اتفق الفنان الكبير يحيى الفخرانى، مع رؤية وزير الثقافة المغربى، بنسالم حميش، بأنه على العاملين فى مجال صناعة الأفلام أن يقدموا العديد من الأفلام الوثائقية حول ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، منذ اندلاعها وحتى يومنا هذا، لتكون بمثابة رصد تعتمد عليه السينما فى صناعة الأفلام فيما بعد.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بالأمس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافى للدورة الواحدة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب بعنوان "السينما بعد الربيع العربى"، وتحدث فيها الفنان يحيى الفخرانى، وأدار الندوة الفنان أحمد الجسمى، بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب ووزير الثقافة المغربى السابق بنسالم حميش والدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأحمد العامرى، مدير معرض الشارقة، وعدد كبير من جمهور المعرض.
وأكد "الفخرانى" أنه لا يمكن للفنانين أن يقدموا أعمالاً سينمائية صادقة حول الثورة، إلا بعدما يتضح لنا جميعًا ماهية ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير.
وأشار "الفخرانى" إلى أنه بالرغم من رفضه لأن يكون الفنان أو المثقف بجوار أى حاكم، سواءً أكان صالحًا أو فاسدًا، إلا أنه أراد أن يعبر عن شكره وتقديره لحاكم الشارقة، الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمى، لتقديره لقيمة الإنسان والثقافة، مشيرًا إلى أنه التقى حاكم الشارقة أول مرة فى أواخر الثمانيات، وكان حينها بصبحة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وأنه على مدار اللقاء الذى امتد لساعات طويلة، كان "القاسمى" يتحدث عن عشقه لمصر، وهمه الكبير ببناء الإنسان ثقافيًا، مضيفًا "وحينما أتيت للشارقة هذه الأيام تصورت من خلال رؤيتى للمرة للمبانى الشاهقة أننا فى دبى، وأن توجهات الحاكم تغيرت، إلا أننى حينما استمعت إلى كلمته فى افتتاح المعرض أعجبت كثيرًا بفكرة إنشاء منطقة حرة للناشرين، ودعوته للناشرين بأن يواكبوا حركة صناعة النشر فى العالم، وشعرت بأننى كمواطن مصرى ينبغى على أن أشكره على إهدائه لما يزيد عن أربعة آلاف كتاب نادر للمجمع العلمى مساهمة منه فى إعادته لأفضل مما كان عليه، ولهذا فإن الحكومات التى تحترم الإنسان وتقدر الثقافة جديرة بالاحترام، ولكنى فى هذا السياق أذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تحترم الإنسان وتقدر الثقافة، إلا أن سياسيتها الخارجية مليئة بالشبهات.
كما أكد "الفخرانى" أنه ما دام المواطن العربى بخير وكذلك الفنان، فلن تستطيع أى حكومة أن تفعل معه أى شىء، مشيرًا إلى أن صحفية سألته مرة حول إمكانية عمله مع منتج إخوانى، وكان هذا السؤال سابقًا لأوانه، حيث لم تكن الرؤية واضحة حول وصول الإخوان للحكم، إلا أنه أجاب عليها بأنه فى كل عمل يقدم عليه لا يسأل عن ديانة المنتج، بقدر ما يشدد على ألا يخالف معتقداته التى لا تتغير، مضيفًا "وما أريد أن أطمئن الناس عليه، فأنا كفنان أمثل المصريين ولا يمكننى أن أقوم بعمل مشهد أخجل منه أمام أبنائى وأمام المجمتع المصرى، بالإضافة إلى أننى فى العمل سأقدم المجتمع المصرى بما يحتويه من متناقضات، مشددًا على أنه لا يخاف من تقييم المثقفين مثلاً بقدر ما يهاب من المتفرج العربى لأنه خبيث، ولا يمكن أن يخدعه أحد.
وحول مسلسله "الخواجة عبد القادر"، أكد "الفخرانى" أن هذا المسلسل كان يمثل لديه هماً كبيراً حتى انتهى منه، ولهذا أمسك فيه "بيده وأسنانه"، موضحاً أنه كان ولا يزال مهمومًا بأنه لن يغير إسلامه السمح الذى رباه عليه والده، بعدما وصل للسادسة والستين من عمره، مشيرًا إلى أنه فى صباه حينما دخل إحدى الكنائس ضمن الرحلات المدرسية، حلم فى اليوم الثانى بمجموعة من الرجال أصحاب اللحى يدخلونه النار، فحكى الحلم لوالده الذى قال له إن الكنيسة هى بيت الله، وعلمه كيف يقرأ الفاتحة فيها ويحترمها.
ورداً على سؤال حول إقبالنا فى العالم العربى على رداءة الأفلام، وخاصة فى مصر، قال "الفخرانى" تاريخيًا إن رداءة الأفلام علامة على فترة الاضمحلال، إلا أنه سعيد بما يحدث من مشكلات حول الدستور، التى تدل على اليقظة، متمنيًا أن نتجمع وأن نكون أقوياء كعرب، وأن نكون مسلمين بمعنى الإسلام الحقيقى.
عدد الردود 0
بواسطة:
d tarek
عاوز تعرف ماهيه الثوره