أحمد مصطفى جمعة يكتب: سيأتى سليم آخر!

الإثنين، 10 ديسمبر 2012 11:08 ص
أحمد مصطفى جمعة يكتب: سيأتى سليم آخر! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا كان رد تاجر الأنتيكات فى فيلم المومياء لشادى عبد السلام حين سأل عن الشيخ سليم، والذى كان يتلقى منه قطع الآثار المسروقة... فقيل له بأنه قد مات!

الواقع أن الخلط بين نظام وأوجه ذلك النظام يضعك أمام مشكلة... وهى أنك إن نجحت فى إسقاط ذلك النظام.... فذلك ظنك، بينما يظل الواقع هو أنك لم تفعل أكثر من انتزاع القشرة الخارجية لكائن متعدد الطبقات!

حينئذ تجد أنك تتعامل مع فكرة الأبواب الدوارة، بحيث يبدو لك كما لو كنت تزاول الحركة بحرية واختيار، فى حين أنك تظل قائما فى دائرة لا تتعدى السنتيمترات لا تتجاوزها فى مكيدة مقصدها أن تتبدل الرءوس على جسد واحد.

خاطئ هو من يظن أن الشيطان كائن أبله عشوائى ليست له خطة وأنه لا يعنى بالعلم وبالتخطيط، بل أن التأمل فى أساليب عمل الشيطان يجعلنا نتعلم منه المثابرة والإصرار، وتجهيز السبب تمهيدا للنتيجة.

إن تراجع مصر وتخلفها هو الوجه الآخر لكونها شديدة القيمة، حيث قيمتها وأهمية دورها ينتج سببا لتكاثر الأعداء حولها، وذلك هو سر تكالب الأعداء على الثورة المصرية فى محاولات مستميتة لإجهاضها....خشية أن تعود مصر فتشع على من حولها وتستقطب البعيد للقريب.

هذا ويمكن للمراقب أن يرصد باطمئنان التلازم بين علو إسرائيل الذى بلغ مداه خلال العقود الثلاثة الأخيرة وبين المعاول التى مضت تخرب وتدمر مصر خلال نفس الفترة كلازمة من لوازم ذلك العلو.

والواقع أن العالم يجتاز لحظات فاصلة فى تاريخه تتميز بتسارع الأحداث والتى يلتقى فى غضونها الحق والباطل، فى معارك طاحنة لحسم الخلاف بينهما – فواقع الحال أن العالم يودع مجموعة أزمان ويستقبل زمنا له خصوصياته...هناك من يعرف أن لمصر دورا مدخرا فى أحداثه.

إن الأقدار الناجزة تقترب من أوانها لتنفيذ أحكام الله، والمقاعد لا تترك شاغرة بدون رجال ينهضون بأدوار. والدور الذى هو أمانة فى رقاب العقلاء من أصحاب المواقع ذات الصلة بالناس والذين يملكون المقدرة على التأثير فيهم ... هو إعداد هؤلاء الناس وتجهيزهم بجهازهم ليوم لن يعى أحداثه إلا من سبق إعداده، أو سبق أن أعد نفسه لذلك اليوم المرتقب، حيث كل من انفصل عن الأسباب حرى أن يقف مرتبكا قبالة النتائج.

فالعالم صار مركبا وأحداثه باتت شديدة التركيب يصعب فهمها إلا بعقلية نقدية لديها المقدرة على التحليل، ومن ثم النفاذ إلى المغزى والمدلول.

وبعبارة أخرى....فإن العالم مقبل على أحداث جسام ستكون إجابة على سؤال وجيه ... وهو... ما هى اليد القابضة بحق على ذلك العالم، وما هو الوزن الحقيقى للعروش ومن يعتليها من بغاة وطغاة ؟.

إن زمن الفتن الذى يحياه العالم الآن ورغم القتامة الروحية التى ينطوى عليها وتغشى كل من كان له قلب – هذا الزمن رغم كل ما يكتنفه من شرور وظلام، إلا أنه يشير كلما أحلكت ظلمته لقرب جلاء الغمة وانفراج المحنة الكبرى، فاليسر يسير جنبا إلى جنب مع العسر يأتى مصاحبا له وليس بعده أو فى أعقابه، والعطايا تأتى على متن البلايا....فلولا أكثر من ثلاثين عاما من المحنة تجرعها المصريون فى تنويعات من المرارة، ما كانت المنحة البهية للثورة المصرية.
قصم الله كل من كاد لمصر، وبيت الخديعة، وأضمر الغدر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدى رمضان جاب الله

براعة

برافو احمد مصطفى جمعه نرجو منك المزيد والله الموفق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة