أعلن منذ قليل كل من يارا نصير وعماد الحصرى استقالتهما من المجلس الوطنى السورى وفيما اكتفى "الحصرى" بإعلان استقالته فقط أصدرت نصير بيانا شرحت فيه أسباب الاستقالة قالت فيه:
"الأعزاء جميعاً لاحقاً لاجتماع الهيئة العامة فى المجلس الوطنى خلال الأيام الماضية ونتائج انتخابات الأمانة العامة البارحة، أجدنى مضطرة لإعلان انسحابى من المجلس الوطنى السورى الذى لم أعد أجد فيه ما يمكن أن يمثل آمال السوريين فى السعى إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية.
ما زلت أذكر حماسى منذ ثلاثة عشر شهراً لولادة مجلس سياسى ديمقراطى يؤذن بانتهاء الديكتاتورية فى بلادى ويخطو إلى الأمام خطوة، جديدة فى سبيل ولادة سوريا ديمقراطية حرة. ومع مرور الأشهر تولدت لدى قناعة كما الكثيرين عن عجز هذا المجلس.
أحمد عن القيام بمهامه، ألا وهى تمثيل السوريين جميعاً بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وعجزه عن إدارة مرحلة انتقالية تضمن العدالة والمساواة للجميع. استندت هذه القناعة على الطريقة التى شكل بها المجلس وعلى تحكم بعض الكتل السياسية فيه والتى رفضت ولا تزال حتى اللحظة مصرة على رفضها وإقصائها لسوريين آخرين يشاركونها هموم التحرر والعدالة والتغيير دون أن يشاركوها بالضرورة الوسائل عينها لتحقيق هذا الهدف.
وإن كان المجلس الوطنى يدعى تمثيل الثورة، فإنه قد فشل لا فقط بتمثيل جميع توجهات الثورة وإنما أخطأ أيضاً بتجاهل بقية السوريين من صامتين وخائفين على مستقبل البلاد.
فى الأشهر الأخيرة راقبت بألم شديد كيف تحول نضال المجلس الوطنى فى سبيل الحرية إلى صراع على السلطة بين مجموعة من الكتل والشخصيات لم تعد أسماؤها خافية على أحد، وما رافقه هذا الصراع من تهميش للشباب وللطاقات والقدرات السورية. وإنى إذا أعلن تحملى كامل المسئولية مع بقية الأعضاء إلى الحال التى وصل إليها المجلس، كنت وبصدق أعول على اجتماع الهيئة العامة الأخير لإحقاق تغيير حقيقى فى رؤى وآليات عمل المجلس نحو مزيد من الديمقراطية وقبول الآخر.
وبعد نتائج البارحة، والهجوم غير المحق الذى يشنه أعضاء المجلس على تشكيلات المعارضة والمبادرات السياسية الأخرى، أرى أن التغيير الذى طمحت إليه وصل إلى أفق مسدود لا يمكن إصلاحه، وأن المجلس أغرق ذاته فى دوامة العنف الفكرى والإقصاء ورفض الآخر بشكل نهائى لا أمل فيه بالشفاء.
لم يعد باستطاعة المجلس الوطنى بعد الآن الخروج بحلول للأزمة فى سوريا. وهو بإصرار معظم كتله وأعضائه على دعم العسكرة وطلب التدخل الخارجى دون جدوى ودون القدرة على تقديم رؤية سياسية بديلة، تسهم فى إنقاذ البلاد وتخفيف الخسائر فى الأرواح والممتلكات، أصبح الآن فى نظرى معيقاً لإيجاد حل للكارثة الحاصلة فى سوريا. وأرى وبصدق أنه من الأفضل ألا يستمر وأن نعترف كأعضاء وبشجاعة أننا فشلنا ونفسح المجال لكل أولئك الذين استبعدناهم دون وجه حق للمساهمة فى تشكيل مستقبل البلاد.
خلال السنة الماضية، كان لى شرف العمل مع العديد من الأعضاء الرائعين ضمن المجلس، وأود أن انتهز الفرصة لأشكرهم على إخلاصهم وتفانيهم فى العمل ولأتمنى للجميع القدرة على الاستمرار والصمود لما فيه خير الشعب السورى الذى ذاق من عنف النظام ومن تخاذلنا معاً صنوف العذاب.
أعتذر ولو متأخراً من الشعب السورى على الحال التى وصلنا إليها. وكلى ثقة بأن شعبنا العظيم، الذى أثبت للعالم أنه شعب لا يقهر، سوف يداوى جراحه بنفسه ويمضى نحو مستقبل عادل وكريم دفع ثمنه غالياً من دم أبنائه.
وبهاتين الاستقالتين يصبح عدد المستقيلين من الوطنى السورى خلال الساعة الماضية فقط أربعة حيث سبقهما كل من أديب الشيشكلى وأسعد العشى فيما يتوقع المراقبون أن يتزايد عدد المستقيلين فى الساعات القادمة.
يارا نصير وعماد الحصرى يستقيلان من الوطنى السورى
الجمعة، 09 نوفمبر 2012 05:25 ص