عندما يصرخ الصمت ونؤذى بلا ذنب ونتجاهل آدميتهم ونخون أمانة هداها ربنا إياها.
هم فئة من مجتمعنا نسميهم ذوى الاحتياجات الخاصة على كافة إعاقاتهم من مكفوفين وصم وبكم وذوى إعاقات مختلفة يفوق عددهم 11 مليون معاق من بينهم 2 مليون طفل فئة غاية فى الضعف والقوة جمعوا بين نقص فى الحواس وزيادة فى الإحساس ومنهم من خرق الإعاقة بإعجاز واستلهم من ضعفه قوة تفوق بها على الأصحاء ورأيناهم فى الفترة الأخيرة يصرخون ولا أحد يصغى فنظموا وقفات وأعلنوا الاعتصام أكثر من مرة وكأنهم فى صحراء جرداء ليس بها سواهم.
كم من المؤتمرات والندوات وورش العمل نُظمت لهم ولكن إلى أى مدى كانت بالفعل من أجلهم فأغلبها شو إعلامى ولمصلحة القائمين عليها ممن يريدون إثبات أمام العالم المتحضر أننا نواكب التقدم ونقدس حقوق الإنسان.
كلمة حق تقال من أجل هؤلاء الذين يستحقون أكثر من مجرد لقاء سراب أو خطة يقتلها البطء فى التنفيذ وتغتالها المعوقات الروتينية العقيمة فهؤلاء يحتاجون إلى مؤتمر للضمائر وندوة للمحاسبة وخطة أساسها الأمانة والرحمة والفكر الناضج المتحضر.
يا من تتشدقون بالدستور ليل نهار أين وضع هؤلاء فى الدستور وفى القانون أين أبسط حقوقهم فى الطرق والمصالح والعمل وألا تخجلوا من نسبة الـ5% وغير المفعلة من الأساس، أين هم من التعليم فى مدارسنا ومن تعيين متفوقيهم مثل أى شخص طبيعى أين هم من يمثلهم فى البرلمان وفى النقابات وحقهم فى أن يكون لهم مجلس أعلى أو وزارة تختص بشئونهم، أين أحقيتهم بأن يشعروا أنهم لا تمييز بينهم وبين أى مواطن آخر؟
ذوو الاحتياجات الخاصة فى مصر ملف آن الأوان لفتحه من جديد بمنظور يلائم واقعنا وما يستحقونه من آدمية فلدينا الكثيرون من المتخصصين والخبراء الجديرين بأن نترك لهم هذا الملف ولديهم من الوعى والتجارب المشابهة ما يمكن أن يفعل الكثير فى وقت قليل.
أيها المجتمع بمسئوليه وأفراده دعونا ننفض التراب الذى تراكم على عقولنا وضمائرنا ونعطى هؤلاء حقوقهم المسلوبة فهم مسئوليتنا جميعاً ولكل منا دوره معهم وتذكروا فقط أنه فى أى لحظة يحتمل أن يكون من بينهم أقرب الناس إليك فهل سنستمع إلى تلك الصرخات الناعمة قبل أن تتحول إلى زئير.. وهل تعرفهم أيها الرئيس أليسوا أولى بهذا الحساب البنكى بدلاً من مشروع النهضة؟
