قال إيهاب سعيد خبير سوق المال، إن ما مرت به البورصة الأسبوع الماضى هو بحق أسبوع أسود جديد شهدته البورصة المصرية فى أعقاب الإعلان الدستورى الأخير، الذى لقى اعتراضات واسعة من مختلف القوى السياسية، الأمر الذى أدى لحدوث بعض الاشتباكات بين المتظاهرين فى ميدان التحرير وقوات الأمن، وبطبيعة الحال وكما هى العادة فى مثل هذه الظروف المضطربة تأثرت البورصة سلبا، لتشهد مؤشراتها الثلاث تراجعات حادة.
ووصلت هذه التراجعات فى مؤشر السوق الرئيسى EGX30 إلى قرابة الـ 10% بجلسة واحدة هى جلسة الأحد والتى نراها أحد أسوأ الجلسات التى شهدتها البورصة المصرية على مدار تاريخها كونها شهدت اختفاء الطلبات على كافة الأسهم بما فيها الأسهم القيادية منذ بدايتها حتى نهايتها ليغلق المؤشر فيها متراجعا بحوالى 520 نقطة قرب مستوى الـ 4917 نقطة.
واستمر الحال بجلسة الاثنين لاسيما مع نصفها الأول ليقترب المؤشر من أدنى مستوى سعرى له منذ بداية يوليو الماضى عند الـ 4685 نقطة قبل أن ينجح فى تعويض خسائرة ويغلق مع نهايتها قرب مستوى الـ 5047 نقطة.
وأما بجلسة الثلاثاء فقد مال الأداء إلى التحرك العرضى داخل نطاقات ضيقة للغاية انتظارا وترقبا لمليونية "للثورة شعب يحميها"، الأمر الذى تسبب فى هبوط قيم وأحجام التدولات بشكل ملحوظ لتقترب من الـ 200 مليون جنية فقط.
ولكن وبعد انتهاء المليونية بسلام ودون خسائر كبيرة اعتقد البعض أن يعاود السوق ارتداده لأعلى بجلسة الأربعاء ولكن ما حدث كان على العكس تماما، فقد عاود المؤشر تراجعه الحاد بتلك الجلسة فاقدا ما يقارب الـ 223 نقطة أى حوالى 4,6% ومغلقا قرب مستوى الـ 4815 نقطه.. ليعود بهذا السوق ويؤكد على أن الأحداث والاضطرابات السياسية هى المحرك الرئيسى له منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وأما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فقد شهد هو الآخر تراجعات حادة شأنه فى هذا شأن مؤشر السوق الرئيسى ليفقد قرابة الـ 65 نقطة فى مجمل جلسات الأسبوع أى حوالى 12% وهى تقريبا ذات النسبة التى فقدها مؤشر EGX30 تأثرا بذات الأسباب السالف ذكرها ليقترب بذلك من مستوى الـ 424 نقطة والذى يعد الأدنى لة منذ بداية يوليو الماضى وينهى جلسة الأربعاء بالقرب منه.
وأما فيما يتعلق بقيم وأحجام التداولات بجلسات الأسبوع الماضى فقد شهدت تباينا واضحا بين الارتفاع والانخفاض، وإن كان أهم ما يميزها هو ارتفاع قيم وأحجام التدولات فى الجلسات الهابطة عنه فى الجلسات الصاعدة، الأمر الذى يشير إلى تفوق القوة البيعية بشكل واضح فى ظل غياب شبة كامل للقوة الشرائية التى فضلت الانتظار خارج السوق لحين اتضاح الرؤية بشأن الوضع السياسى المضطرب.
وفيما يتعلق بفئات المستثمرين قال سعيد، إنها جاءت عكس التوقعات تماما، فقد شهدت جلسات الأسبوع الماضى اتجاها شرائيا واضحا من قبل المستثمرين الأجانب أغلب الجلسات مع تجاهل تام لكافة الأوضاع السياسية المضطربة، وقد شاركهم أيضا فى ذات السلوك المستثمرين العرب، وأن ارتفعت نسب تعاملاتهم فى اتجاه الشراء بشكل واضح متجاهلين أيضا الأوضاع السياسية المضطربة، فيما تحول المستثمرون المصريين إلى البيع معظم جلسات الأسبوع تخوفا من تطور الأحداث لاسيما فى ظل إصرار الرئاسة على عدم إلغاء أو تعديل الإعلان الدستورى الأخير.
وعن توقعاته لأداء كلا المؤشرين بجلسات الأسبوع الحالى والبداية كما هى العادة مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30 فتركيزنا سيكون منصبا على مستوى الدعم السابق قرب الـ 4650 - 4600 نقطة والذى نتوقع أن يعوقه على مواصلة تراجعة ليدفعه على بدء الدخول فى حركة تصحيحية لأعلى فى اتجاة مستوى الـ 5000 - 5050 نقطة على الأقل، لاسيما إذا ما استقرت الأوضاع ولو بشكل نسبى وانتهت التظاهرات دون خسائر.
خبير: لا سبيل لعودة البورصة للارتفاع إلا بالاستقرار السياسى
السبت، 01 ديسمبر 2012 07:06 ص