعزيز الأحزاب الإسلامية وأدت إلى حوادث مثل الهجوم على القنصلية الأمريكية فى مدينة بنغازى الليبية فى سبتمبر الماضى.
وتؤكد الصحيفة أن مصر على وجه الخصوص لا تزال تمثل لغزا، فالرئيس مرسى يسعى للحفاظ على موقف معتدل دوليا، بينما يحافظ على تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة من قبل.. فقبل ثلاثة أسابيع، حظى بالثناء الدولى لوساطته فى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، لكن خطواته للاستيلاء على السلطة وحماية قراراته من الطعن عليها قضائيا واللجوء إلى الأحكام العرفية قبل إجراء الاستفتاء على الدستور، كل ذلك قد أقلق الجهات التى يحتمل أن تقدم قروض لمصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرض صندوق النقد الدولى المقترح المقدر بـ4.8 مليون دولار، والذى تحتاجه مصر بشدة ربما يتم تأجيله بعد تراجع مرسى عن قرار زيادة الضرائب الذى توقعه صندوق النقد وهدفه تخفيض العجز فى الميزانية.
ويقول الدائنون المحتملون لمصر، إن الوضع قد جعلهم أمام خيار صعب إما انتهاز الفرصة على مرسى، أو ترك البلاد دون شريان حياة واستسلام القدرة على التأثير فى اتجاهه.
ويقول عدنان مازارى، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا بصندوق النقد الدولى متسائلا: "هل هؤلاء الرجال على استعداد للتغيير؟ فالنماذج السابقة.. لم تعد تحقق أى شىء.. والدول فى حاجة إلى تغييرات جذرية، والصندوق يدرك أن عليه أن يفعل شيئا، ربما كان علينا فى الماضى أن نضغط بشكل أكبر.
وكان صندوق النقد الدولى والبنك الدولى قد كتبا على نطاق واسع عن المشاكل التى تواجه المنطقة وهى قلة الصادرات غير النفطية التى هى أقل مما تصدره سويسرا وحدها، وندرة فرص العمل للشباب، والاقتصاديات المغلقة والتى غالبا ما تسيطر عليها الدولة وفيها يوزع الحكام إكراميات على حلفائهم المؤيدين لهم. ولأن الرؤساء، ومن بينهم المخلوع حسنى مبارك، استخدموا دعم الغذاء والوقود لتعويض نقص الفرص بين الفقراء والطبقة الوسطى، فإن الحكومات فى هذه الدول يجب أن تمول ما أصبح عبء عليها أو أن تخاطر برد فعل سياسى عنيف لو تم قطع الدعم.
وتمضى الصحيفة فى القول إن الجهود المبذولة لتوجيه المنطقة نحو مزيد من السياسة الاقتصادية المفتوحة كانت قيد المناقشة منذ سقوط الأنظمة المستبدة فى مصر وتونس قبل عامين تقريبا، لكن الآن فقط بدأ يتشكل فى إطار تحالف واسع يشمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبنك التعمير والتنمية الأوروبى وبنك التنمية الأفريقى وآخرين فى محاولة لضمان أن القادة الجدد للمنطقة لن يتبعوا نهج المحسوبية القديم موع وجود وجوه جديدة ومستفيدين جدد.
فمن المتوقع أن يأتى قرض صندوق النقد الدولى بشروط صارمة تشمل الحد من الدعم، كما يجرى تقييم طلب من مصر للحصول على مليارى دولار لدعم الحكم من البنك الدولى.
أما بنك التعمير الأوروبى فهو يمول مشروعات تجارية صغيرة فى المغرب ومحطة لتوليد الكهرباء فى الأردن. ومن المتوقع أن يستثمر حوالى 3 مليارات دولار فى العام فى كل من مصر وتونس والأردن والمغرب بحلول عام 2015.
وتستدرك واشنطن بوست قائلة، إن هذه المحاولات تسير على درجة كبيرة من عدم اليقين بسبب الاتجاه السياسى فى المنطقة والقيادة فيها، حيث يظل غير واضحا على سبيل المثال كيف يمكن أن يلتزم الحكام الجدد بتعليم المرأة وتمكينها فى مكان العمل.
وأشارت إلى أنه برغم ما يشمله برنامج النهضة من تعهدات لتعزيز القطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والحد من دور الدولة إلا أن محللين محليين مثل عبده رشاد يشككون فى ذلك، ويقول رشاد إنه يعتقد أن مرسى ليس لديه خطة على المدى البعيد، ويبحث عن حلول قصيرة المدى.
إلا أن مسئولين أمريكيين وآخرين مشاركين فى النقاشات مع حكومة مرسى استخدموا كلمات مثل البراجماتية لوصف نهج السياسة الاقتصادية لمصر.
فوكس نيوز
واشنطن تقدم لمصر 20 طائرة إف 16 فى إطار حزمة مساعدات بمليار دولار
ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الولايات المتحدة سترسل مصر 20 طائرة إضافية مقاتلة من طراز إف 16 كجزء من حزمة المساعدات والمقدرة بمليار دولار، وذلك على الرغم من عدم الاستقرار الذى تشهده البلاد وإثارة الإدارة التى يتولها إسلاميون غضب الشعب، على حد قول الشبكة.
وأوضحت فوكس نيوز أن أول أربعة طائرات سيتم تسليمها لمصر فى 22 ينير المقبل، حسبما أفاد مصدر فى القاعدة البحرية الجوية الأمريكية فى فورت ورث، التى يتم فيها اختبار تلك الطائرات.
وأشارت فوكس نيوز إلى أن مصر لديها بالفعل أكثر من مائتى طائرة، والشحنة الأخيرة تأتى فى إطار صفقة تم الاتفاق عليها قبل عامين، لكن نظرا لحالة الشك التى تسود القاهرة، فإن بعض المنتقدين يتساءلون ما إذا كان من الحكمة إرسال المزيد من أفضل الطائرات المقاتلة.
وقال مالو إنوسنت، المحلل فى شئون السياسة الخارجية بمعهد كاتو، إنه لو تحول أى رد فعل مبالغ فيه من جانب مصر إلى صراع أكبر بينها وبين إسرائيل، فإن مثل هذا السيناريو سيضع المسئولين الأمريكيين فى موقف محرج لأنهم قدموا كميات كبيرة من المعدات العسكرية لكلا الطرفين المتحاربين. ونظرا للمشاكل الاقتصادية التى تعانى منها واشنطن، فإن دافعى الضرائب الأمريكيين يجب ألا يكونوا بعد الآن أكبر مزود لمصر بالأسلحة.
وتوضح الشبكة أن الحكومة الأمريكية قدمت الطائرات المقاتلة للجيش المصرى كجزء من مساعدات أجنبية له فى عام 2010 عندما كان مبارك فى الحكم. وكان من المقرر تسليم الطائرات لمصر فى 2013، وسيتم التسليم فى موعده المحدد حتى بعد الإطاحة بمبارك وتولى محمد مرسى الحكم.
ونقلت فوكس نيوز عن أحد كبار المساعدين الجمهوريين بالكونجرس قوله إن الإدارة التى يقودها مرسى والإخوان المسلمين لم تثبت أنها شريكة للديمقراطية مثلما وعدوا نظرا لمحاولته الأخيرة توسيع سلطاته. وقالت النائبة إلينا روس ليهتينين التى تترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب والتى انتقدت مؤخرا المساعدات الأمريكية لمصر، إن إدارة أوباما تريد ببساطة أن تلقى الأموال للحكومة الأمريكية والتى لا يستطيع رئيسها حتى أن يكون حليفا للولايات المتحدة.
وأشارت الشبكة إلى أن الطائرات التى يقدر ثمنها بحوالى 213 مليون دولار والتى دفعها دافعو الضرائب الأمريكيين هى جزء من حزمة مساعدات لمصر من أمريكا ووافق عليها الكونجرس.
وكانت طائرات إف 16 هى العمود الفقرى للقوات الجوية الأعلى فى أمريكا على مدار أكثر من 25 عاما، وتم تطويرها بشكل كبير.. والنماذج التى تحصل عليها مصر هى أفضل ما ينتجه شركة الصناعات الدفاعية لوكهيد مارتن.
ويقول جون لارسون، نائب رئيس برامج إف 16 بلوكهيد مارتين: "هذا يوم عظيم للشركة وشهادة على الالتزام والشراكة الدائمة التى قمنا بها مع حكومة مصر.. ولا نزال ملتزمين بتزويد عملينا بطائرة متعددة المهام من الجيل الرابع".
وبحسب وصف القوات الجوية الأمريكية لتلك الطائرات، أن طائرة إف 16 تتسم بأنها ذات قدرات كبيرة فى المناورة ولديها المهام القتالية التى تمكنها من تجاوز أى تهديد محتمل من الطائرات المقاتلة. كما أن بإمكانها أن تحلق لأكثر من 500 ميل وتسليم أسلحتها بدقة بالغة، وتدافع عن نفسها ضد طائرات العدو وتعود على نقطة البداية. وقدرتها على العمل فى كل الأحوال الجوية تسمح لها بدقة تسليم الذخائر خلال القصف غير المرئى.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إن مصر والولايات المتحدة بينهما تحالف مهم تعزز من خلال عملية التحول". وأضاف أن علاقة الدفاع المصرية الأمريكية ظلت حجر الزاوية للشراكة الإستراتيجية الأكبر بين البلدين على مدار 30 عاما. وتسليم أول مجموعة من طائرات إف 16 ستعزز قدرة مصر على المساهمة فى مجموعة من المهام الإقليمية.
وتابع المتحدث قائلا: "أعلم أن حالة عدم اليقين بشأن التحول فى مصر قد دفعت البعض فى الكونجرس إلى اقتراح فرض شروط على المساعدات الأمنية الأمريكية لمصر. وتعتقد الإدارة أن وضع شروط على المساعدات هو النهج الخاطئ، وقد أعربت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن هذه النقطة بقوة. فمصر دولة محورية فى الشرق الأوسط وحليفة لأمريكا منذ زمن طويل. وما زلنا نعتمد على مصر لدعم وتعزيز المصالح الأمريكية فى المنطقة ومن بينها السلام مع إسرائيل، ومواجهة الطموحات الإيرانية واعتراض المهربين ودعم العراق.
نيويورك تايمز
تراكم مزيد من الفيديوهات الخاصة باعتداءات الإخوان على المحتجين
تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن التعذيب الذى تعرض له معارضو الرئيس محمد مرسى على يد ميليشيات الإخوان المسلمين الأسبوع الماضى عند قصر الاتحادية، وأرفقت الصحيفة تقريرها بصورة الدبلوماسى المصرى يحيى نجم، المعارض السابق لنظام مبارك، الذى تبدو عليه أثار التعذيب الوحشى.
وتقول الصحيفة أن الإسلاميين أنصار مرسى قاموا باحتجاز وضرب العشرات من المعارضين، ولساعات قيدوا أيديهم على الرصيف خارج القصر الرئاسى فى حين كانوا يحاولون الضغط عليهم للاعتراف بأنهم تلقوا أموال مقابل نشر العنف خلال الاحتجاجات.
ويقول الدبلوماسى السابق، 42 عاما الذى احتجز ضمن مجموعة من المتظاهرين بينهم أربعة أطفال، أنهم تلقوا مختلف أنواع التعذيب حيث تبدو على وجه آثار الكدمات الشديدة والحبل على معصميه. وأضاف: "أمام الكاميرات اتهمونا بالخيانة والتآمر ضد البلاد، وأننا مأجورون لحمل السلاح وإشعال النيران"، وتابع: "ظننت أننى سأموت حتما على يدهم".
وتقول الصحيفة إن الانتهاكات التى تعرض لها المحتجون بدت واضحة جدا من خلال تراكم الفيديوهات المتزايدة وشهادات الضحايا، الأمور التى أضرت بالفعل مصداقية مرسى وحلفاءه الذين يدفعون بقوة نحو الاستفتاء مطلع الأسبوع المقبل على مسودة دستور مدعومة من الإسلاميين.
ويشير منتقدو الإسلاميين أن حلقة الاشتباكات، الأربعاء الماضى، تشبه تكتيكات الرئيس المخلوع الذى كان يعول بشكل كبير على المؤامرات والأياد الخفية وراء معارضته المحلية، كما كانت تقوم حكومته بنشر البلطجية للاعتداء على معارضيه. غير أن نيويورك تايمز تلف إلى أن الاختلاف هو أن منفذى الاعتداءات الآن مدفوعون بأيديولوجيتهم الدينية.
وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم مشيرين إلى أن هذه الاحتجازات تثير تساؤلات مقلقة بشأن التصريحات التى أدلى بها الرئيس خلال خطابه التلفزيونى، الخميس، حيث استشهد مرسى بالاعترافات التى حصل عليها أنصاره الإسلاميين قصرا حيث أجبروا المعارضين المحتجزين على الاعتراف بتلقيهم أموال لارتكاب العنف.
ورغم محاولة المتحدث باسم الرئيس إظهار أن مرسى كان يقصد فى خطابه الاعترافات التى حصلت عليها الشرطة، فإن محامى حقوق الإنسان الموكلين للدفاع عن 130 شخصا ممن اعتقلتهم الشرطة وسلمهم الإسلاميون لها، أكدوا أن الشرطة لم تحصل على أى اعترافات.
ودافع جهاد الحداد، القيادى الإخوانى البارز، عن قرار جماعة الإخوان استدعاء أعضائها وغيرهم من أنصارها الإسلاميين بالدفاع عن القصر الرئاسى، قائلا إن الرئيس مرسى لا يمكنه الاعتماد على الشرطة، وادعى حداد أنه بمنع المتظاهرين من محاولة اقتحام جدران القصر فإن الإخوان وأنصار الرئيس حالوا دون وقوع صراع أكثر دموية مع الحرس الرئاسى المسلح، وأضاف: "سنحمى سيادة الدولة بأى ثمن".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واشنطن بوست:
أمريكا وأوروبا ومؤسسات دولية أخرى تمضى فى تقديم مساعدات كبيرة لمصر ودول الربيع العربى رغم الاضطرابات العنيفة
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الولايات المتحدة وتحالف من الدائنين الدوليين سيتجهون لتقديم مليارات الدولارات فى شكل قروض وغيرها لمساعدة مصر والدول المجاورة على الرغم من الاضطراب السياسى العنيف فى بعض الأحيان فى المنطقة، وذلك على أمل منع حدوث انهيار اقتصادى يهدم الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر المتعلقة بتلك الخطوة وضحت بشدة فى مصر فى الاشتباكات التى وقعت بين المتظاهرين والقوى الموالية للرئيس محمد مرسى الذى يجب أن تحظى حكومته بالثقة من الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى وآخرين بأنها ستوفى بالالتزامات التى قطعتها على نفسها مقابل الحصول على الدعم الدولى.
وأوضحت الصحيفة أن دبلوماسيين وآخرين مشاركين فى صياغة برنامج صندوق النقد الدولى اعترفوا أنهم يتعاملون مع وضع غير مسبوق، فعلى الرغم من أن وكالات مثل الصندوق والبنك الدوليين تتجنب رسميا السياسة فى تقييم القروض والمشروعات، إلا أن الظروف فى دول الربيع العربى متقلبة للغاية، فالثورات التى شهدتها المنطقة أنتجت حركات ديمقراطية شعبية شجعتها الولايات المتحدة، وأدت إلى تعزيز الأحزاب الإسلامية وأدت إلى حوادث مثل الهجوم على القنصلية الأمريكية فى مدينة بنغازى الليبية فى سبتمبر الماضى.
وتؤكد الصحيفة أن مصر على وجه الخصوص لا تزال تمثل لغزا، فالرئيس مرسى يسعى للحفاظ على موقف معتدل دوليا، بينما يحافظ على تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة من قبل.. فقبل ثلاثة أسابيع، حظى بالثناء الدولى لوساطته فى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، لكن خطواته للاستيلاء على السلطة وحماية قراراته من الطعن عليها قضائيا واللجوء إلى الأحكام العرفية قبل إجراء الاستفتاء على الدستور، كل ذلك قد أقلق الجهات التى يحتمل أن تقدم قروض لمصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرض صندوق النقد الدولى المقترح المقدر بـ4.8 مليون دولار، والذى تحتاجه مصر بشدة ربما يتم تأجيله بعد تراجع مرسى عن قرار زيادة الضرائب الذى توقعه صندوق النقد وهدفه تخفيض العجز فى الميزانية.
ويقول الدائنون المحتملون لمصر، إن الوضع قد جعلهم أمام خيار صعب إما انتهاز الفرصة على مرسى، أو ترك البلاد دون شريان حياة واستسلام القدرة على التأثير فى اتجاهه.
ويقول عدنان مازارى، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا بصندوق النقد الدولى متسائلا: "هل هؤلاء الرجال على استعداد للتغيير؟ فالنماذج السابقة.. لم تعد تحقق أى شىء.. والدول فى حاجة إلى تغييرات جذرية، والصندوق يدرك أن عليه أن يفعل شيئا، ربما كان علينا فى الماضى أن نضغط بشكل أكبر.
وكان صندوق النقد الدولى والبنك الدولى قد كتبا على نطاق واسع عن المشاكل التى تواجه المنطقة وهى قلة الصادرات غير النفطية التى هى أقل مما تصدره سويسرا وحدها، وندرة فرص العمل للشباب، والاقتصاديات المغلقة والتى غالبا ما تسيطر عليها الدولة وفيها يوزع الحكام إكراميات على حلفائهم المؤيدين لهم. ولأن الرؤساء، ومن بينهم المخلوع حسنى مبارك، استخدموا دعم الغذاء والوقود لتعويض نقص الفرص بين الفقراء والطبقة الوسطى، فإن الحكومات فى هذه الدول يجب أن تمول ما أصبح عبء عليها أو أن تخاطر برد فعل سياسى عنيف لو تم قطع الدعم.
وتمضى الصحيفة فى القول إن الجهود المبذولة لتوجيه المنطقة نحو مزيد من السياسة الاقتصادية المفتوحة كانت قيد المناقشة منذ سقوط الأنظمة المستبدة فى مصر وتونس قبل عامين تقريبا، لكن الآن فقط بدأ يتشكل فى إطار تحالف واسع يشمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبنك التعمير والتنمية الأوروبى وبنك التنمية الأفريقى وآخرين فى محاولة لضمان أن القادة الجدد للمنطقة لن يتبعوا نهج المحسوبية القديم موع وجود وجوه جديدة ومستفيدين جدد.
فمن المتوقع أن يأتى قرض صندوق النقد الدولى بشروط صارمة تشمل الحد من الدعم، كما يجرى تقييم طلب من مصر للحصول على مليارى دولار لدعم الحكم من البنك الدولى.
أما بنك التعمير الأوروبى فهو يمول مشروعات تجارية صغيرة فى المغرب ومحطة لتوليد الكهرباء فى الأردن. ومن المتوقع أن يستثمر حوالى 3 مليارات دولار فى العام فى كل من مصر وتونس والأردن والمغرب بحلول عام 2015.
وتستدرك واشنطن بوست قائلة، إن هذه المحاولات تسير على درجة كبيرة من عدم اليقين بسبب الاتجاه السياسى فى المنطقة والقيادة فيها، حيث يظل غير واضحا على سبيل المثال كيف يمكن أن يلتزم الحكام الجدد بتعليم المرأة وتمكينها فى مكان العمل.
وأشارت إلى أنه برغم ما يشمله برنامج النهضة من تعهدات لتعزيز القطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والحد من دور الدولة إلا أن محللين محليين مثل عبده رشاد يشككون فى ذلك، ويقول رشاد إنه يعتقد أن مرسى ليس لديه خطة على المدى البعيد، ويبحث عن حلول قصيرة المدى.
إلا أن مسئولين أمريكيين وآخرين مشاركين فى النقاشات مع حكومة مرسى استخدموا كلمات مثل البراجماتية لوصف نهج السياسة الاقتصادية لمصر.
فوكس نيوز
واشنطن تقدم لمصر 20 طائرة إف 16 فى إطار حزمة مساعدات بمليار دولار
ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الولايات المتحدة سترسل مصر 20 طائرة إضافية مقاتلة من طراز إف 16 كجزء من حزمة المساعدات والمقدرة بمليار دولار، وذلك على الرغم من عدم الاستقرار الذى تشهده البلاد وإثارة الإدارة التى يتولها إسلاميون غضب الشعب، على حد قول الشبكة.
وأوضحت فوكس نيوز أن أول أربعة طائرات سيتم تسليمها لمصر فى 22 ينير المقبل، حسبما أفاد مصدر فى القاعدة البحرية الجوية الأمريكية فى فورت ورث، التى يتم فيها اختبار تلك الطائرات.
وأشارت فوكس نيوز إلى أن مصر لديها بالفعل أكثر من مائتى طائرة، والشحنة الأخيرة تأتى فى إطار صفقة تم الاتفاق عليها قبل عامين، لكن نظرا لحالة الشك التى تسود القاهرة، فإن بعض المنتقدين يتساءلون ما إذا كان من الحكمة إرسال المزيد من أفضل الطائرات المقاتلة.
وقال مالو إنوسنت، المحلل فى شئون السياسة الخارجية بمعهد كاتو، إنه لو تحول أى رد فعل مبالغ فيه من جانب مصر إلى صراع أكبر بينها وبين إسرائيل، فإن مثل هذا السيناريو سيضع المسئولين الأمريكيين فى موقف محرج لأنهم قدموا كميات كبيرة من المعدات العسكرية لكلا الطرفين المتحاربين. ونظرا للمشاكل الاقتصادية التى تعانى منها واشنطن، فإن دافعى الضرائب الأمريكيين يجب ألا يكونوا بعد الآن أكبر مزود لمصر بالأسلحة.
وتوضح الشبكة أن الحكومة الأمريكية قدمت الطائرات المقاتلة للجيش المصرى كجزء من مساعدات أجنبية له فى عام 2010 عندما كان مبارك فى الحكم. وكان من المقرر تسليم الطائرات لمصر فى 2013، وسيتم التسليم فى موعده المحدد حتى بعد الإطاحة بمبارك وتولى محمد مرسى الحكم.
ونقلت فوكس نيوز عن أحد كبار المساعدين الجمهوريين بالكونجرس قوله إن الإدارة التى يقودها مرسى والإخوان المسلمين لم تثبت أنها شريكة للديمقراطية مثلما وعدوا نظرا لمحاولته الأخيرة توسيع سلطاته. وقالت النائبة إلينا روس ليهتينين التى تترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب والتى انتقدت مؤخرا المساعدات الأمريكية لمصر، إن إدارة أوباما تريد ببساطة أن تلقى الأموال للحكومة الأمريكية والتى لا يستطيع رئيسها حتى أن يكون حليفا للولايات المتحدة.
وأشارت الشبكة إلى أن الطائرات التى يقدر ثمنها بحوالى 213 مليون دولار والتى دفعها دافعو الضرائب الأمريكيين هى جزء من حزمة مساعدات لمصر من أمريكا ووافق عليها الكونجرس.
وكانت طائرات إف 16 هى العمود الفقرى للقوات الجوية الأعلى فى أمريكا على مدار أكثر من 25 عاما، وتم تطويرها بشكل كبير.. والنماذج التى تحصل عليها مصر هى أفضل ما ينتجه شركة الصناعات الدفاعية لوكهيد مارتن.
ويقول جون لارسون، نائب رئيس برامج إف 16 بلوكهيد مارتين: "هذا يوم عظيم للشركة وشهادة على الالتزام والشراكة الدائمة التى قمنا بها مع حكومة مصر.. ولا نزال ملتزمين بتزويد عملينا بطائرة متعددة المهام من الجيل الرابع".
وبحسب وصف القوات الجوية الأمريكية لتلك الطائرات، أن طائرة إف 16 تتسم بأنها ذات قدرات كبيرة فى المناورة ولديها المهام القتالية التى تمكنها من تجاوز أى تهديد محتمل من الطائرات المقاتلة. كما أن بإمكانها أن تحلق لأكثر من 500 ميل وتسليم أسلحتها بدقة بالغة، وتدافع عن نفسها ضد طائرات العدو وتعود على نقطة البداية. وقدرتها على العمل فى كل الأحوال الجوية تسمح لها بدقة تسليم الذخائر خلال القصف غير المرئى.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إن مصر والولايات المتحدة بينهما تحالف مهم تعزز من خلال عملية التحول". وأضاف أن علاقة الدفاع المصرية الأمريكية ظلت حجر الزاوية للشراكة الإستراتيجية الأكبر بين البلدين على مدار 30 عاما. وتسليم أول مجموعة من طائرات إف 16 ستعزز قدرة مصر على المساهمة فى مجموعة من المهام الإقليمية.
وتابع المتحدث قائلا: "أعلم أن حالة عدم اليقين بشأن التحول فى مصر قد دفعت البعض فى الكونجرس إلى اقتراح فرض شروط على المساعدات الأمنية الأمريكية لمصر. وتعتقد الإدارة أن وضع شروط على المساعدات هو النهج الخاطئ، وقد أعربت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عن هذه النقطة بقوة. فمصر دولة محورية فى الشرق الأوسط وحليفة لأمريكا منذ زمن طويل. وما زلنا نعتمد على مصر لدعم وتعزيز المصالح الأمريكية فى المنطقة ومن بينها السلام مع إسرائيل، ومواجهة الطموحات الإيرانية واعتراض المهربين ودعم العراق.
نيويورك تايمز
تراكم مزيد من الفيديوهات الخاصة باعتداءات الإخوان على المحتجين
تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن التعذيب الذى تعرض له معارضو الرئيس محمد مرسى على يد ميليشيات الإخوان المسلمين الأسبوع الماضى عند قصر الاتحادية، وأرفقت الصحيفة تقريرها بصورة الدبلوماسى المصرى يحيى نجم، المعارض السابق لنظام مبارك، الذى تبدو عليه أثار التعذيب الوحشى.
وتقول الصحيفة أن الإسلاميين أنصار مرسى قاموا باحتجاز وضرب العشرات من المعارضين، ولساعات قيدوا أيديهم على الرصيف خارج القصر الرئاسى فى حين كانوا يحاولون الضغط عليهم للاعتراف بأنهم تلقوا أموال مقابل نشر العنف خلال الاحتجاجات.
ويقول الدبلوماسى السابق، 42 عاما الذى احتجز ضمن مجموعة من المتظاهرين بينهم أربعة أطفال، أنهم تلقوا مختلف أنواع التعذيب حيث تبدو على وجه آثار الكدمات الشديدة والحبل على معصميه. وأضاف: "أمام الكاميرات اتهمونا بالخيانة والتآمر ضد البلاد، وأننا مأجورون لحمل السلاح وإشعال النيران"، وتابع: "ظننت أننى سأموت حتما على يدهم".
وتقول الصحيفة إن الانتهاكات التى تعرض لها المحتجون بدت واضحة جدا من خلال تراكم الفيديوهات المتزايدة وشهادات الضحايا، الأمور التى أضرت بالفعل مصداقية مرسى وحلفاءه الذين يدفعون بقوة نحو الاستفتاء مطلع الأسبوع المقبل على مسودة دستور مدعومة من الإسلاميين.
ويشير منتقدو الإسلاميين أن حلقة الاشتباكات، الأربعاء الماضى، تشبه تكتيكات الرئيس المخلوع الذى كان يعول بشكل كبير على المؤامرات والأياد الخفية وراء معارضته المحلية، كما كانت تقوم حكومته بنشر البلطجية للاعتداء على معارضيه. غير أن نيويورك تايمز تلف إلى أن الاختلاف هو أن منفذى الاعتداءات الآن مدفوعون بأيديولوجيتهم الدينية.
وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم مشيرين إلى أن هذه الاحتجازات تثير تساؤلات مقلقة بشأن التصريحات التى أدلى بها الرئيس خلال خطابه التلفزيونى، الخميس، حيث استشهد مرسى بالاعترافات التى حصل عليها أنصاره الإسلاميين قصرا حيث أجبروا المعارضين المحتجزين على الاعتراف بتلقيهم أموال لارتكاب العنف.
ورغم محاولة المتحدث باسم الرئيس إظهار أن مرسى كان يقصد فى خطابه الاعترافات التى حصلت عليها الشرطة، فإن محامى حقوق الإنسان الموكلين للدفاع عن 130 شخصا ممن اعتقلتهم الشرطة وسلمهم الإسلاميون لها، أكدوا أن الشرطة لم تحصل على أى اعترافات.
ودافع جهاد الحداد، القيادى الإخوانى البارز، عن قرار جماعة الإخوان استدعاء أعضائها وغيرهم من أنصارها الإسلاميين بالدفاع عن القصر الرئاسى، قائلا إن الرئيس مرسى لا يمكنه الاعتماد على الشرطة، وادعى حداد أنه بمنع المتظاهرين من محاولة اقتحام جدران القصر فإن الإخوان وأنصار الرئيس حالوا دون وقوع صراع أكثر دموية مع الحرس الرئاسى المسلح، وأضاف: "سنحمى سيادة الدولة بأى ثمن".
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة