فى نهاية مؤتمر آخر للأمم المتحدة أنفق عليه بسخاء ولم يشهد أى تقدم فيما يتعلق بانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى اقترب كثير من المشاركين الأكثر قلقا بشأن التغير المناخى من الشعور باليأس. ومع عودة آلاف المشاركين فى مؤتمر الدوحة لبلادهم تساءل البعض ما إذا كان نظام الأمم المتحدة زاد الأوضاع تدهورا من خلال تقديم الستار اللازم للزعماء لعدم اتخاذ خطوة ذات مغزى.
ويقول المؤيدون إن عملية الأمم المتحدة مازالت الإطار الوحيد لأى خطوة على مستوى العالم. كما أن الأمم المتحدة تقوم بدور حيوى يشبه "البنك المركزى" لخطط تبادل انبعاث الكربون مثل الخطة التى تبناها الاتحاد الأوروبى. لكن ما لم تجر الدول الغنية والفقيرة مفاوضات مع شعورها بالضرورة العاجلة فإنها تتجه إلى فشل دبلوماسى عام 2015 وهى المهلة التالية للتوصل إلى اتفاق عالمى جديد.
وقال كيرين كيكى وزير خارجية ناورو الذى يخشى من احتمال أن تصبح بلاده غير صالحة لأن تكون مأهولة بالسكان "هناك حاجة لبذل مجهود أكبر بكثير إذا كان لنا أن ننقذ هذه العملية من مجرد كونها عملية من أجل العملية.. عملية تشهد فقط إجراء محادثات دون أن تكون هناك أفعال.. عملية تجعل موت أمتنا وشعبنا وأطفالنا مسألة مسلما بها".
وخلال المؤتمر الذى يعقد فى قطر صاحبة أكبر نصيب للفرد فى العالم من كمية الغازات المسببة للاحتباس الحرارى وافق المشاركون على تمديد بروتوكول كيوتو للحد من الانبعاثات والذى كان سينتهى العمل به خلال أسابيع. لكن كندا وروسيا واليابان تخلت جميعا عن الاتفاق. ولم تصدق الولايات المتحدة أصلا على المعاهدة كما أنها تستثنى الدول النامية وهى الدول التى تشهد أسرع زيادة فى الانبعاثات.
وعاد المشاركون إلى بلادهم من الدوحة دون التوصل إلى تعهد جديد واحد لخفض التلوث من أى بلد يتسبب بشكل رئيسى فى الانبعاثات. وحتى الآن فإن محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة لم تلتزم بأى مهلة. فقد وعدت الدول الغنية قبل 20 عاما بوقف الارتفاع فى الغازات المسببة للاحتباس الحرارى لكنها لم تنفذ وعدها. كما أنها وعدت بالتوصل إلى اتفاق بديل لكيوتو بحلول عام 2009 ولم تنفذ هذا الوعد كذلك.
والآن أمام هذه الدول مهلة حتى 2015 للتوصل إلى اتفاق عالمى جديد ملزم ليبدأ تطبيقه بعد انتهاء تمديد فترة العمل بكيوتو عام 2020. وللمرة الأولى سيطبق على الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. لكن مع انقسام دول العالم حول الطرف الذى يجب أن يدفع التكلفة فإن مهمة التوصل إلى اتفاق تبدو فوق قدرات هؤلاء المندوبين الدوليين.وفى الوقت ذاته فإن الأحوال الجوية العالمية تزداد اضطرابا. وخلال مؤتمر الدوحة اجتاح الإعصار بوفا الفلبين، مما أسفر عن سقوط ألف شخص بين قتيل ومفقود. والإعصار ساندى فى الشهر الماضى تذكرة بأن الدول الغنية أيضا ليست بمأمن من الأحوال الجوية الشديدة التى يقول علماء إنها ستصبح أكثر شيوعا مع ارتفاع حرارة الأرض.
شعور بالإحباط بعد مؤتمر المناخ.. والأمم المتحدة تواصل بث الأمل
الإثنين، 10 ديسمبر 2012 10:52 ص
أمطار – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة