شاذلى دنقل يكتب: المرأة قطعة سكر تحلى الحياة

الجمعة، 09 نوفمبر 2012 07:01 م
شاذلى دنقل يكتب: المرأة قطعة سكر تحلى الحياة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المرأة هى الأم التى تسهر من أجل راحتنا وتعطى لنا من حنانها ما يكفى الدنيا بأكملها.هى الأخت التى تخاف علينا وترعانا دائما..هى الحبيبة والزوجة التى تكمل نصف ديننا وتعيننا على مواصلة الحياة والشمس التى تدفئ قلوبنا هى الأنامل الذهبية التى ترعى زهرة عمرنا لتكبر وتنمو وتترعرع لتشع برائحتها على الجميع. هى الأمل المنشود والونيس فى وحدتنا والأمان الذى يرقى بنا ويقوينا ..هى الصديقة والأخت والزميلة التى تحمل من الأفكار والأحلام ما يرقى المجتمع ويقدمه ..فى النهاية المرأة فوق كل ذلك هى الإنسانة بكل ما تحمل كلمة الإنسانية من معانٍ ..هى صاحبة الأفكار والملهمة أيضا.

فالمرأة منذ قديم الزمن لها مكانة عالية والحقيقة أن الحضارة المصرية هى الحضارة الوحيدة التى خولت للمرأة مركزاً شرعياً تعترف به الدولة..أما فى الحضارة القديمة مثلاً مثل الهند فشريعة (مانو) الهندية لم تكن تعرف للمرأة حقوقاً مستقلة عن حق أبيها أو زوجها أو ولدها فى حالة وفاة الأب والزوج فإذا انقطع هؤلاء جميعا وجب أن تنتمى إلى رجل من أقارب زوجها فى النسب إذن كان عليها أن تموت مع زوجها خيراً لها من عدم قدرتها على تحديد مصيرها.

أما المرأة عند اليونان الأقدمين فكانت مسلوبة الحرية والمكانة فى كل ما يرجع إلى الحقوق الشرعية.

أما قوانين (حمورابى) الشهيرة لحضارة بابل فإن هناك ظلم للمرأة فيه حيث إنه كان يفرض على من قتل ابنة رجل عليه أن يسلم ابنته له ليقتلها أو يملكها وإذا شاء يعفو عنها ولكن فى أغلب الأحيان كانت تقتل.

والحقيقة أن الحضارة المصرية وحدها انفردت عن جميع الحضارات الأخرى بحق المرأة فكان لها الحق فى أن تملك وتورث وأن تتولى أمر أسرتها فى غياب من يعولها.

فمن منا يستطيع أن ينكر الدور العبقرى الذى قامت به الملكة حتشبسوت فى الحكم كذلك "تتى شيرى أم كاموس" التى كانت ترعى الجميع أثناء الحرب ضد الهكسوس وهى تضمد جراح المصابين فى الحرب وتساعد زوجها سقنن رع.

فالمرأة الفرعونية كثيراً ما نجدها فى معظم النقوش الفرعونية وعلى جدران المقابر والمعابد هى وزوجها وأبناؤها فى مشهد أسرى عبقرى ورائع هل ننسى الصور الرائعة التى تخص أخناتون وزوجته وأبناءهما والمشهد الأسرى الحميمى بينهما أو التمثالين البارعين للملك رع حتب وزوجته سن نفر اللذين خلبا عقل مكتشفهما عندما نظر إليهما للمرة الأولى.

أما العبقرية الجميلة نفرتارى والتى بنى لها زوجها وحبيبها رمسيس الثانى معبدا خاصا لها وهو معبد أبو سمبل الصغير أو معبد الملكة نفرتارى كما يطلق عليه فهو تحفة رائعة ففى النقوش فتجد الملكة بجوار زوجها فى ثقة وحنان يحيطها الزوج بزراعه أنها حبيبته.

كذلك احترم المصرى القديم عقل المرأة وقدرها ونرى ذلك التقدير متمثلاً فى النقوش التى نراها على جدران المعابد والمقابر تسجد الملكة أو الزوجة تلعب لعبة الشطرنج مع زوجها وهذه اللعبة تحتاج إلى عقل وهو يحترم عقلها.

أما الفلاسفة فقد اختلفوا على المرأة فنرى (أبسن) قد عالج هذه النظرة غير المنصفة للمرأة فى كتابه الرائع (بيت الدمية) وهو يرمى هنا إلى أن المرأة الأوروبية حوالى 1870 هى لعبة الرجل يقومها ويقدرها على حسب ما تتسم به من سذاجة وجهل وهى تولد فى بيت أبويها فتتعامل منهما كما لو كانت لعبة تزخرف بالملابس الزاهية ويتم تدريبها على إنكار ذاتها ونفسها فلا تتحدث عما يتحدث عنه الرجال ولا لها أن تمارس أعمالهم.

فتنشأ محدودة الفهم قليلة المعارف وقد سدت فى وجهها أبواب العمل المربح الذى يعمله الرجال ويكونون منه شخصيتهم.

أما الدين الوحيد الصحيح الذى لم يختلف على المرأة وجاء لينصفها من ظلام الجاهلية بعد أن كان يتم وأدها فهو الدين الإسلامى العظيم الذى اعطى للمرأة حقوقاً لو فهمناها صحيح الفهم وطبقناها بوعى لانصلح الحال.

أما عن علاقة المرأة بالرجل فى الإسلام فقد كانت علاقة سامية ولنا فى رسولنا الكريم خير قدوة ومثل، فحب الرسول (ص) لأم المؤمنين السيدة عائشة لم يكن حباً أجوفاً أو مبتذلاً إنما كانت هناك أفعال وأعمال تدل عن هذا الحب حتى أن رسولنا الكريم كان يشرب من موضع الإناء الذى كانت تشرب منه السيدة عائشة وكان يطعمها بنفسه ويتسابق معها وهذه هى قمة الرومانسية التى تحولت هذه الأيام للأسف إلى استهلاك لجسد المرأة.

كذلك أول من وقفت بجانب زوجها فى رسالته ووهبت له كل شىء المال والأمان والحب وكل شىء هى السيدة خديجة رضى الله عنها التى شهدت مع الرسول (ص) الرسالة وكانت أول شاهد عليها ..كذلك المرأة فى الإسلام تمتعت بكثير من الحرية فهناك العديد من الأحاديث النبوية التى رويت عن العظيمتين السيدة خديجة والسيدة عائشة وأم سلمة كذلك.. كلهن روين أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. من منا يستطيع أن ينسى الدور الهائل التى قامت به السيدة أسماء بنت أبى بكر أثناء مكوث أبوها أبى بكر الصديق والرسول (ص) فى الغار.

إن الدين الإسلامى أنصف المرأة فى العديد من الأشياء والمواقف لأنه دين العدل ولا حياة على وجه الأرض تقام بدون عدل وحرية.

والحقيقة أنه بعد هذه المقدمة الطويلة لا أعرف على وجه التحديد ماذا يريد الآن الرجل الشرقى من المرأة لأن الأمور اختلفت للأسف الشديد ونحتاج مزيداً من العدالة والحرية على الجميع رجالاً ونساء حتى تعود العلاقة طبيعية بين الجميع فمن الناس ما يرى أن المرأة ليس لها سوى بيتها ومهمتها فقط أن تنتظر أى شخص يتقدم لها بغض النظر عن التكافؤ فى أى شىء وأن تتزوج وتنجب ولا تخرج من بيتها ويعلل كلامه هذا بأننى لا أقصر فى بيتى بشىء (مش بتاكل وبتشرب ومكفيها) إذن ليس لها شىء عندى والحقيقى أن بعض السيدات هن اللاتى فعلن هذا بالمرأة بأمثالهن الخائبة التى تمتهن المرأة أكثر مثل الكلام الأجوف (عن ضل راجل ولا ضل حيطة وما يعيب الراجل إلا جيبه) مما جعل من المرأة مخلوقاً فقط لإشباع رغبات الرجل وطالما يصرف عليها فليس لها الحق فى المناقشة.

والبعض الآخر من الناس لديهم تناقض رهيب فهم يقارنون زوجاتهم بمطربات الفيديو كليب مقارنة شديدة فى الوقت الذى لو تحدثت زوجته فى التليفون لسألها مليون سؤال وشك فيها كثيرا.. وهو أيضاً يقوم بتمثيل دور "سى السيد" فى المنزل على زوجته بينما تجده يفعل ما يشاء مع الكثير من السيدات وفى هذا عدم صدق مع النفس فما لا أرضاه لنفسى وعلى زوجتى لا أرضاه لغيرى.

أما الإعلانات القميئة فإنها جعلت من المرأة سلعة وجسداً فقط وليس عقلا وفكراً.. حتى بعض مشايخ الفضائيات ينظرون لها على أنها جسد وليس عقلا وليس لها الحق فى شىء لدرجة أننى شاهدت فى أحد البرامج الدينية وفيه اتصلت واحدة لسؤال الشيخ عن شىء ما فأول شىء فعله الشيخ بعد كلمة وعليكم السلام هو لو سمحتى يا أختى خشنى صوتك شوية حتى لا يطمع الذى فى نفسه مرض والحقيقة أنه أحرجها أمام جميع المشاهدين وكأن هناك شابا مراهقا يسمع برنامجا دينيا ينتظر اتصال امرأة ليثير غريزته فى حين أن القنوات الإباحية متاحة له فلن ينتظر أن يثيره صوت واحدة فى قناة دينية كمان..

كذلك الفتاوى الغريبة مثل ضرب الزوجة لزوجها حين يضربها فهى عقيمة وتقلل من وضع المرأة لأن المرأة لم تكن يوماً فتوة أو شىء من هذا القبيل حتى ترد لزوجها الضرب المرأة مخلوق ضعيف حساس يحتاج الحنان والعطف والحقيقة أن من يضرب زوجته لا يستحق لقب رجل أساساً فإذا تعرضت واحدة للضرب من زوجها فالأفضل لها أن تطلق فى هدوء بدلا من أن تفقد أنوثتها كامرأة وليس كلامى هذا دعوة للمرأة أن تكون منكسرة جدا مقهورة لا ولكن دعوة إلى أن تفهم المرأة أنها مسئولة منا نحن الرجال فإذا ضاع حقها فقد اختفت الرجولة من بيننا ولا نستحق أن نلقب برجال..ومن الناس أيضا من يريد أن يصاحب العديد من الفتيات ويصادقهن باسم الأخوة وحين يتزوج يعلن أنه لا يصلح أن أتزوج من وسط الأصدقاء لأنها تعرف كثير غيرى ناسيا حقها كإنسانة كفل لها أن تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل ولها حق تقرير مصيرها.. ولو كان هذا الشاب تعامل أساسا مع أصدقائه بشفافية وصدق وتعامل بمبدأ الإنسانية وليس الثقافة الذكورية لكان له رأى آخر.

فالحقيقة أننا يجب أن نتعامل مع بعض برقى وإنسانية بغض النظر عن الاختلاف فى اللون والجنس والنوع والديانة لأننا فى النهاية بشر نخطئ ونصيب ولكن ليس من حق الرجل أن يخطئ ولا يحاسب، والمرأة لا وألف لا ليس لها الحق فى الخطأ فهذا ليس عدلا، لأننا فى النهاية متساوون حتى وإن كان هناك أفضلية للرجل فهذه الأفضلية تكون بالمودة والرحمة والحنان والاحتواء وبالتفاهم والرقى فى المعاملات والحب والرجولة الحقيقية وتقدير المسئولية من الرجل للمرأة والعكس أيضاً.

حتى بعض المثقفين متناقضون أيضا فيملأون رءوسنا بكلام كثير عن المرأة وحقها فى الحياة ..وإلخ.. إلخ وما إن يتزوج فتجده يتزوج بنت محافظة معللاً أنه سيربيها على إيده.

هؤلاء يذكروننى بالمثقفين الذين يتحدثون ليلا ونهارا عن أطفال الشوارع والشحاذين وحقوقهم وما أن يقترب منهم هؤلاء الشحاذين وأطفال الشوارع تجدهم يهربون منهم حتى لا يوسخوا ملابسهم القيمة.

أما فى قضية التحرش الأخيرة والتى كان فيها الحكم رادعاً لم يتم حل المشكلة من جذورها بأن يجدوا حلولا لهذه الأشياء بأن ينشئوا صناديق خاصة مثلا للزواج وعدم المغالاة فى الكثير من الأشياء وإقامة عدالة اجتماعية على الجميع.

الحقيقة أننا جميعاً رجالا ونساء مقهورون فى وطن مهزوم معنويا وماديا للأسف لذا نلقى التهم على بعضنا البعض ولا نحل المشاكل بهدوء ولا يوجد لدينا قبول للآخر.

فى النهاية يجب ألا ننسى نصيحة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حين وصانا بالنساء، لأن النساء هن سبب تقدم الشعوب فإذا اهتممنا بهم فستخلق جيلا قويا وشجاعا قادرا على العطاء باستمرار (وكما قال صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) والزوجة الصالحة من رأيى هى التى تقف بجوار زوجها وتغير منه للأحسن وتجعل منه إنسانا مختلفاً أكثر رقياً وتحضراً فى كل شىء وأن تعد نشأ جيدا وقويا قادرا على العطاء والتسامح وأعتقد أنه لو أى شخص وجد هذه المرأة وفرط فيها فلن ينعم بالهناء.

فيا كل امرأة هى أمى وأختى وصديقتى وزميلتى وحبيبتى لكى منى كل التقدير والاحترام.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ذكي

الصلاة والمرأة والطيب.... افضل ما في الدنيا.... لابد من كتابة ذلك في الدستور!!!!

اوافق بنسبة 100%...

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عفيفى

كلام جميل

ما اجمل هذا المقال ممتاز للغاية

عدد الردود 0

بواسطة:

mahmoud

اظفر بذات الدين

الدين هو الأساس في الاختيار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة