تحدثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، عن الجمعية المصرية لتنمية الأعمال، التى يترأسها رجال الأعمال حسن مالك، وقالت إن صعودها يعبر عن طبقة بيزنس جديدة مقربة من الإسلاميين الذين يحكمون مصر، مشيرة إلى وجود مخاوف بين رجال أعمال آخرين من تأسيس علاقة محسوبية جديدة بين رجال السياسة والاقتصاد فى مصر، وفى بداية تقريرها الذى حمل عنوان "صوت جديد لمجال الأعمال فى مصر"، تحدثت الصحيفة عن رجال الأعمال، وقالت إن والده لم يكن رجل أعمال، وخلال سنواته التكوينية الأولى، كان سجين سياسى، وسجن باعتباره أحد مؤسسى وقيادى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وفى الستينات طرد "محمد فريد" من وظيفته، كباحث وحرم من المشاركة فى حياة عائلته.
وتجنب أسامة فريد مسار والده، ودفن رأسه فى دراسته كمهندس مدنى، واتجه إلى المشاريع التجارية التى توسعت سريعا على مدار عقود، وأسس شركة استشارية ثم عمل فى مجال التسويق العقارى، ثم دخل فى قطاع النسيج وأسس شركة طيران صغيرة،
لكنه حافظ على علاقته القوية بجماعة الإخوان المسلمين التى ساندت أسرته، أثناء سجن والده، وعلمته أخلاقيات فشعر أنها ساعدته فى النجاح فى عالم البيزنس.
والآن بعد ثورة مصر وسلسلة الانتخابات التى شهدتها البلاد على مدار العام الماضى، فإن المهندس البالغ من العمر 59 عاما، يجد نفسه فى قمة النخبة التجارية التى تستعد لضخ دماء جديدة، فيما يقول عنه المعارضون ثقافة بيزنس متحجرة.
ونقلت الصحيفة عن فريد قوله، إن أغلب رجال الأعمال من بقايا النظام السابق قبل الثورة، وأضاف فريد وهو رئيس العلاقات الخارجية فى جمعية تنمية الأعمال المصرية والمشارك فى تأسيسها، وهى مجموعة تجارية لها روابط قوية بالإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، "إننا فى حاجة إلى برنامج جديد وأفكار جديدة تتفق مع قيمنا وأخلاقيتا، نحن نؤمن بالأخلاقيات والقيم المختلطة فى الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
ورأت فاينانشيال تايمز أن صعود جمعية تنمية الأعمال التى يترأسها رجل الأعمال حسن مالك، يمثل ظهور طبقة بيزنس جديد مقربة بشدة من الإسلاميين الذين يسيطرون على مؤسسات مصر الآن. وقد قدمت إحتمالات ومخاطر جديد للمسار الاقتصادى فى مصر بعد الثورة.
ويتابع فريد قائلا إن الجمعية يمكن أن تفيد فى جذب مشروعات أصغر وأحدث فى البيئة التجارية التى يتم تنشيطها، إلا أن العلماء ورجال الأعمال الآخرين يشعرون بالقلق من أن الجمعية ربما تصبح قناة جديدة لنوع من المحسوبية التى كانت سمة العلاقة بين الرئيس السابق حسنى مبارك، ونخبة رجال الأعمال القديمة.
ويقول إبراهيم عوض، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة، إنه لا يمكن الحكم الآن بطريقة أو بأخرى بأن الجمعية ستكون تعبيرا عن تعددية فى التجارة أو محسوبية جديدة، ويضيف بالطبع التعددية شيئا جيدا، وهناك دعوة لحرية تأسيس الجمعيات، لتنطبق على العمال، وكذلك على رجال الأعمال، لكننا لا نريد أن نرى محاباة من جانب الحكومة لمؤسسة تعبر عن بيزنس.
وتوضح الصحيفة، أن هناك 400 رجل أعمال مشاركين فى جمعية تنمية الأعمال المصرية، إلى جانب 300 طلب للانضمام، لم يبت فيها بعد، وينتشر الأعضاء فى جميع أنحاء مصر، وثلثهم من صغار رجال الأعمال، كما أن هناك مسيحيين إلى جانب الأغلبية المسلمة، ويقول فريد إنها ليست خاصة برجال الأعمال الأثرياء فقط، ويقدر ثروته بملايين قليلة فقط.
فاينانشيال تايمز: صعود جمعية تنمية الأعمال التى يترأسها "حسن مالك" يكشف عن طبقة بيزنس جديدة مقربة من الإسلاميين الذين يحكمون مصر.. مخاوف من علاقة محسوبية بين السياسة والاقتصاد مثلما كان فى عهد مبارك
الجمعة، 09 نوفمبر 2012 01:46 م