بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الإيدز، ألقى المكتب الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الضوء على ما أسماه بفجوة المعالجة فى الإقليم حيث يشهد إقليم شرق المتوسط أسرع معدل زيادة فى وباء الإيدز فى العالم، فى حين يقدم أقل نسبة تغطية بخدمات الوقاية من العدوى بفيروس الإيدز ومعالجة مرضاه وتقديم الرعاية لهم بين الأقاليم المختلفة.
ومن بين ما يقدر بحوالى 000 561 من المتعايشين مع الفيروس المناعى البشرى فى إقليم شرق المتوسط فإن أكثر من 85% ممن يحتاجون للمعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهرية لإنقاذ أرواحهم لا يتلقون تلك المعالجة
ويعود الانخفاض الشديد فى هذه النسبة إلى عزوف الغالبية العظمى من السكان عن إجراء اختبار الإيدز وعلى وجه الخصوص، عدم إجراء الأشخاص المعرّضين لخطر أكبر للإصابة بفيروس الإيدز، وهم متعاطو المخدرات بالحقن، والرجال ذوى العلاقات الجنسية مع الرجال، وعاملات الجنس، لاختبار الإيدز
ويعد الشعار العالمى لحملة اليوم العالمى للإيدز هذا العام هو "الاتحاد فى مواجهة الإيدز من أجل أجيال خالية من الإصابات الجديدة، خالية من الوصمة والتمييز وخالية من وفيات الإيدز"
وفى رسالته بمناسبة اليوم العالمى لهذا العام، أكَّد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أنه ما لم يتم وضع حدٍ لأزمة المعالجة فى الإقليم، وبدون الارتقاء بخدمات اختبار فيروس الإيدز والتوعية به، وبغيرها من التدخلات الوقائية، سيبقى إقليم شرق المتوسط بعيداً عن القضاء نهائياً على الإيدز، فى وقت يَرفع العالم والإقليم شعار "القضاء نهائياً على الإيدز". ولهذا، يركز الشعار الإقليمى لحملة اليوم العالمى للإيدز على تأكيد الأهمية القصوى لإجراء اختبار فيروس الإيدز والتوعية به.
يُذكر أن أقل من 15% فقط من المتعايشين مع الإيدز ممن يحتاجون المعالجة يتلقونها فعلياً. والعَقَبَة الرئيسية أمام التوسُّع فى التغطية بالمعالجة هى عدم معرفة المتعايشين مع الإيدز حقيقة وضعهم. ذلك أن أقل من 5% فقط من سكان الإقليم قد أجروا اختبارات فيروس الإيدز ومن ثمَّ باتوا يعرفون حقيقة وضعهم فيما يتعلق بالفيروس المناعى البشرى. ويقف نقص الوعى بأهمية اختبار الإيدز، والخوف من الوصم والتمييز وعدم توافر الخدمات بالقدر الكافى وراء الامتناع عن إجراء اختبار الإيدز والتوعية به.
وفى كلمته بمناسبة اليوم العالمى لمكافحة الإيدز، يؤكِّد الدكتور علاء الدين العلوان على أهمية اختبار الإيدز والمشورة التى تتبعه قائلاً: "إن الأمر يبدأ باختبار فيروس الإيدز، فخدمات اختبارات فيروس الإيدز والتوعية به بمثابة البوابة الرئيسية والحتمية للوقاية من الفيروس ومعالجة مرضاه وتقديم الرعاية لهم، إذ يمكن للمتعايشين مع فيروس الإيدز أن يتلقّوا خدمات المعالجة والرعاية بمجرد معرفة حالتهم، ومن خلال التوعية والتدخلات اللازمة لتغيير سلوكياتهم يمكنهم كذلك اتقاء المزيد من سراية الفيروس إلى الآخرين حولهم. ويبلغ عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز فى العالم 34.2 مليون شخص، ويعنى تركز الحملة العالمية لمكافحة الإيدز على القضاء نهائياً على الوفيات المرتبطة بالإيدز وإعطاء دفعة نحو إتاحة المزيد من خدمات العلاج للجميع، وتشجيع البلدان على تحقيق الأهداف والالتزام بزيادة الإنفاق على الصحة.
وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً منذ ظهور فيروس الإيدز، تراكمت بيِاّنات حول التدخلات الفعَّالة، وازدادت القدرة على تقديم الرعاية للمتعايشين مع هذا الفيروس ومعالجتهم، وعلى مكافحة انتشاره.
ومن الأهمية بمكان إتاحة خدمات اختبار فيروس الإيدز فى المواقع التى يمكن فيها مكافحة سراية فيروس الإيدز، مثل خدمات الرعاية أثناء الحمل، من أجل الوقاية من سراية فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل. كما ينبغى توفير خدمات روتينية لاختبار فيروس الإيدز لدى مرضى السل والمصابين بالعدوى المنقولة جنسياً.
وقد ناشد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمى لشرق المتوسط كافة البلدان وقوى المجتمع المدنى والشركاء المعنيين لاتخاذ اللازم لإتاحة خدمات اختبار فيروس الإيدز والمشورة وتحسين هذه الخدمات.
كما ناشد الأفراد لإجراء اختبار فيروس الإيدز، مؤكداً أن الأمر يبدأ باختبار الإيدز لأن المعرفة الأفضل تؤدى لحياة أفضل.
